أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|49 من 287|طريقة أهل السنة ومخالفيهم في إثبات العقائد|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس التاسع والاربعون - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على خير خلقه وخاتم انبيائه نبينا محمد واله وصحبه وبعد ما زال الاقتباس من فتاوى حبر الامة وامام الائمة شيخ الاسلام ابن - 00:00:20ضَ

رحمه الله وتعتبر هذه الحلقة امتدادا للحلقة السابقة في بيان منهج القرآن ومنهج اتباع اعي فلاسفة اليونان من المناطق والمتكلمين في اثبات العقائد والتوحيد. قال رحمه الله والذي هنا بيان الفرق بين المنهاج النبوي الايماني العلمي الصلاحي والمنهاج الصابئ الفلسفي وما تشعب - 00:00:40ضَ

عنه من المنهاج الكلامي والعبادي المخالف لسبيل الانبياء وسنتهم. وذلك ان الانبياء عليهم السلام دعوا الناس الى عبادة الله اولا بالقلب واللسان وعبادته متظمنة لمعرفته وذكره. فاصل علمهم وعملهم ان هو العلم بالله والعمل له. وذلك فطري ضروري. وانه اشد رسوخا في النفوس من مبدأ العلم الرياضي - 00:01:10ضَ

قولنا ان الواحد نصف الاثنين ومبدأ العلم الطبيعي كقولنا ان الجسم لا يكون في مكانين. لان هذه المعارف اسماء قد آآ تعرض عنها اكثر الفطر. واما العلم الالهي فما يتصور فما يتصور ان - 00:01:40ضَ

رضى عنه فطرة والغرض هنا ان ان الله سبحانه لما كان هو الاول الذي خلق الكائنات والاخر الذي تصير الى الحادثات فهو الاصل الجامع فالعلم به اصل كل علم وجامعه وذكره اصل كل كلام وجامعه - 00:02:00ضَ

وليس للخلق صلاح الا في معرفة ربهم وعبادته. واذا حصل لهم ذلك فما سواه اما فضل نافع واما فضول غير نافعة واما امر مضر. قال رحمه الله ومن اسمائه الهادي وقد جاء ايضا البرهان - 00:02:20ضَ

اي من اسمائه سبحانه ولهذا يذكر عن بعضهم انه قال عرفت الاشياء بربي ولم اعرف ربي بالاشياء قال بعضهم هو الدليل لي على كل شيء. قيل لابن عباس بما عرفت ربك؟ فقال من طلب دينه بالقياس لم - 00:02:40ضَ

يزل دهره في التباس خارجا عن المنهاج ظاعنا في الاعوجاج عرفته بما عرف به نفسه ووصفته بما وصف نفسه فاخبر ان معرفة القلب قد حصلت بتعريف الله وهو نور الايمان. وان وصف اللسان حصل بكلام الله وهو القرآن - 00:03:00ضَ

قال الى ان قال فاذا كان فاذا كان الحق الحي القيوم هو رب كل شيء ومليكه ومؤصل كل باصل ومسبب كل سبب وعلة هو الدليل والبرهان والاول والاصل الذي يستدل به العبد ويفزع - 00:03:20ضَ

اليه ويرد جميع الاواخر اليه في العلم كان ذلك سبيل الهدى وطريقه. كما ان الاعمال والحركات لم ما كان الله مصدرها واليه مرجعها كان المتوكل عليه في عمله القائل انه لا حول ولا قوة الا بالله - 00:03:40ضَ

وايدا منصورا. فجماع الامر ان الله هو الهادي وهو النصير. وكفى بربك هاديا ونصيرا. وكل علم فلا بد له من هداية وكل عمل فلابد له من قوة. فالواجب ان يكون هو اصل كل هداية وعلم. واصل كل نصرة وقوة - 00:04:00ضَ

ولا يستهدي العبد الا اياه ولا يستنصر الا اياه. والعبد لما كان مخلوقا مربوبا مفطورا مصنوعا عاد في علمه وعمله الى خالقه وفاطره وربه وصانعه. فصار ذلك ترتيبا مطابقا للحق وتأليفا موافقا للحقيقة. اذ بناء - 00:04:20ضَ

على الاصل وتقديم الاصل على الفرع هو الحق فهذه الطريقة فهذه هي الطريقة الصحيحة الموافقة لفطرة الله وخلقته ولكتابه وسنته. واما واما الطريقة الفلسفية الكلامية فانهم ابتدأوا بنفوسهم فجعلوها هي الاصل الذي يفزعون اليه. والاساس الذي يبنون عليه اتكلموا في ادراكهم للعلم انه - 00:04:40ضَ

يكون بالحس وتارة بالعقل وتارة بهما وجعلوا العلوم الحسية والبديهية ونحوها هي الاصل الذي الى يحصل العلم الا بها. الى ان قال وهذه الطريقة فيها فساد كثير. من جهة الوسائل والمقاصد. اما المقاصد - 00:05:10ضَ

محاصيلها بعد التعب الكثير والسلامة خير القليل. فهي لحم جمل غث على رأس جبل الوعر لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقى. ثم انه يفوت بها من المقاصد المحمودة ما لا ينضبط. واما الوسائل - 00:05:30ضَ

فان هذه الطرق كثيرة المقدمات ينقطع السالكون فيها كثيرا قبل الوصول ومقدماتها في الغالب اما مشتبهة يقع النزاع فيها واما خفية لا يدركها الا الاذكياء. ولهذا لا يتفق اثنان رئيسان على مقدمات دليل الا - 00:05:50ضَ

فكل رئيس من رؤساء الفلاسفة والمتكلمين له طريقة في الاستدلال تخالف طريقة الرئيس الاخر. بحيث كل من اتباع احدهما في طريقة الاخر. ويعتقد كل منهما ان الله لا يعرف الا بطريقته. وان كان جمهور اهل - 00:06:10ضَ

الملة العامة السلفي يخالفونه فيها. مثال ذلك ان غالب المتكلمين يعتقدون ان الله ان الله لا لا يعرف الا باثبات حدوث العالم ثم الاستدلال بذلك على محدثه. ثم لهم في اثبات حدوث العالم طرق فاكثرهم - 00:06:30ضَ

يستدلون بحدوث الاعراض وهي صفات الاجسام ثم القدرية من المعتزلة وغيرهم يعتقدون ان اثبات الصانع لا يمكن الا بعد الاعتقاد ان العبد هو هو المحدث لافعاله. والا انتقض الدليل ونحو ذلك من الاصول التي يخالفهم فيها - 00:06:50ضَ

جمهور المسلمين واما الانبياء فاول دعوتهم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فتدبر طرق العلم والعمل ليتميز ليتميز لك طريق اهل السنة والايمان من طريق اهل البدعة والنفاق. وطريق العلم والفرقان - 00:07:10ضَ

من طريق الجهل والنكران. انتهى كلامه رحمه الله باختصار. وحاصله ان طريق اهل السنة واتباع البداءة بعبادة الله والدعوة اليها قبل كل شيء لانه سبحانه معروف بالفطر لا يحتاج الى الاستدلال - 00:07:30ضَ

بطريقة كلامية. واما طريقة الفلاسفة والمتكلمين والمبتدعة فهي البداءة بالاستدلال على اثبات جود الرب اولا ثم اثبات الرسالات كانهم لم يعرفوا ربهم قبل ذلك تعالى الله عما يقولون افي الله شك فاطر - 00:07:50ضَ

السماوات والارض ولهذا يقول اهل السنة واتباع الرسل ان اول واجب على المكلف عبادة الله وحده لا شريك له ويقول علماء الكلام ان اول واجب على المكلف هو النظر والاستدلال لاثبات وجود الله. ثم ما هي طرق النظر - 00:08:10ضَ

باستدلال عندهم انها طرق ملتوية مختلفة متناقضة لا تؤدي الى نتيجة تامة ثم هي مخالفة لدعوة حيث ان الرسل اول ما يبدأون به الامر بعبادة الله وحده لا شريك له لم يأمروا بالنظر والاستدلال اولا - 00:08:30ضَ

الله المستعان والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:50ضَ