أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|35 من 287|حكم سؤال المخلوق|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الخامس والثلاثون - 00:00:00ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده الصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وبعد نواصل اقتباس الاضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وما زلنا في موضوع سؤال الخلق - 00:00:20ضَ

قال رحمه الله واما سؤال المخلوق المخلوق ان يقضي حاجة نفسه او يدعو له فلم يؤمر به بخلاف سؤال اهل العلم فان الله امر بسؤال اهل العلم كما في قوله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون - 00:00:39ضَ

قال تعالى فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك وقال تعالى واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون. وهذا لان العلم يجب بذله - 00:00:58ضَ

فمن سئل عن علم يعلمه فكتمه الجمه الله بلجام من نار يوم القيامة وهو يزكوا على التعليم ولا ينقص بالتعليم كما تنقص الاموال بالبذل ولهذا يشبه المصباح وكذلك من له عند غيره حق كالامانات - 00:01:17ضَ

مثل الوديعة والمضاربة لصاحبها ان يسألها ممن هي عنده وكذلك مال الفيء وغيره من الاموال المشتركة التي يتولى قسمتها ولي الامر للرجل ان يطلب حقه منه كما يطلب حقه من الوقف والميراث والوصية - 00:01:38ضَ

ومن هذا الباب سؤال النفقة لمن تجب عليه وسؤال المسافر الظيافة لمن تجب عليه كما استطعم موسى او الخضر اهل القرية وكذلك الغريم له ان يطلب دينه ممن هو عليه. وكل من المتعاقدين له ان يسأل - 00:02:00ضَ

اخر اداء حقه اليه فالبائع يسأل الثمن والمشتري يسأل المبيع ومن هذا الباب قوله تعالى واتقوا الله الذي لتساءلون به والارحام. ومن السؤال ما لا يكون مأمورا به والمسؤول مأمور باجابة السائل. قال تعالى واما السائل فلا تنهر. قال تعالى والذين في اموالهم حق - 00:02:20ضَ

معلوم للسائل والمحروم قال تعالى فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر. ومنه الحديث ان احدكم ايسألني المسألة فيخرج بها يتأبطها نارا. وقد يكون السؤال منهيا عنه نهي تحريم او تنزيه وان كان المسئول مأمورا باجابة سؤاله. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان من كماله ان يعطي السائل - 00:02:47ضَ

الا في حقه من فضائله ومناقبه وهو واجب او مستحب. وان كان وان كان نفس سؤال السائل منهيا عنه الى ان ذكر الشيخ رحمه الله ان من اداب المعطي والمنفق الا يمن بعطائه ولا يطلب ولا يطلب من - 00:03:17ضَ

المعطي جزاء على ذلك من الخلق. قال ومن الجزاء ان يطلب الدعاء. قال تعالى عمن اثنى عليهم انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. والدعاء جزا كما في الحديث من اسدى - 00:03:38ضَ

اليكم معروفا فكافئوه. فان لم تجدوا ما تكافئونه. ما تكافئونه. ادعوا له حتى تعلموا ان قد كافئتموه وكانت عائشة اذا ارسلت الى قوم بصدقة تقول للرسول اسمع ما يدعون به لنا حتى ندعو - 00:03:57ضَ

بمثل ما دعوا لنا ويبقى اجرنا على الله وقال بعض السلف اذا قال لك السائل بارك الله فيك فقل وفيك بارك الله فمن عمل خيرا مع المخلوقين سواء كان المخلوق نبيا او رجلا صالحا او ملكا من الملوك او غنيا من الاغنياء - 00:04:17ضَ

فهذا العامل للخير مأمور بان يفعل ذلك خالصا لوجه الله يبتغي به وجه الله لا يطلب به من المخلوق جزاء ولا دعاء ولا غيره. لا من نبي ولا رجل صالح. فان الله امر العباد كلهم ان يعبدوه مخلصين له الدين - 00:04:40ضَ

وهذا هو دين الاسلام الذي بعث الله به الاولين والاخرين من الرسل فلا يقبل من احد دينا غيره. قال تعالى الا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. ودين الاسلام مبني على اصلين - 00:05:00ضَ

اعبد الله وحده لا شريك له وان نعبده بما شرعه من الدين. وهو ما امرت به الرسل امر ايجاب او امر استحباب فيعبد في عبد في كل زمان بما امر به في ذلك الزمان. فلما كانت شريعة التوراة محكمة صار العاملون - 00:05:20ضَ

بها مسلمين وكذلك شريعة الانجيل. وكذلك في اول الاسلام. لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الى بيت المقدس كانت صلاته اليه من الاسلام. ولما امر بالتوجه الى الكعبة كانت الصلاة اليها من الاسلام - 00:05:41ضَ

والعدول عنها الى الصخرة خروجا عن دين الاسلام فكل من لم يعبد الله بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم بما شرعه الله له من واجب ومستحب فليس ابي مسلم ولا بد في جميع الواجبات والمستحبات ان تكون خالصة لله رب العالمين. الى ان قال رحمه - 00:06:01ضَ

والله فكل ما يفعله المسلم من القرب الواجبة والمستحبة كالايمان بالله ورسوله والعبادات البدنية والمالية ومحبة الله ورسوله والاحسان الى عباد الله بالنفع والمال هو مأمور بان يفعله خالصا لله رب العالمين - 00:06:25ضَ

لا يطلب من مخلوق عليه جزاء لا دعاء ولا غير دعاء. فان سؤال المخلوقين فيه ثلاث مفاسد فيه الا فيه ثلاث مفاسد مفسدة الافتقار الى غير الله وهي نوع من الشرك ومفسدة ايذاء المسؤول وهي نوع من ظلم الخلق ومفسدة ومفسدة الذل لغير الله - 00:06:47ضَ

وهو ظلم للنفس ثم ذكر الشيخ رحمه الله طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من عمران يدعو له لما اراد العمرة واجاب عنه بان طلب النبي صلى الله عليه وسلم من عمر ان يدعو له كطلبه ان يصلي عليه ويسلم عليه وان - 00:07:12ضَ

تلا الله له الوسيلة والدرجة الرفيعة فمقصوده نفع المطلوب منه والاحسان والاحسان اليه وهو صلى الله عليه وسلم ينتفع بتعليمهم الخير وامرهم به. ومن قال لغيره من الناس ادعوا لي او لنا وقصده ان ينتهي - 00:07:32ضَ

ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو ايضا بامره فهو مقتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وليس هذا من السؤال واما ان لم يكن قصده الا طلب حاجة لم يقصد نفع المطلوب منه فهذا ليس من المقتدين بالرسول صلى الله - 00:07:52ضَ

عليه وسلم بل هذا من السؤال المرجوح الذي تركه الى الرغبة الى الله وسؤاله افضل من الرغبة الى المخلوق اي وسؤاله وهذا كله في سؤال الاحياء. واما سؤال الاموات فليس بمشروع. ولم يفعل هذا احد من الصحابة - 00:08:12ضَ

تابعين لهم باحسان ولاستحب ذلك احد من سلف الامة بان ذلك مفسدة راجحة وليس فيه مصلحة راجحة والله اعلم والى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:32ضَ