Baheth

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثالث والخمسون - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد نواصل اقتباس الاضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وكنا في الحلقة السابقة ذكرنا مقتطفات من كلامه - 00:00:20ضَ

في بيان ان الاشتراك الموجود بين بين اسماء الله وصفاته واسمائي وصفات المخلوقين في اللفظ والمعنى العام لا يوجب الاشتراك في الحقيقة والكيفية قال رحمه الله ويتبين هذا باصلين شريفين ومثلين مضروبين - 00:00:39ضَ

ولله المثل الاعلى وبخاتمة جامعة. قال فاما الاصلان احدهما ان يقال القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر فان كان المخاطب ممن يقول لان الله حي بالحياة عليم بعلم قدير بقدرة سميع بسمع بصير ببصر - 00:00:59ضَ

متكلم بكلام مريد بارادة ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع في محبته ورضاه وغضبه وكراهته ويجعل ذلك مجازا ويفسره اما بالارادة واما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات فيقال له لا فرق بينما نفيته وبين ما اثبته بل القول في احدهما - 00:01:21ضَ

كالقول في الاخر فان قلت ان ارادته مثل ارادة المخلوقين فكذلك محبته ورضاه وغضبه وهذا تمثيل وان قلت ان له ارادة تليق به كما ان للمخلوق ارادة تليق به قيل لك وكذلك له محبة تليق به - 00:01:46ضَ

للمخلوق محبة تليق به وله رضا وغضب يليقان به وللمخلوق رضا وغضب يليقان به فان قال تلك الصفات اثبتها بالعقل. لان العقل الحادث دل على القدرة لان الفعل الحادث دل على القدرة - 00:02:07ضَ

والتخصيص دل على الارادة والاحكام دل على العلم. وهذه الصفات مستلزمة للحياة. والحي لا يخلو عن السمع والبصر او ضد ذلك ثم ذكر الشيخ رحمه الله عن ذلك جوابين. الاول - 00:02:25ضَ

ان كون العقل دل على هذه الصفات التي ذكرتها فانه لا ينفي ما عداها. لان عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين وليس لك ان تنفيه بغير دليل لان النافي عليه الدليل كما على المثبت - 00:02:42ضَ

وقد دل الشرع على هذه الصفات التي نفيتها ولم يعارض ذلك معارض عقلي ولا سمعي فيجب اثبات ما اثبته الدليل السالم عن المعارض المقاوم والجواب الثاني ان يقال يمكن اثبات هذه الصفات التي نفيتها بالدليل العقلي - 00:03:01ضَ

آآ ايضا الذي اثبت به ما اثبت بان يقال نفع العباد بالاحسان اليهم يدل على الرحمة فدلالة التخصيص على المشيئة واكرام الطائعين يدل على محبتهم وعقاب الكافرين يدل على بغضهم - 00:03:21ضَ

كما ثبت بالشهادة والخبر من اكرام اوليائه وعقاب اعدائه والغايات المحمودة في مفعولاته ومأموراته تدل على حكمته البالغة ولهذا كان ما في القرآن من بيان ولهذا كان ما في القرآن - 00:03:39ضَ

من بيان ما في مخلوقاته من النعم والحكم اعظم مما في القرآن من بيان ما فيها من الدلالة على محض المشيئة ثم قال الشيخ رحمه الله وان كان المخاطب ممن ينكر الصفات ويقر بالاسماء كالمعتزل الذي يقول انه حي عليم قدير. وينكر ان يتصف بالحي - 00:04:00ضَ

والعلم والقدرة قيل له لا فرق بين اثبات الاسماء واثبات الصفات فانك ان قلت اثبات الحياة والعلم والقدرة يقتضي تشبيها او تجسيما لانا لا نجد في الشاهد متصفا بالصفات الا ما هو جسم - 00:04:23ضَ

قيل لك ولا نجد في الشاهد ما هو مسمى حي عليم قدير الا ما هو جسم فان نفيت ما نفيت لكونك لم تجده في الشاهد الا للجسم من في الاسماء بل وكل شيء لانك لا تجده في الشاهد الا للجسم. الى ان قال رحمه الله الاصل الثاني - 00:04:41ضَ

القول في الصفات كالقول في الذات فان الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله فاذا كان له ذات حقيقة لا تماثل الذوات فالذات متصفة بصفات حقيقة لا تماثل سائر الصفات - 00:05:03ضَ

فاذا قال السائل كيف استوى على العرش؟ قيل له كما قال ربيعة ومالك وغيرهما رضي الله عنهما الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عن الكيفية بدعة. لانه سؤال عما لا يعلمه البشر ولا يمكنهم الاجابة عنه - 00:05:22ضَ

وكذلك اذا قال كيف ينزل ربنا الى السماء الدنيا؟ قيل له كيف هو فاذا قال لا اعلم كيفيته قيل له ونحن لا نعلم كيفية نزوله اذ العلم بكيفية الصفات يستلزم العلم بكيفية الموصوف - 00:05:42ضَ

وهو فرع له وتابع له. فكيف تطالبني بكيفية سمعه وبصره وتكليمه واستوائه ونزوله. وانت لا تعلم كيفية ذاته. واذا كنت تقر بان له حقيقة بان له حقيقة ثابتة في نفس الامر. مستوجبة لصفات - 00:05:58ضَ

في الكمال لا يماثلها شيء فسمعه وبصره وكلامه ونزوله واستوائه ثابت في نفس الامر وهو متصف بصفات الكمال التي لا يشابهه فيها سمع المخلوقين وبصرهم وكلامهم ونزولهم واستوائهم انتهى المقصود من كلام الشيخ رحمه الله. وهو بهذه المناظرة مع نفاة الصفات بعضها او جميعها قد افهمهم - 00:06:18ضَ

لزمهم بالاعتراف بالحق والا كانوا معاندين. فالواجب على المسلم الايمان بما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله واسمائه والا يتدخل بعقله القاصر وفهمه الكاسد في تأويل النصوص وصرفها عن معانيها الصحيحة - 00:06:45ضَ

بل فرضه التسليم والوقوف عند حده فهذه طريقة فهذا هو طريق النجاة والسلامة من التكلف والانحراف نسأل الله تعالى ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرنا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه انه سميع مجيب وصلى الله وسلم على - 00:07:04ضَ

نبينا محمد واله وصحبه والى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والحمد لله رب العالمين - 00:07:24ضَ