أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|54 من 287|الرد على من زعم أن إثبات الأسماء والصفات يقتضي التشبيه|الفوزان

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الرابع والخمسون - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين على فضله واحسانه علمنا وهدانا ومن كل خير اتانا الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد ما زال الحديث موصولا في موضوع اثبات اسماء الله وصفاته - 00:00:20ضَ

مما ذكره الشيخ في رسالته التدمرية وان ذلك لا يستلزم وان ذلك لا يلزم منه تشبيه الله بخلقه كما تزعمه الجهمية والمعتزلة ومن سار على نهجهم في نفي الاسماء والصفات - 00:00:38ضَ

بحجة انه يجب تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات ولا يمكن ذلك بزعمهم الا بنفي الاسماء والصفات لانها قد سمي بها وصف بها المخلوق وقد نفى الشيخ هذا الزعم الباطل وقال انه لا يلزم من اثبات اسماء الله وصفاته مشابهة المخلوقين - 00:00:54ضَ

ووضح ذلك بضرب مثلين المثل الاول ان الله سبحانه اخبرنا عما في الجنة من المخلوقات من اصناف المطاعم والملابس والمناكح والمساكن فاخبرنا ان فيها لبنا وعسلا وخمرا وماء ولحما وحريرا وذهبا وفضة وفاكهة وحورا وقصورا - 00:01:16ضَ

وقد قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ليس في الدنيا شيء مما في الجنة الا الاسماء واذا كانت تلك الحقائق التي اخبر الله عنها موافقة في الاسماء للحقائق الموجودة في الدنيا وليست مماثلة لها بل بينهما من التباين ما لا يعلمه الا الله تعالى - 00:01:40ضَ

الخالق سبحانه وتعالى اعظم مباينة للمخلوقات لمباينة المخلوق للمخلوق ومباينته سبحانه لمخلوقاته اعظم من مباينة موجود اعظم من مباينة موجود الاخرة لموجود الدنيا اذ المخلوق اقرب الى المخلوق الموافق له في الاسم من الخالق الى المخلوق - 00:02:02ضَ

السلف والائمة واتباعهم امنوا بما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر مع علمهم بالمباينة التي بين ما في الدنيا وبين ما في الاخرة وان مباينة الله لخلقه اعظم - 00:02:27ضَ

وطوائف من اهل الكلام اثبتوا ما اخبر الله به في الاخرة من الثواب والعقاب ونفوا كثيرا مما اخبر به عن نفسه من الصفات يريد الشيخ رحمه الله بهذا ان يبين تناقضهم - 00:02:42ضَ

لان الباب واحد يجب الايمان بكل ما اخبر الله عنه من امور الغيب عن نفسه وعن ما في الدار الاخرة ثم قال رحمه الله والله سبحانه لا تظرب له الامثال التي فيها مماثلة لخلقه - 00:02:57ضَ

فان الله لا مثيل له بل له المثل الاعلى. فلا يجوز ان يشرك هو والمخلوق في قياس تمثيل ولا في قياس شمول تستوي افراده ولكن يستعمل في حقه المثل الاعلى. وهو ان كل ما اتصف به المخلوق من كمال فالخالق اولى به - 00:03:15ضَ

وكل ما ينزه عنه المخلوق من نقص فالخالق اولى بالتنزيه عنه. فاذا كان المخلوق منزها عن مماثلة المخلوق مع الموافق بالاسم يعني ما في الدنيا وما في الاخرة فالخالق اولى ان ينزه عن مماثلة المخلوق - 00:03:35ضَ

وان حصلت موافقة في الاسم. ثم ذكر رحمه الله المثل الثاني وهو ان الروح التي فينا قد وصفت بصفات ثبوتية وسلبية فاخبرت النصوص انها انها تعرج وتصعد من سماء الى سماء - 00:03:53ضَ

وانها تقبض من البدن وتسل منه كما تسل الشعرة من العجينة ثم ذكر اختلاف الناس في حقيقة الروح الى ان قال والمقصود ان الروح اذا كانت موجودة حية عالمة قادرة سميعة بصيرة - 00:04:12ضَ

تصعد وتنزل وتذهب وتجيء ونحو ذلك من الصفات والعقول قاصرة عن كيفيتها وتحديدها لانهم لم يشاهدوا لها نظيرا والشيء انما تدرك حقيقته بمشاهدته او مشاهدة نظيره. فاذا كانت الروح متصفة بهذه الصفات مع عدم مماثلتها لما يشاهد - 00:04:30ضَ

المخلوقات فالخالق اولى بمباينته لمخلوقاته مع اتصافه مع اتصافه بما يستحقه من اسمائه وصفاته واهل العقول هم اعجزوا عن ان يحدوه او او يكيفوه منهم عنان يحدوا ما عن منهم عن ان يحدوا الروح - 00:04:53ضَ

او يكيفها فاذا كان من نفى صفات الروح جاحدا معطلا لها ومن مثلها بما يشاهده من المخلوقات جاهلا ممثلا لها في شكلها وهي مع ذلك ثابتة بحقيقة بحقيقة الاثبات. مستحقة لما لها من الصفات - 00:05:15ضَ

الخالق سبحانه وتعالى اولى ان يكون من نفى صفاته جاحدا معطلا. ومن قاسه بخلقه جاهلا به ممثلا لا وهو سبحانه وتعالى ثابت بحقيقة الاثبات. مستحق لما له من الاسماء والصفات - 00:05:35ضَ

ثم ذكر الشيخ رحمه الله قواعد نافعة في هذا الباب فقال القاعدة الاولى ان الله سبحانه موصوف بالاثبات والنفي الاثبات كاخباره بانه بكل شيء عليم. وعلى كل شيء قدير. وانه سميع بصير - 00:05:53ضَ

ونحو ذلك والنفي كقوله لا تأخذه سنة ولا نوم وينبغي ان يعلم ان النفي ليس فيه مدح ولا كمال الا اذا تضمن اثباتا والا فمجرد النفي ليس فيه مدح ولا كمال. لان النفي المحض عدم المحض والعدم المحض ليس بشيء - 00:06:12ضَ

وما ليس بشيء فهو كما قيل ليس بشيء فضلا عن ان يكون مدحا او كمالا ولان النفي المحظى يوصف به المعدوم والممتنع والمعدوم والممتنع لا يصاب بمدح بمدح ولا كمال فلهذا كان عامة ما وصف الله به نفسه من النفي متضمنا لاثبات مدح - 00:06:32ضَ

لقوله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم الى قوله ولا يؤده حفظهما اي لا يكرثه ولا يثقله وذلك مستلزم لكمال قدرته وتمامها بخلاف المخلوق القادر اذا كان يقدر على الشيء بنوع كلفة ومشقة - 00:06:53ضَ

ان هذا نقص في قدرته وعيب في قوته وكذلك قوله لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وكذلك قوله ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما - 00:07:15ضَ

ما مسنا من لغوب فان فان نفي مس اللغوب الذي هو التعب والاعياء دل على كمال القدرة ونهاية القوة بخلاف المخلوق الذي حقه من التعب والكلال ما يلحقه وكذلك قوله تعالى لا تدركه الابصار - 00:07:31ضَ

انما نفى الادراك الذي هو الاحاطة كما قاله اكثر العلماء ولم ينفي مجرد الرؤية لان المعدوم لا يرى وليس في كونه لا يرى مدح لو كان كذلك لكان المعدوم ممدوحا - 00:07:51ضَ

وانما المدح في كونه يرى ولا يحاط به اذا رؤي فكما انه اذا علم لا يحاط به علما فكذلك اذا رؤي لا يحاط به رؤية فكان في نفي الادراك من اثبات عظمته ما يكون مدحا وصفة كمال - 00:08:06ضَ

وكان ذلك دليلا على اثبات الرؤية لا على نفيها لكنه دليل على اثبات الرؤية مع عدم الاحاطة وهذا هو الحق الذي اتفق سلف الامة وائمتها اقول وبهذا التقرير الواضح كشف الشيخ رحمه الله الشبهة التي يريدها نفاة الرؤية - 00:08:25ضَ

وهي استدلالهم بهذه الاية على نفي الرؤية وهي لم تنفها وانما نفت الادراك ونفي الادراك لا يلزم منه نفي الرؤية فالحمد لله رب العالمين على بيان الحق ووضوحه والى الحلقة القادمة باذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:47ضَ