أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|46 من 287|ضوابط المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السادس والاربعون - 00:00:00ضَ

الحمد لله على فضله واحسانه والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد. نواصل الحديث باقتباس الاضواء فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. ونخص في حلقتنا هذه ما ذكره من ضوابط لمتابعة للرسول صلى الله - 00:00:20ضَ

عليه وسلم مما لا شك فيه ان الله سبحانه اوجب على المسلمين متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به وجعل سبحانه ذلك علامة على محبة الله تعالى. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله - 00:00:40ضَ

ويغفر لكم ذنوبكم وانما يتابع ويقتدى به صلى الله عليه وسلم فيما هو من التشريع اما هو من العادات وايضا اذا فعل بعض الصحابة فعلا او قال قولا لم يوافقه عليه بقية الصحابة - 00:01:00ضَ

وكان ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم يخالفه فانه لا يتابع عليه. ويكون بالنسبة له من باب الاجتهاد الذي يرد الى الكتاب والسنة. قال رحمه الله في هذا الموضوع سائر ما ينقل عن احاد الصحابة في جنس - 00:01:20ضَ

العبادات او الاباحات او الاجابات او التحريمات اذا لم يوافقه غيره من الصحابة عليه وكان ما يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم يخالفه لا يوافقه لم يكن فعله هذا سنة يجب على المسلمين اتباع - 00:01:40ضَ

باعوها فالغاية ان يكون ذلك مما يسوء فيه الاجتهادات. مما تنازعت فيه امه فيجب رده الى الله والرسول. ولهذا نظائر كثيرة مثل ما كان ابن عمر يدخل الماء في عينيه في الوضوء - 00:02:00ضَ

ويأخذ لاذنيه ماء جديدا. وكان ابو هريرة يغسل يديه الى العضودين في الوضوء. ويقول من استطاع ان يطيل غرته فليفعل. وروي عنه انه كان يمسح عنقه ويقول هو موضع الغل فان هذا وان استحبه طائف - 00:02:20ضَ

من العلماء اتباعا لهما فقد خالفهما في ذلك اخرون وقالوا وقال سائر الصحابة لم يكونوا يتوضؤون هكذا. والوضوء الثابت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما من غير وجه. ليس فيه - 00:02:40ضَ

ذو ماء جديد للاذنين ولا غسل ما زاد على المرفقين والكعبين ولا مسح العنق. ولا قال النبي صلى الله عليه وسلم من استطاع ان يطيل غرته فليفعل. بل هذا من كلام ابي هريرة جاء مدرجا في بعض الاحاديث. وانما قال صلى الله - 00:03:00ضَ

عليه وسلم انكم تأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء. وكان صلى الله عليه وسلم يتوضأ حتى يشرع في عضو وساق قال ابو هريرة من استطاع ان يطيل غرته فليفعل. وظن من ظن ان غسل العضد من اطالة الغرة وهذا - 00:03:20ضَ

لا معنى له فان الغرة في الوجه لا في اليد والرجل وانما في اليد والرجل الحجلة والغرة لا يمكن اطالتها فان الوجه يغسل كله لا يغسل الرأس ولا غرة في الرأس. والحجلة لا يستحب اطالتها - 00:03:40ضَ

واطالتها مثلى ثم ضرب الشيخ رحمه الله مثلا اخر لهذه القاعدة فقال وكذلك ابن عمر كان فيتحرى ان يسير في موضع سير النبي صلى الله عليه وسلم وينزل مواضع منزله ويتوظأ في - 00:04:00ضَ

حيث رآه يتوضأ ويصب فضل مائه على شجرة صب عليها صلى الله عليه وسلم فضل وضوئه و اه نحو ذلك مما استحبه طائفة من العلماء ورأوه مستحبا ولم يستحب ذلك جمهور العلماء كما لم يستحبه ولم يفعله - 00:04:20ضَ

جابر الصحابة كابي بكر وعمر وعثمان وابن مسعود ومعاذ ابن جبل وغيرهم لم يفعلوا مثل ما فعل ابن عمر ولا رأوه انباء ولو رأوه مستحبا لفعلوه كما كانوا يتحرون متابعته والاقتداء به. وذلك لان المتابعة ان - 00:04:40ضَ

افعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعل. فاذا فعل فعلا على وجه العبادة شرع لنا ان نفعله على وجه العبادة. واذا قصدت تخصيص مكان او زمان بالعبادة خصصناه بذلك كما كان يقصد ان يطوف حول الكعبة وان يستلم الحجر الاسود وان يصلي - 00:05:00ضَ

خلف المقام قال وقصد الصعود على الصفاء والمروة والدعاء والذكرى هناك عرفة ومزدلفة وغيرهما. واما ما فعله بحكم الاتفاق ولم يقصده. مثل ان ينزل بمكان ويصلي فيه كونه نزله لا قصدا لتخصيصه به بالصلاة لا قصدا لتخصيصه بالصلاة والنزول فيه فاذا - 00:05:20ضَ

قدنا تخصيص ذلك المكان بالصلاة فيه او النزول لم نكن متبعين بل هذا من البدع التي كان ينهى عنها عمر والخطاب كما ثبت بالاسناد الصحيح من حديث شعبة عن سليمان التيمي عن المعروف بن سويد قال كان عمر بن الخطاب في - 00:05:50ضَ

بسفر فصلى غداة ثم اتى على مكان فجعل الناس يأتونه فيقولون صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم. فقال عمر انما هلك اهل الكتاب انهم اتبعوا اثار انبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعا. فمن عرضت له الصلاة فليصلي والا فلينظر - 00:06:10ضَ

فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد تخصيصه بالصلاة فيه بل صلى فيه لانه موضع نزوله رأى عمر رضي الله عنه ان مشاركته في سورة الفعل من غير موافقة له في قصده ليس متابعة. بل تخصيص ذلك بالصلاة من بدع اهل - 00:06:30ضَ

الكتاب التي هلكوا بها ونهي المسلمون عن التشبه بهم في ذلك. ففاعل ذلك متشبه بالنبي صلى الله عليه سلم في الصورة متشبه باليهود والنصارى في القصد الذي هو عمل القلب. وهذا هو الاصل فان المتابعة في السنة ابلغ من المتابعة - 00:06:50ضَ

في صورة العمل ولهذا لما اشتبه على كثير من العلماء جلسة الاستراحة هل فعل استحبابا او عارضة تنازعوا فيها وكذلك نزولوا بالمحصب عند الخروج من منى لما اشتبه هل فعله لانه كان اسمح - 00:07:10ضَ

اسمح لخروجه او لكونه سنة تنازعوا في ذلك. ومن هذا وضع ابن عمر على مقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعريف ابن عباس بالبصرة وعمرو بن حريص بالكوفة فان هذا - 00:07:30ضَ

لم يكن يفعله سائر الصحابة ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم شرعه لامته لم يكن اي لم يمكن ان يقال انها هذا سنة مستحبة. ومن هذه القاعدة العظيمة وما ذكر لها من الامثلة يتضح بطلان ما يفعله بعض الخرافيين اليوم - 00:07:50ضَ

من تعظيمهم الاثار التي تنسب الى الانبياء والصالحين فيتبركون بها ويقصدونها للعبادة كغار حراء وغار ثور ومكان المولد بمكة والمساجد السبعة بالمدينة وبقية مساجد المدينة غير المسجد النبوي ومسجد قباء فان - 00:08:10ضَ

تلك الامكنة والتعبد فيها من البدع ومن وسائل الشرك والله المستعان وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين - 00:08:30ضَ