أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|56 من 287|الرد على من يؤوّلون أسماء الله وصفاته|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السادس والخمسون - 00:00:00ضَ
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد يواصل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله رده على الذين يزعمون - 00:00:20ضَ
ان في نصوص الصفات الفاظا لابد من تأويلها عن ظاهرها وقد سبق في الحلقة السابقة سياق اجابته عن بعض تلك النصوص والان ما زال الحديث في هذا الموضوع موصولا فيقول رحمه الله ومما يشبه هذا القول - 00:00:38ضَ
ان يجعل اللفظ نظيرا لما ليس مثله كما في قوله كما قيل في قوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي فقيل هو مثل قوله او لم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما - 00:00:57ضَ
فهذا ليس مثل هذا لانه هنا اظاف الفعل الى الايدي فصار شبيها بقوله بما كسبت ايديهم. وهنا اظاف الفعل اليه فقال لما خلقت ثم قال بيدي وايضا فانه هنا ذكر نفسه المقدسة بصيغة المفرد - 00:01:14ضَ
وفي اليدين ذكر لفظ التثنية كما في قوله بل يداه مبسوطتان. وهناك اظاف الايدي الى صيغة الجمع فصار قولي تجري باعيننا وهذا وهذا في الجمع نظير قوله بيده الملك وبيده الخير - 00:01:35ضَ
في المفرد فالله سبحانه وتعالى يذكر نفسه تارة بصيغة المفرد مظهرا او مضمرا وتارة بصيغة الجمع كقوله انا فتحنا لك فتحا مبينا وامثال ذلك ولا يذكر نفسه بصيغة التثنية قط - 00:01:53ضَ
لان صيغة الجمع تقتضي التعظيم الذي يستحقه وربما تدل على ما على معاني اسمائه واما صيغة التثنية فتدل على العدد المحصور وهو مقدس عن ذلك الى ان ذكر القاعدة الرابعة وهي ان كثيرا من الناس يتوهم في بعض الصفات - 00:02:11ضَ
او كثير منها او اكثرها او كلها انها تماثل صفات المخلوقين ثم يريد ان ينفي ذلك الذي فهمه فيقع فيقع في اربعة انواع من المحاذير احدها كونه مثل ما فهمه من النصوص بصفات المخلوقين وظن ان مدلول النص هو التمثيل - 00:02:32ضَ
الثاني انه اذا جعل ذلك هو مفهومها وعطله بقيت النصوص معطلة عما دلت عليه من اثبات الصفات اللائقة بالله فيبقى مع جنايته على النصوص وظنه السيء الذي ظنه بالله ورسوله حيث ظن ان الذي يفهم من كلامهما هو التمثيل الباطل - 00:02:54ضَ
وقد عطل ما اودع الله ورسوله في كلامهما من اثبات الصفات لله والمعاني الالهية اللائقة بجلال الله تعالى الثالث انه ينفي تلك الصفات عن الله عز وجل بغير علم. فيكون معطلا لما يستحقه الرب - 00:03:14ضَ
الرابع انه يصف الرب بنقيض تلك الصفات من صفات الاموات والجمادات او صفات المعلومات فيكون قد عطل به صفات الكمال التي يستحقها الرب ومثله بالمنقوصات والمعدومات وعطل النصوص عما دلت عليه من الصفات - 00:03:32ضَ
وجعل مدلولها هو التمثيل بالمخلوقات فيجمع في كلامه فيجمع في كلامه وفي جمع في كلامه بين التعطيل والتمثيل. فيكون ملحدا في اسماء الله واياته مثال ذلك ان النصوص ان النصوص كلها دلت على وصف الاله بالعلو والفوقية على المخلوقات واستوائه على العرش - 00:03:51ضَ
فاما علوه ومباينته للمخلوقات في علم بالعقل الموافق للسمع واما الاستواء على العرش فطريق العلم به هو السمع وليس في الكتاب والسنة وصف له بانه لا داخل العالم ولا خارجه ولا مباينه ولا مداخله - 00:04:19ضَ
ويظن المتوهم انه اذا وصف انه اذا وصف بالاستواء على العرش كان استواؤه كاستواء الانسان على ظهور الفلك والانعام. كقوله وسخر لكم من الفلك والانعام ما تركبون. لتستووا على ظهوره - 00:04:36ضَ
فيخيل اليه انه اذا كان مستويا على العرش كان محتاجا اليه كحاجة المستوي على الفلك والانعام. فلو غرقت السفينة لسقط المستوي عليها ولو عثرت الدابة لخر لخر المستوي عليها ثم يريد ان ينفي هذا الزعم - 00:04:54ضَ
الى ان قال رحمه الله ثم قد علم ان الله تعالى خلق العالم بعضه فوق بعض ولم يجعل عاليه مفتقرا الى سافله فالهواء فوق الارض وليس مفتقرا الى ان تحمله الارض. والسحاب ايضا فوق الارض وليس مفتقرا الى ان تحمله. والسماوات - 00:05:14ضَ
فوق الارض وليست مفتقرة الى حمل الارض لها. فالعلي الاعلى رب كل شيء ومليكه اذا كان فوق جميع خلقه كيف يجب ان يكون محتاجا الى خلقه او عرشه؟ او كيف يستلزم علوه على خلقه هذا الافتقار؟ وهو ليس - 00:05:35ضَ
وهو ليس بمستلزم في المخلوقات. قد علم ان ما ثبت للمخلوق من الغنى عن غيره فالخالق سبحانه وتعالى احق به واولى وكذلك قوله امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور - 00:05:55ضَ
من توهم ان مقتضى هذه الاية ان يكون الله في داخل السماوات فهو جاهل ظال بالاتفاق الى ان قال رحمه الله ولما كان قد استقر في نفوس المخاطبين ان الله هو العلي الاعلى وانه فوق كل شيء كان المفهوم من قوله انه في السماء - 00:06:14ضَ
انه في العلو وانه فوق كل شيء لان السماء يراد به العلو وكذلك وكذلك الجارية لما قال لها اين الله؟ قالت في السماء انما ارادت العلو وان اريد بالسماء الافلاك - 00:06:36ضَ
اي السماوات المبنية كان كان المراد انه عليها سبحانه وتعالى كما قال ولاصلبنكم في جذوع النخل وكما قال فسيروا في الارض وكما قال فسيحوا في الارض ويقال فلان في الجبل او في السطح وان كان - 00:06:55ضَ
على اعلى شيء منه وبهذا الذي ذكره الشيخ من البيان ان السماء يراد بها معنيان الاول مع الاول انها تطلق على ما علا وارتفع. يقال لكل ما علا وارتفع انه سما فيكون المراد على هذا ان الله في السماء يعني في العلو - 00:07:14ضَ
ويراد بالسماء المعنى الثاني وهو السماوات المبنية ذات الافلاك. فيكون المراد على هذا ان الله في السماء يعني فوق السماء والله تعالى اعلم. والى الحلقة القادمة باذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:07:33ضَ