أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|51 من 287|ما يجب إثباته لله وما يجب نفيه عنه سبحانه-الجزء الأول|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الحادي والخمسون - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد نواصل الاقتباس من الله فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله مما ذكره في رسالته العظيمة التدميرية - 00:00:20ضَ
حيث قال لابد للعبد ان يثبت لله ما يجب اثباته من صفات الكمال وينفي عنه ما يجب نفيه عنه مما يضاد هذه الحال ولابد له في احكامه من ان من ان يثبت خلقه وامره - 00:00:42ضَ
فيؤمن بخلقه المتظمن كمال قدرته فيؤمن بخلقه المتظمن كمال قدرته وعمومي مشيئته ويثبت امره المتضمن بيان ما يحبه ويرضاه من القول والعمل ويؤمن بشرعه وقدره ايمانا خاليا من الزلل وهذا يتضمن التوحيد في عبادته وحده لا شريك له - 00:01:03ضَ
وهو التوحيد في القصد والارادة والعمل يعني توحيد الالهية والاول يتضمن التوحيد في العلم والقول يعني توحيد الربوبية كما دل على ذلك سورة قل هو الله احد ودل على الاخر سورة قل يا ايها الكافرون وهما سورة الاخلاص - 00:01:33ضَ
وبهما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة في ركعتي الفجر وركعتي الطواف وغير ذلك ثم ذكر رحمه الله الاصل الذي يجب اتباعه في صفات الله عز وجل فقال - 00:01:55ضَ
فالاصل في هذا الباب ان يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسله نفيا واثباتا فيثبت فيثبت لله ما اثبته لنفسه وينفي عنه ما نفى عن نفسه يعني رحمه الله ان الاصل في اثبات الصفات وتنزيه الله عن النقائص هو الرجوع الى كتاب الله - 00:02:12ضَ
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا مدخل للعقل والرأي في ذلك ثم ذكر موقف السلف من ذلك فقال قد علم ان طريقة ان طريقة سلف الامة وائمتها اثبات ما اثبته الله من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل - 00:02:37ضَ
ومن غير تحريف ولا تعطيل وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع اثبات ما اثبته من الصفات من غير الحاد لا في اسمائه ولا في اياته. فان الله تعالى ذم الذين يلحدون في اسمائه واياته كما قال تعالى ولله - 00:03:00ضَ
الاسماء الحسنى فادعوه بها قذر الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون وقال تعالى ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا افمن يلقى في النار خير ام من يأتي امنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم - 00:03:20ضَ
الاية فطريقتهم اثبات الاسماء والصفات مع نفي مماثلة المخلوقات اثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل. كما قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ففي قوله ليس كمثله شيء رد للتشبيه والتمثيل. وقوله وهو السميع البصير رد للالحاد والتعطيل - 00:03:42ضَ
ثم بين رحمه الله نوع الاثبات والنفي الذين جاء بهما الرسل صلوات الله وسلامه عليهم في صفات الله عز وجل فقال والله سبحانه قد بعث رسله باثبات مفصل ونفي مجمل - 00:04:09ضَ
فاثبتوا لله الصفات على وجه التفصيل ونفوا عنه ما لا يصلح له من التشبيه والتمثيل كما قال تعالى فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا قال اهل النواة هل تعلم له سميا اي نظيرا يستحق مثل اسمه - 00:04:27ضَ
ويقال مساميا يساميه كما ذكر الشيخ امثلة كثيرة للنفي المجمل الوارد في القرآن الكريم ثم قال واما الاثبات المفصل فانه ذكر من اسمائه وصفاته ما انزله في محكم اياته كقوله الله لا اله الا هو الحي القيوم. الاية بكمالها - 00:04:48ضَ
وقوله قل هو الله احد الله الصمد. وقوله وهو العليم الحكيم. وهو العليم القدير وهو السميع البصير وذكر رحمه الله امثلة كثيرة لذلك الى ان قال الى امثال هذه الايات والاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في اسماء الرب وصفاته - 00:05:15ضَ
فان في ذلك من اثبات ذاته وصفاته على وجه التفصيل واثبات وحدانيته بنفي التمثيل ما هدى الله به عباده الى سواء السبيل. فهذه طريقة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين - 00:05:38ضَ
واما من زاغ وحاد عن سبيلهم من الكفار والمشركين والذين اوتوا الكتاب ومن دخل في هؤلاء من الصابئة والمتفلسفة والجهمية والقرامطة والباطنية ونحوهم. فانهم على ضد ذلك يقفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل - 00:05:55ضَ
ولا يثبتون الا وجودا مطلقا لا حقيقة له عند التحصيل وانما يرجع الى وجود في الاذهان يمتنع تحققه في الاعيان فقولهم يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل فانهم يمثلونه بالممتنعات والمعلومات والجمادات ويعطلون - 00:06:16ضَ
الاسماء والصفات تعقيلا يستلزم نفي الذات ثم ذكر الشيخ رحمه الله انه لا يلزم من اتفاق اسماء الله وصفاته مع اسماء المخلوقين وصفاتهم في الالفاظ معاني اتفاقها في الحقائق والاعيان. وضرب لذلك مثلا في مسمى الوجود. فالخالق سبحانه موجود والمخلوق موجود - 00:06:39ضَ
ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود ان يكون وجود هذا ان يكون وجود هذا مثل وجود هذا بل وجود هذا يخصه ووجود هذا لا يخصه. واتفاقهما في اسم عام لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم عند الاضافة - 00:07:04ضَ
والتخصيص والتقييد فالعرش شيء موجود والبعوض شيء موجود ولا يقال ان هذا مثل هذا لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود. ولهذا سمى الله نفسه باسماء وسمى صفاته باسماء وكانت تلك الاسماء مختصة به اذا اضيفت اليه لا يشركه فيها غيره. وسمى بعض مخلوقاته باسماء مختصة بهم - 00:07:23ضَ
مضافة اليهم توافق تلك الاسماء اذا قطعت عن الاظافة والتخصيص. ولم يلزم من اتفاق الاسمين عند الاطلاق تماثل مسماهما عند الاظافة والتقييد. فقد سمى الله نفسه حيا فقال الله لا اله الا هو الحي القيوم. وسمى - 00:07:51ضَ
بعض عباده حيا فقال يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي. وليس هذا الحي مثل هذا الحي وليس هذا الحي مثل هذا الحي ولابد من هذا في جميع اسماء الله وصفاته - 00:08:11ضَ
يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطئة والاتفاق. وما دل عليه بالاضافة والتخصيص المانعين من مشاركة المخلوق خالتي في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى وذكر رحمه الله تعالى امثلة كثيرة مما سمى به نفسه وسمى به بعض مخلوقاته وانه لا يلزم - 00:08:27ضَ
من الاتفاق في الاسم الاتفاق في المسمى والحقيقة. وفي ذلك رد على الذين يقولون انه يلزم من اثبات الاسماء اي والصفات لله التمثيل بالمخلوقين لان هذه الاسماء والصفات تطلق على المخلوقين والى الحلقة القادمة باذن الله لاستيفاء هذا الموضوع. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا - 00:08:51ضَ
محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:09:18ضَ