أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|31 من 287|الرد على الذين يستغيثون بالنبي صلى الله عليه وسلم|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الحادي والثلاثون - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله يمن على من يشاء بهداه والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد نمضي في اقتباس الاضواء الهادية من فتاوى حبل الامة وامام الائمة - 00:00:20ضَ
شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة واجزل له الاجر والمثوبة يواصل رحمه الله الحديث في الرد على الذين يستغيثون بالرسول صلى الله عليه وسلم وبغيره من الاموات فيقول رحمه الله - 00:00:41ضَ
كان اصحابه يبتلون بانواع من البلاء بعد موته فتارة بالجدب وتارة بنقص الرزق وتارة بالخوف وقوة العدو وتارة بالذنوب والمعاصي ولم يكن احد منهم يأتي الى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا الى قبر الخليل عليه الصلاة والسلام. ولا الى قبر احد - 00:01:01ضَ
من الانبياء فيقول نشكو اليك جذب الزمان او قوة العدو او كثرة الذنوب ولا يقول سل الله لنا او لامتك ان يرزقهم او ينصرهم او يغفر لهم بل هذا وما يشبهه من البدع المحدثة - 00:01:26ضَ
التي لم يستحبها احد من ائمة المسلمين فليست واجبة ولا مستحبة باتفاق ائمة المسلمين وكل عبادة ليست واجبة ولا مستحبة بدليل من الشرع فهي بدعة باتفاق المسلمين ومن ومن قال من ومن قال ومن قال في بعض البدع انها بدعة حسنة فانما ذلك اذا قام دليل شرعي - 00:01:44ضَ
اي انها مستحبة فاما ما ليس بمستحب ولا واجب فلا يقول احد من المسلمين انها من الحسنات التي يتقرب بها الى الله ومن تقرب الى الله بما ليس من الحسنات المأمور بها امر ايجاب او امر استحباب فهو ظال متبع للشيطان - 00:02:11ضَ
وسبيله من سبيل الشيطان كما قال عبدالله بن مسعود اه خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وخط خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال هذا سبيل الله وهذه سبل - 00:02:34ضَ
على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه ثم قرأ وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله فهذا اصل جامع يجب على كل من امن بالله ورسوله - 00:02:52ضَ
ان يتبعه ولا يخالف السنة المعلومة وسبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان باتباع من خالف السنة والاجماع القديم ولا سيما وليس معه في بدعته امام من ائمة المسلمين - 00:03:09ضَ
ولا مجتهد يعتمد على قوله في الدين ولا من يعتبر قوله في مسائل الاجماع وفي مسائل الاجماع والنزاع فلا ينخرم الاجماع بمخالفته ولا يتوقف الاجماع على موافقته ولو قدر انه نازع في ذلك عالم مجتهد - 00:03:29ضَ
لكان مخصوما بالسنة المتواترة وباتفاق الائمة قبله فكيف اذا كان المنازع ليس من المجتهدين ولا معه دليل شرعي وانما اتبع من تكلم في الدين بلا علم ويجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير - 00:03:51ضَ
بل ان النبي صلى الله عليه وسلم قد حرم ذلك وحرم ما يفضي اليه كما حرم اتخاذ قبور الانبياء والصالحين مساجد ففي صحيح مسلم عن جندب ابن عبدالله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:04:12ضَ
قبل ان يموت بخمس ان من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل موته لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد - 00:04:31ضَ
يحذر ما فعلوا. قالت عائشة رضي الله عنها ولولا ذلك لابرز قبره ولكنه كره ان يتخذ مسجدا. واتخاذ المكان مسجدا هو ان يتخذ للصلوات الخمس وغيرها كما تبنى المساجد لذلك. والمكان المتخذ مسجدا - 00:04:55ضَ
انما يقصد فيه عبادة الله ودعاؤه لا دعاء المخلوقين فحرم صلى الله عليه وسلم ان تتخذ قبور الانبياء مساجد بقصد الصلوات فيها كما تقصد المساجد وان كان القاصد لذلك انما يقصد عبادة الله وحده لان ذلك ذريعة الى ان يقصد المسجد لاجل صاحب القبر والدعاء - 00:05:15ضَ
والدعاء به والدعاء عنده فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ هذا المكان لعبادة الله فنهى صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ هذا المكان لعبادة الله وحده لئلا يتخذ ذريعة الى الشرك بالله - 00:05:41ضَ
والفعل اذا كان يفضي الى مفسدة وليس فيه مصلحة راجحة ينهى عنه كما نهي عن الصلاة في الاوقات الثلاثة لما في ذلك من المفسدة الراجحة وهي التشبه بالمشركين الذي يفضي الى الشرك - 00:06:01ضَ
وليس في قصد الصلاة في تلك الاوقات مصلحة راجحة لامكان التطوع في غيرها من الاوقات يقصد رحمه الله بالاوقات الثلاثة ما بعد صلاة الفجر الى ارتفاع الشمس وعند قيام الشمس في كبد السماء حتى تزول - 00:06:19ضَ
وما بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس قال رحمه الله فاذا كان نهيه عن الصلاة في هذه الاوقات لسد ذريعة الشرك لئلا يفضيا ذلك الى السجود للشمس ودعائها وسؤالها كما يفعله اهل دعوة الشمس والقمر والكواكب - 00:06:37ضَ
الذين يدعونها ويسألونها كان معلوما ان دعوة الشمس والسجود لها هو محرم في نفسه اعظم تحريما من الصلاة التي نهي عنها لئلا الى دعاء الكواكب كذلك لما نهي عن اتخاذ قبور الانبياء والصالحين مساجد - 00:06:57ضَ
فنهي عن قصدها للصلاة عندها لان لا يفضي ذلك الى دعائهم والسجود لهم كان دعاؤهم والسجود لهم اعظم تحريما من اتخاذ قبورهم مساجد ولذلك كانت زيارة قبور المسلمين على وجهين - 00:07:19ضَ
زيارة شرعية وزيارة بدعية. فالزيارة الشرعية ان يكون مقصود الزائر الدعاء للميت كما يقصد بالصلاة على جنازته الدعاء له فالقيام على قبره من جنس الصلاة عليه قال الله تعالى في المنافقين ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره - 00:07:36ضَ
فنهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عليهم والقيام على قبورهم لانهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم كافرون فلما نهي عن هذا وهذا لاجل هذه العلة وهي الكفر دل ذلك على انتفاء هذه العلة - 00:07:59ضَ
ودل تخصيصهم بالنهي على ان غيرهم يصلى عليه ويقام على قبره. اي لو كان هذا غير مشروع في حق احد لم تخصوا بالنهي ولم يعلل ذلك بكفرهم. ولهذا كانت الصلاة على الموتى من المؤمنين - 00:08:19ضَ
والقيام على قبورهم من السنة المتواترة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على موتى المسلمين وشرع لامته ذلك وكان اذا دفن الرجل من امته يقوم على قبره ويقول سلوا له التثبيت - 00:08:37ضَ
فانه الان يسأل رواه ابو داوود وغيره وكان صلى الله عليه وسلم يزور قبور اهل البقيع والشهداء باحد ويعلم اصحابه اذا زاروا القبور ماذا يقولون؟ من السلام على الاموات والدعاء لهم - 00:08:55ضَ
هذه هي الزيارة الشرعية. والى الحلقة القادمة باذن الله لبيان الزيارة الشركية. ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:09:13ضَ