أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|57 من 287|هل في القرآن شيء لا يعرف معناه|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السابع والخمسون - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد فقد ذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله في القاعدة الخامسة من القواعد التي ذكرها في رسالته التدبرية - 00:00:20ضَ

في موضوع الاسماء والصفات مبحث هل في القرآن شيء لا يعرف معناه ورد على الذين يظنون ان فيه شيئا من ذلك قال رحمه الله القاعدة الخامسة انا نعلم لما اخبرنا الله به من وجه دون وجه فان الله قال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا - 00:00:40ضَ

وقال افلم يدبروا القول؟ قال كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب قال افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ فامر بتدبر الكتاب كله. وقد قال تعالى هو الذي - 00:01:07ضَ

انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب - 00:01:26ضَ

وجمهور سلف الامة وخلفها على ان الوقف على قوله وما يعلم تأويله الا الله وهذا هو المأثور عن ابي ابن كعب وابن مسعود وابن عباس وغيرهم وروي عن ابن عباس انه قال التفسير على اربعة اوجه. تفسير تعرفه العرب من كلامها. وتفسير لا يعذر احد بجهالة - 00:01:49ضَ

وتفسير تعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله من ادعى علمه فهو كاذب ثم قال الشيخ رحمه الله وقد روي عن مجاهد وطائفة ان الراسخين في العلم يعلمون تأويله اي المتشابه. وقد قال مجاهد اعرضت المصحف على ابن عباس - 00:02:13ضَ

من فاتحته الى خاتمته اقفه عند كل اية واسأله عن تفسيرها قال الشيخ ولا منافاة بين القولين فان لفظ التعويل قد صار بتعدد الاصطلاحات مستعملا في ثلاثة معاني احدها وهو اصطلاح كثير من المتأخرين من المتكلمين في الفقه واصوله - 00:02:32ضَ

ان التأويل هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح الى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به وهذا هو الذي عناه اكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات وترك تأويلها وهل ذلك محمود او مذموم - 00:02:55ضَ

او حق او باطل الثاني ان التأويل بمعنى التفسير وهذا هو الغالب على اصطلاح المفسرين للقرآن كما يقول ابن جرير وامثاله من المصنفين في التفسير امن قال من العلماء انه يعلم تأويل المتشابه فالمراد به معرفة تفسيره - 00:03:13ضَ

الثالث من معاني التأويل هو الحقيقة التي يؤول اليها الكلام. كما قال الله تعالى هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويل يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق - 00:03:34ضَ

فتاويل ما في القرآن من اخبار المعادي هو ما اخبر الله به فيه مما يكون من القيامة والحساب والجزاء والجنة والنار ونحو ذلك كما قال الله تعالى في قصة يوسف لما سجد ابواه واخوته قال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل - 00:03:49ضَ

فجعل عين ما وجد في الخارج هو تأويل الرؤيا الى ان قال رحمه الله اذا عرفت ذلك فتأويل ما اخبر الله تعالى به عن نفسه المقدسة المتصفة بما لها من حقائق الاسماء والصفات هو حقيقة نفسه المقدسة - 00:04:10ضَ

وتأويل ما اخبر الله به تعالى من الوعد والوعيد هو نفس ما يكون من الوعد والوعيد يريد الشيخ رحمه الله من هذا البيان ان التأويل المعروف في اللغة وعند السلف قسمان - 00:04:30ضَ

الاول تفسير الكلام وبيان معناه والثاني حقيقة ما يؤول اليه الشيء المخبر عنه واما النوع الثالث وهو صرف اللفظ عن ظاهره من الاحتمال وهو صرف اللفظ عن ظاهره الى الاحتمال الراجح - 00:04:45ضَ

فليس هذا معروفا لا في اللغة ولا عند السلف وانما هو مما احدثه المتأخرون. وهذا الذي استخدموه في صرف نصوص الصفات الالهية عما دلت عليه من الحق ثم بين الشيخ رحمه الله نقطة اخرى - 00:05:05ضَ

او هي بالاصح عود الى ما سبق بيانه من ان بين اسماء الله وصفاته واسمائه وصفات المخلوقين اشتراكا في المعنى لا يقتضي اشتراكهما في الحقيقة وهذا الاشتراك في المعنى يسمى بالتشابه. من حيث اللفظ كالتشابه الذي بينما في الدنيا من المسميات - 00:05:24ضَ

وما في الاخرة وهو لا يقتضي التشابه في الحقائق قال رحمه الله في هذا المعنى ولهذا يجيء في الحديث ولهذا ما يجيء في الحديث نعمل بمحكمه ونؤمن بمتشابهه لان ما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر فيه الفاظ متشابهة يشبه - 00:05:49ضَ

معانيها ما نعلمه في الدنيا. كما اخبر ان في الجنة لحما ولبنا وعسلا وخمرا. ونحو ذلك وهذا يشبه ما في الدنيا لفظا ومعنى ولكن ليس هو مثله في الحقيقة. فاسماء الله تعالى وصفاته اولى. وان كان - 00:06:13ضَ

هما وبين اسماء العباد وصفاتهم تشابه وان كان بينها وبين اسماء العباد وصفاتهم تشابههم لا فيكون الخالق من اجله مثل المخلوق مثل المخلوق ولا حقيقته كحقيقته. ثم ذكر الشيخ رحمه الله الحكمة من وجود هذا - 00:06:33ضَ

تشابه بين الحاضر والغائب. فقال والاخبار عن الغائب لا يفهم ان لم يعرف عنه ان لم ان لم يعبر عنه بالاسماء المعلومة معانيها في الشاهد ويعلم بها ما في الغائب بواسطة العلم بما في الشاهد - 00:06:53ضَ

مع العلم بالفارق المميز وان ما اخبر الله به من الغيب اعظم مما يعلم في الشاهد. وفي الغائب ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فنحن اذا اخبرنا الله بالغيب الذي اختص به من الجنة والنار علمنا معنى ذلك وفهمنا - 00:07:13ضَ

ما اريد منا فهمه بذلك الخطاب وفسرنا ذلك واما نفس الحقيقة المخبر عنها مثل التي لم تكن بعد وانما تكون يوم القيامة فذلك من التأويل الذي لا يعلمه الا الله. ولهذا لما سئل ما لك - 00:07:34ضَ

وغيره من السلف عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى قالوا الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وكذلك قال ربيعة شيخ ما لك قبله الاستواء معلوم والكيف مجهول ومن الله البيان وعلى الرسول البلاغ وعلينا الايمان - 00:07:52ضَ

تبين ان الاستواء معلوم وان كيفية ذلك مجهولة. ومثل هذا يوجد كثيرا في كلام السلف والائمة ينفون فعلم العباد بكيفية صفات الله وانه لا يعلم كيف الله الا الله. فلا يعلم ما هو الا هو. وبهذا القدر نكتفي في هذه - 00:08:15ضَ

القهر فالى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:35ضَ