أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|285 من 287|الناس على ثلاث درجات في أعمال الأبدان|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الخامس والثمانون بعد المئة الثانية - 00:00:00ضَ
الحمد لله واسع الفضل والاحسان والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد لما كانت اعمال القلوب عليها مدار عظيم حيث انها محل الاعتبار من الاعمال الظاهرة وعليها ينبني قبول العمل او رده - 00:00:22ضَ
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى واعمال القلوب هي مقاصدها ونياتها وتعلقاتها وما يقوم بها من الخوف والخشية والرغبة والرهبة والانابة والمحبة والكراهة - 00:00:43ضَ
لذا فقد اهتم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بهذا الموضوع وكتب فيه كتابات كثيرة استغرقت في في مجموع فتاواه مجلدا ظخما جاء في اوله. اما بعد فهذه كلمات مختصرات في - 00:01:04ضَ
في اعمال القلوب التي قد تسمى بالمقامات والاحوال وهي من اصول الايمان وقواعد الدين مثل محبة الله ورسوله والتوكل على الله واخلاص النية له والشكر له والصبر على حكمه والخوف منه - 00:01:24ضَ
والرجاء له وما يتبع ذلك اقتضى ذلك بعض من اوجب الله حقه من اهل الايمان واستكتبها اي طلب من الشيخ الكتابة فيها وبيانها فاقول والكلام للشيخ رحمه الله هذه الاعمال - 00:01:43ضَ
هذه الاعمال جميعها واجبة على جميع الخلق المأمورين في الاصل باتفاق ائمة الدين والناس فيها على ثلاث درجات كما هم في اعمال الابدان على ثلاث درجات ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات - 00:02:05ضَ
الظالم لنفسه العاصي بترك بترك مأمور او فعل محظور والمقتصد المؤدي الواجبات والتارك للمحرمات والسابق بالخيرات المتقرب بما يقدر عليه من فعل واجب ومستحب والتارك للمحرم والمكروه وان كان كل من المقتصد والسابق قد يكون له ذنوب تمحى عنه اما بتوبته - 00:02:26ضَ
والله يحب التوابين ويحب المتطهرين واما بحسنات ماحية واما بمصائب مكفرة واما بغير ذلك وكل من الصنفين المقتصدين والسابقين من اولياء الله الذين ذكرهم في كتابه بقوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون - 00:02:54ضَ
الذين امنوا وكانوا يتقون فحد او حد اولياء الله هم المؤمنون المتقون ولكن ذلك ينقسم الى عام وهم المقتصدون وخاص وهم السابقون وان كان السابقون هم على درجات كالانبياء والصديقين - 00:03:20ضَ
قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم القسمين في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله من عادى لي وليا فقد اذنته بالمحاربة - 00:03:45ضَ
وما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما افترظته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبي يسمع - 00:04:05ضَ
وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي. ولئن سألني لاعطينه. ولئن استعاذني لاعيذنه وما ترددت في شيء انا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموتى واكره مساءته ولابد له منه - 00:04:27ضَ
واما الظالم لنفسه من اهل الايمان فمعه من ولاية الله بقدر ايمانه وتقواه كما معه من ظد ذلك قدر فجوره اذ الشخص الواحد قد يجتمع فيه الحسنة الحسنات المقتضية اذ اذ الشخص الواحد قد يجتمع فيه الحسنات المقتضية للثواب - 00:04:48ضَ
والسيئات المقتضية للعقاب حتى يمكن ان يثاب ويعاقب وهذا قول جميع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وائمة الاسلام واهل السنة والجماعة الذين يقولون انه لا يخلد في النار من في قلبه - 00:05:12ضَ
من في قلبه مثقال حبة ذرة من ايمان واما القائلون بالتخليد كالخوارج والمعتزلة القائلين انه لا يخرج من النار من دخلها من اهل القبلة وانه لا شفاعة للرسول ولا لغيره في اهل الكبائر - 00:05:31ضَ
لا قبل دخول النار ولا بعده. فعندهم لا يجتمع في الشخص الواحد ثواب وعقاب وحسنات وسيئات بل من اثيب لا يعاقب ومن عوقب لم يثب وينبني على هذا امور كثيرة - 00:05:53ضَ
ولهذا من كان معه ايمان حقيقي فلابد ان يكون معه من هذه الاعمال بقدر ايمانه وان كان له ذنوب كما روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رجلا كان يسمى حمارا وكان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:09ضَ
وكان يشرب الخمر ويجلده النبي صلى الله عليه وسلم فاوتي به مرة فقال رجل لعنه الله ما اكثر ما يؤتى به ما اكثر ما يؤتى به الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:32ضَ
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فانه يحب الله ورسوله فهذا يبين ان المذنب بالشرب وغيره قد يكون محبا لله ورسوله وحب الله ورسوله اوثقوا عرى الايمان. كما ان العابد الزاهد قد يكون لما في قلبه من بدعة ونفاق - 00:06:48ضَ
قوطا عليه عند الله ورسوله من ذلك الوجه كما استفاض في الصحاح وغيرها من حديث امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وابي سعيد الخدري رضي الله عنه - 00:07:12ضَ
وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر الخوارج فقال يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم. يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية - 00:07:28ضَ
اينما لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة لئن ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد وهؤلاء قاتلهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع امير المؤمنين علي ابن ابي طالب بامر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:52ضَ
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين يقتلهم ادنى الطاعة طائفتين من الحق ولهذا قال ائمة الاسلام كسفيان كسفيان الثوري وغيره - 00:08:16ضَ
ان البدعة احب الى الشيطان من المعصية لان المعصية لا يتاب منها ولان المعصية لا لان البدعة لا يتاب منها. والمعصية يتاب منها ومعنى قولهم ان البدعة لا يتاب منها - 00:08:35ضَ
ان المبتدع الذي يتخذ دينا لم يشرعه الله ولا رسوله قد زين له سوء عمله فرآه حسنا فهو لا يتوب ما دام يراه حسنا لان اول لان اول التوبة لان اول التوبة العلم بان فعله شيء ليتوب منه او بانه ترك - 00:08:53ضَ
مأمورا به امر ايجاب او استحباب ليتوب ويفعله فما دام يرى ان فعله حسنا وهو سيء في نفس الامر فانه لا يتوب ولا حول ولا قوة الا بالله وبهذا انتهت هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله والسلام عليكم - 00:09:16ضَ
ورحمة الله وبركاته - 00:09:39ضَ