أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|50 من 287|تفسير قوله تعالى: كل شيء هالك إلا وجهه|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الخمسون - 00:00:00ضَ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. نبينا محمد واله وصحبه وبعد. فللشيخ رحمه الله في تفسير قوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه. والرد على اهل الضلال الذين قالوا ان معنى الاية - 00:00:20ضَ

انه لا وجود للاشياء من جهة نفسها. وانما وجودها من جهة الله فهي موجود فهي موجودة بوجه ربها اي بايجاده لها. وربما يغلو بعضهم فيقول ان معنى الاية لا موجود الا الله. كما هو قول ابن - 00:00:40ضَ

العربي وغيره من اهل وحدة الوجود. قال الشيخ رحمه الله والمقصود هنا ان يقال اما كون وجود الخالق هو وجود خلوق فهذا كفر صريح باتفاق اهل الايمان. وهو من ابطل الباطل في بديهة كل في بديهة عقل كل انسان - 00:01:00ضَ

وان كان منتحلوه يزعمون ان غاية انه غاية التحقيق والعرفان. واما كون المخلوق لا وجود له الا وجود له الا من الخالق سبحانه فهذا حق. ثم جميع الكائنات هو خالقها وربها وملكها. لا يكون شيء الا بقدرته - 00:01:20ضَ

مشيئته وخلقه هو خالق كل شيء سبحانه وتعالى. لكن الكلام هنا في تفسير الاية بهذا فان المعاني تنقسم الى حق وباطل. فالباطل لا يجوز ان يفسر به كلام الله. والحق ان كان هو الذي دل عليه القرآن فسر به. والا فليس - 00:01:40ضَ

فكل معنى صحيح يفسر به اللفظ المجرد. والا فليس كل معنى صحيح يفسر به اللفظ لمجرد مناسبة دلالة اللفظ على المعنى السمعية فلابد ان يكون اللفظ مستعملا في ذلك المعنى بحيث قد دل على المعنى به ولا يكتفى في - 00:02:00ضَ

ذلك بمجرد ان يصلح وضع اللفظ لذلك المعنى اذ الالفاظ التي يصلح وضعها للمعاني ولم توضع لها لا يحصي عددها الا الله وهذا عند من يعتبر المناسبة من يعتبر المناسبة بين اللفظ والمعنى كقول طائفة من اهل الكلام والبيان. واما واما - 00:02:20ضَ

من لا يعتبر المناسبة فكل لفظ يصلح وضعه لكل معنى لا سيما اذا علم ان اللفظ موظوع لمعنى هو مستعمل فيه فحمل وهو على غير ذلك المعنى لمجرد المناسبة كذب على الله. ثم ان كان مخالفا لما علم من الشريعة فهو فهو دأب القرار - 00:02:40ضَ

وان لم يكن مخالفا فهو حال كثير من من الوعاظ والمتصوفة الذين يقولون باشارة لا يدل اللفظ عليها نصا ولا قيما واذا كان المقصود هنا الكلام في تفسير قوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه فنقول تفسير الاية بما هو مأثور ومنقول - 00:03:00ضَ

عن من قاله من السلف والمفسرين من ان المعنى كل شيء هالك الا ما اريد به وجهه هو احسن من ذلك التفسير المحدث يعني قول الصوفية كل شيء هالك الا وجهه. كل وجود سوى وجوده فباطل. بل لا يجوز تفسير الاية بذلك التفسير - 00:03:21ضَ

الى المحدث كما ذكر رحمه الله وجوها لابطال هذا التفسير المحدث ملخصها. اولا ان الله سبحانه قال كل شيء هالك الا وجهه وهذا يقتضي ان ثم اشياء تهلك الا وجهه. فان اريد بوجهه وجوده اقتضى ان كل ما سوى وجوده هالك - 00:03:41ضَ

فيقتضي ان تكون المخلوقات هالكة وليس الامر كذلك. وهو ايضا اي هذا التفسير على قول الاتحادية فانه عندهم ما ثم الا وجود واحد فلا يصح ان يقال كل ما سوى وجوده هالك. اذ ما ثم شيء يخبر عنه بانه سوى وجوده. اذ - 00:04:01ضَ

ومذهبهم نفي السوى او الغير في نفس الامر. ثانيا اذا قيل ان معنى الاية ان ما سوى الله فليس وجوده من نفسه وانما وجوده من الله فيكون المعنى كل شيء ليس وجوده من نفسه الا هو. قيل استعمال لفظ الهالك في الشيء الموجود المخلوق - 00:04:21ضَ

لاجل ان وجوده من ربه لا من نفسه لا يعرف في اللغة. لا حقيقة ولا مجازا. والايات القرآنية تدل على ان الهلاك احالة وفساد في الشيء الموجود. لا انه يعني انه ليس وجوده من نفسه. ثالثا انه اذا كان معنى كل شيء هالك الا وجهه - 00:04:41ضَ

كل شيء سوى الله فهو ممكن الوجود. اما الله سبحانه فهو واجب الوجود. اي كل شيء هالك بمعنى انه ممكن الوجود الا جاهو اي الا الله هو واجب الوجود. قيل هذا من توضيح الواضح فانه من المعلوم ان كل ما سوى واجب الوجود فهو ممكن الوجود - 00:05:01ضَ

رابعا ان يقال ان اسم الوجه بالكتاب والسنة انما يذكر في سياق العبادة له والعمل له والتوجه اليه. قال تعالى وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. قال تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكين ويتيما واسيرا. انما نطعمكم - 00:05:22ضَ

لوجه الله قال تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. واذا كان كذلك كان حمل اسم الوجه في هذه الالة في هذه الاية على ما يدل عليه في سائر الايات اولى من حمله على ما لا يدل عليه لفظ الوجه في شيء من الكتاب - 00:05:42ضَ

والسنة لان هذا استعمال لللفظ فيما لم يرد به الكتاب خامسا ان اسم الهلاك يراد به الفساد. وخروجه عما يقصد به وهذا مناسب لما لا يكون لله فانه فاسد لا ينتفع به في الحقيقة. بل هو خارج عما يجب قصده وارادته. قال - 00:06:02ضَ

تعالى وهم ينهون عنه وينهون عنه وان يهلكون الا انفسهم وما يشعرون. اخبر انهم يهلكون انفسهم بنهيهم عن الرسول ونأيهم عنه ومعلوم ان من نأى عن اتباع الرسول ونهى غيره عنه وهو كافر فان هلاكه بكفره هو حصول العذاب المكروه - 00:06:23ضَ

والى دون النعيم المرصود انتهى. وهو ملخص من كلامه رحمه الله في الرد على من فسر اية من القرآن تفسير لم يرد في الكتاب والسنة وانه تفسير باطل وهذا ينطبق اليوم على كثير من جهال الكتبة الذين يفسرون القرآن حسب افهامهم وارائهم - 00:06:43ضَ

او يفسرون القرآن بنظريات حديثة من نظريات الطب او علم الفلك او نظريات رواد الفضاء ويسمون ذلك بالاعجاز العلمي للقرآن الكريم. وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير. وان كان بعض اصحابه فعلوه عن حسن - 00:07:06ضَ

نية واظهار لمكانة القرآن بزعمهم. الا ان هذا عمل لا يجوز. قال صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار. واخطأ ولو اصاب. والقرآن لا يفسر الا بالقرآن او بالسنة - 00:07:26ضَ

او بقول الصحابي او بما تقتضيه اللغة العربية التي نزل بها كما هو معلوم عند العلماء المحققين. والله الموفق والهادي الى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:07:46ضَ