أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|52 من 287|ما يجب إثباته لله وما يجب نفيه عنه سبحانه-الجزء الثاني|الفوزان
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثاني والخمسون - 00:00:00ضَ
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم وبعد نواصل اقتباس الاضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. وقد ذكر في رسالته التدميرية انه لا يلزم من - 00:00:20ضَ
شراك اسماء الله وصفاته مع اسماء وصفات المخلوقين في اللفظ والمعنى العام الموجود في الذهن اشتراكهما في الخارج والحقيقة والكيفية اذ لله سبحانه وتعالى اسماء وصفات تخصه وللمخلوق اسماء وصفات تخصه قال رحمه الله ولهذا سمى الله نفسه باسماء وسمى صفاته باسماء وكانت - 00:00:41ضَ
تلك الاسماء مختصة به اذا اضيفت اليه لا يشركه فيها غيره. وسمى بعض مخلوقاته باسماء مختصة بهم مضافة اليهم توافق تلك الاسماء اذا قطعت عن الاظافة والتخصيص ولم يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما - 00:01:11ضَ
واتحاده عند الاطلاق والتجريد عن الاضافة والتخصيص اتفاقهما ولا تماثل المسمى عند الاظافة والتخصيص فضلا عن ان يتحد مسماهما عند الاظافة والتخصيص قد سمى الله نفسه حيا فقال الله لا اله الا هو الحي القيوم. وسمى بعض عباده حيا فقال يخرج الحي من الميت ويخرج - 00:01:33ضَ
الميت من الحي وليس هذا الحي مثل هذا الحي لان قوله الحي اسم لله مختص به وقوله يخرج الحي من الميت اسم للحي المخلوق مختص به وانما يتفقان اذا اطلقا وجردا عن التخصيص. ولكن ليس للمطلق مسمى موجود في الخارج - 00:01:57ضَ
ولكن العقل يفهم من المطلق قدرا مشتركا بين المسميين وعند الاختصاص يقيد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق والمخلوق عن الخالق ولابد من هذا في جميع اسماء الله وصفاته يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطئة والاتفاق - 00:02:21ضَ
وما دل عليه بالاضافة والاختصاص المانع المانعين من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه سبحانه تعالى وكذلك سمى الله نفسه عليما حليما وسمى بعض عباده عليما فقال وبشرناه بغلام عليم. يعني اسحاق - 00:02:43ضَ
وسمى اخر حليما فقال وبشرناه بغلام حليم يعني اسماعيل. وليس العليم كالعليم ولا الحليم كالحليم سمى نفسه بصيرا فقال ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا - 00:03:04ضَ
وسمى بعض عباده سميعا بصيرا فقال انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير وسمى نفسه بالرؤوف الرحيم فقال ان الله بالناس لرؤوف رحيم - 00:03:22ضَ
وسمى بعض عباده بالرؤوف الرحيم فقال لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف الرحيم وليس الرؤوف كالرؤوف ولا الرحيم كالرحيم. وسمى نفسه بالملك فقال الملك القدوس - 00:03:42ضَ
وسمى بعض عباده بالملك فقال وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا. وقال الملك اتوني به ليس الملك كالملك وسمى نفسه بالمؤمن المهيمن. وسمى بعض عباده بالمؤمن فقال افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون - 00:04:03ضَ
وليس المؤمن كالمؤمن فسمى نفسه بالعزيز فقال العزيز العزيز الجبار العزيز الجبار المتكبر. وسمى بعض عباده بالعزيز فقال وقالت امرأة العزيز وليس العزيز كالعزيز وسمى نفسه الجبار المتكبر وسمى بعض خلقه بالجبار المتكبر فقال كذلك يطبع الله على كل قلب - 00:04:25ضَ
بكبر جبار وليس الجبار كالجبار ولا المتكبر ولا المتكبر كالمتكبر ونظائر هذا متعددة ثم ذكر رحمه الله امثلة لهذا الاشتراك في الصفات فقال ووصف نفسه بالمشيئة ووصف عبده بالمشيئة فقال لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين - 00:04:53ضَ
وكذلك وصف نفسه بالارادة وعبده وعبده بالارادة فقال تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم. وصف نفسه بالمحبة ووصف عبده بالمحبة فقال ويأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. وصف نفسه بالرضا ووصف عبده بالرضا فقال رضي الله عنهم ورضوا عنه. ومعلوم - 00:05:19ضَ
ان مشيئة الله ليست مثل مشيئة العبد ولا ارادته مثل ارادة العبد ولا محبته مثل محبته ولا رضاه مثل رضاه الى ان قال ونظائر هذا كثيرة فلا بد من اثبات ما اثبته الله لنفسه ونفي ما ونفي مماثلته بخلقه - 00:05:45ضَ
فمن قال ليس لله علم ولا قوة ولا رحمة ولا كلام ولا يحب ولا يرظى ولا نادى ولا ناجى ولا استوى كان معطلا جاحدا تفصيلا لله تعالى بالمعلومات والجمادات ومن قال له علم كعلمي وقوة كقوتي او حب كحبي او رضا كرظائي - 00:06:07ضَ
او يدان كيداي او استواء كاستوائي كان مشبها ممثلا لله بالحيوانات بل لابد من اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل. انتهى المقتبس من كلامه رحمه الله حول هذا الموضوع المهم الذي جلت فيه اقدام وظلت فيه افهام لانها لم تسر على هذه القاعدة - 00:06:31ضَ
عظيمة وهي وجوب اثبات ما وهي وجوب اثبات ما اثبته الله لنفسه ونفي ما نفاه عن نفسه وان الاشتراك في الاسم او الاشتراك في الصفة بين المخلوق والخالق في اللفظ والمعنى العام لا يلزم منه الاشتراك في الحقيقة والكيفية. فلله - 00:06:58ضَ
وصفات تخصه وتليق به والمخلوق اسماء وصفات تخصه وتليق به. والذي يميز هذا الفرق هو الاظافة. فاذا اضيفت الاسماء والصفات الى الله صار لها معنى يختص به سبحانه وتعالى. وكيفية تختص به. واذا اضيفت الى المخلوق صار لها - 00:07:19ضَ
معنى وكيفية هي الايقان بالمخلوق ويختصان به فلا تعطيل ولا تمثيل. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين عين - 00:07:43ضَ