أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|284 من 287|ضلال من ظن أن التوكل يغني عن الأسباب المأمورة بها شرعًا|الفوزان

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الرابع والثمانون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ

الحمد لله والشكر لله ولا نعبد الا اياه والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد واله وصحبه ومن والاه واتبع هداه وبعد ففي معرض رد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:00:22ضَ

على الذين يثبتون عن طلب الرزق اعتمادا على القدر. يقول رحمه الله وقد حكي لاحمد بن حنبل ان بعض الغلاة الجهال بحقيقة التوكل كان اذا وضع له الطعام لم يمد يده حتى يوضع في فمه - 00:00:42ضَ

واذا وضع يطبق فمه حتى يفتحوه ويدخل فيه الطعام فانكر ذلك اشد الانكار ومن هؤلاء من حرم المكاسب وهذا وامثاله من قلة العلم بسنة الله في خلقه وامره فان الله خلق الخلق باسباب وشرع للعباد اسبابا - 00:01:04ضَ

ينالون بها مغفرته ورحمته وثوابه في الدنيا والاخرة فمن ظن انه بمجرد توكله مع تركه ما امره الله به من الاسباب يحصل مطلوبه وان المطالب لا تتوقف على الاسباب التي جعلها الله اسبابا لها فهو غالط. فالله سبحانه - 00:01:30ضَ

او وان كان قد ظمن للعبد رزقه وهو لا بد ان يرزقه ما عمر فهذا لا يمنع ان يكون ذلك الرزق المظمون له اسباب تحصل من فعل العبد وغير فعله. وايضا فقد يرزقه حلالا وحراما. فاذا فعل ما امره به رزقه - 00:01:54ضَ

حلالا واذا ترك ما امره به فقد يرزقه من حرام ثم بين الشيخ رحمه الله فائدة الدعاء والتوكل وانه ما من وانه ما من خير الاسباب الجالبة للرزق والخير فقال ومن هذا الباب الدعاء والتوكل - 00:02:15ضَ

فقد ظن بعض الناس ان ذلك لا تأثير له في حصول مطلوب ولا دفع مرهوب ولكنه عبادة محضة ولكن ما حصل به حصل بدونه وظن اخرون ان ذلك ان وظن اخرون ان ذلك مجرد علامة - 00:02:36ضَ

يعني على حصول المطلوب والذي عليه السلف والائمة والجمهور ان ذلك من اعظم الاسباب التي تنال بها سعادة الدنيا والاخرة وما قدره الله بالدعاء والتوكل والكسب وغير ذلك من الاسباب - 00:02:58ضَ

اذا قال القائل فلو لم يكن السبب ما لا يكون بمنزلة قول القائل هذا المقتول لو لم يقتل هل كان يعيش وقد ظن بعض القدرية انه انه كان يعيش وظن بعض المنتسبين الى السنة انه كان يموت. والصواب ان هذا تقدير والصواب ان هذا تقدير لامر - 00:03:17ضَ

علم الله انه يكون فالله قدر موته بهذا السبب فلا يموت الا به كما قدر الله سعادة هذا في الدنيا والاخرة بعبادته ودعائه وتوكله وعملي بالطالح وكسبه فلا يحصل الا به - 00:03:41ضَ

واذا قدر عدم هذا السبب لم يعلم ما يكون المقدر وبتقدير عدمه قد يكون المقدر حينئذ انه يموت وقد يكون المقدر انه يحيى والجزم باحدهما خطأ ولو قال القائل انا لا اكل ولا اشرب - 00:04:02ضَ

فان كان الله قدر حياتي فهو يحييني بدون الاكل والشرب كان احمق كمن قال انا لا اطأ امرأتي فان كان الله قدر لي ولدا تحمل من غير ذكر. ثم قال الشيخ رحمه الله اذا عرف هذا فالسالكون طريق الله - 00:04:24ضَ

منهم من يكون مع قيامه بما امره الله به من الجهاد والعلم والعبادة وغير ذلك عاجزا عن عن الكسب كالذين ذكرهم الله في قوله للفقراء الذين احصروا في سبيل الله - 00:04:46ضَ

لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا والذين ذكرهم الله في قوله للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا - 00:05:03ضَ

وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون فالصنف الاول اهل صدقات. والصنف الثاني اهل الفيء كما قال تعالى في الصنف الاول ان تبدوا الصدقات فانعم ما هي وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم. ويكفر عنكم من سيئاتكم. والله بما تعملون خبير - 00:05:25ضَ

الى قوله للفقراء الذين احصروا في سبيل الله وقال في الصنف الثاني ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل الى قوله للفقراء المهاجرين - 00:05:51ضَ

ثم قال والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم فذكر المهاجرين والانصار وكان المهاجرون تغلب عليهم التجارة والانصار تغلب عليهم الزراعة وقد قال للطائفتين انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض - 00:06:11ضَ

فذكر زكاة التجارة وزكاة الخارج من الارض وهو العشر او نصف العشر او ربع العشر ومن السالكين من يمكنه الكسب مع ذلك قد قال تعالى كما امرهم لما وقد قال تعالى لما امرهم بقيام الليل - 00:06:33ضَ

علم ان سيكون منكم مرضى واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله واخرون يقاتلون في سبيل الله فجعل المسلمين اربعة اصناف صنفا اهل القرآن والعلم والعبادة. وصنفا يضربون في الارض يبتغون من فضل الله - 00:06:55ضَ

وصنفا يجاهدون في سبيل الله والرابع المعذورون واما قول القائل ان ان الغذاء والقوام من فعل الله فلا يمكن طلبه كالحياة فليس كذلك بل ما فعل الله باسباب يمكن طلبه - 00:07:19ضَ

بطلب الاسباب كما كما مثله في الحياة والموت فان الموت يمكن طلبه ودفعه بالاسباب التي قدرها الله فاذا اردنا فاذا اردنا ان يموت عدو الله سعينا في قتله. واذا اردنا دفع ذلك عن المؤمنين دفعناه بما شرع الله - 00:07:41ضَ

او الدفع الدفع به قال تعالى في داوود عليه السلام وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم وقال تعالى سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم وقال تعالى فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم واسلحتهم - 00:08:05ضَ

وهذا مثل دفع الحر والبرد عن هو من فعل الله في اللباس والاكتساب ومثل دفع الجوع والعطش هو من فعل الله بالطعام والشراب وهذا كما ان ازهاق الروح هو من فعل الله ويمكن طلبه بالقتل - 00:08:28ضَ

وحصول العلم والهدى في القلب هو من فعل الله. ويمكن ويمكن باسبابه المأمور بها قال والله تعالى اعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا - 00:08:49ضَ