أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|58 من 287|المحكم والمتشابه في القرآن وما يجب نحوهما|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثامن والخمسون - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه الصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وبعد نواصل اقتباسنا للاضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ونخص هذه الحلقة ونخص هذه الحلقة بما قاله حول المحكم والمتشابه - 00:00:20ضَ

ومعنى كل منهما لما لهذا الموضوع من الاهمية البالغة قال رحمه الله ومما يوضح هذا ان الله وصف القرآن كله بانه محكم وبانه متشابه وفي موضع اخر جعل منه ما هو محكم ومنه ما هو متشابه - 00:00:45ضَ

فينبغي ان يعرف الاحكام والتشابه الذي يعمه والاحكام والتشابه الذي يخص بعظه. قال الله تعالى الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت فاخبر انه احكم اياته كلها وقال تعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني - 00:01:08ضَ

فاخبر انه كله متشابه والحكم هو الفصل بين الشيئين فالحاكم يفصل بين الخصمين والحكم فصل فصل بين المتشابهات علما وعملا اذا ميز بين الحق والباطل والصدق والكذب والنافع والضارق وذلك يتضمن فعل النافع وترك الظار - 00:01:34ضَ

فيقال حكمت السفيه واحكمت اذا اخذت على يديه وحكمت الدابة واحكمتها اذا جعلت لها حكمة وهو ما احاط بالحنك من اللجام واحكام الشيء اتقانه فاحكام الكلام اتقانه بتمييز الصدق من الكذب في اخباره - 00:02:02ضَ

وتمييز الرشد من الغي في اوامره والقرآن كله محكم بمعنى الاتقان وقد سماه الله حكيما بقوله الف لام راء تلك ايات الكتاب الحكيم فالحكيم بمعنى الحاكم كما جعله يقص بقوله ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون - 00:02:28ضَ

وجعله مفتيا في قوله قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب اي ما يتلى عليكم يفتيكم فيهن وجعله هاديا ومبشرا في قوله ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات - 00:02:54ضَ

واما التشابه الذي يعمه فهو ضد الاختلاف المنفي عنه في قوله ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وهو الاختلاف المذكور في قوله انكم لفي قول مختلف يفك عنه من افك - 00:03:15ضَ

التشابه هنا هو تماثل الكلام وتناسبه بحيث يصدق بعضه بعضا فاذا امر بامر لم يأمر بنقيضه في موضع اخر بل يأمر به او بنظيره او بملزوماته واذا نهى عن شيء لم يأمر به في موضع اخر بل ينهى عنه او عن نظيره او عن ملزوماته اذا لم يكن هناك نسخ - 00:03:34ضَ

وكذلك اذا اخبر بثبوت شيء لم يخبر بنقيض ذلك فليخبروا بثبوته او بثبوت ملزوماته واذا اخبر بنفي شيء لم يثبته بل ينفيه او ينفي لوازمه بخلاف القول المختلف الذي ينقض بعضه بعضا - 00:04:00ضَ

ويثبت الشيء تارة وينفيه اخرى او يأمر به وينهى عنه في وقت واحد ويفرق بين المتماثلين فيمدح احدهما ويذم الاخر فالاقوال المختلفة هنا هي المتضادة والمتشابهة هي المتوافقة وهذا التشابه يكون في المعاني - 00:04:19ضَ

وان اختلفت الالفاظ فاذا كانت المعاني يوافق بعظها بعظا ويعظد بعظها بعظا ويناسب بعضها بعضا ويشهد بعضها لبعض ويقتضي بعضها بعضا كان الكلام متشابها بخلاف الكلام المتناقض الذي يضاد بعضه بعضا - 00:04:41ضَ

فهذا التشابه العام لا ينافي الاحكام العام بل هو مصدق له فان الكلام المحكم المتقن يصدق بعضه بعضا ثم تكلم الشيخ رحمه الله عن الاحكام الخاص فقال الاحكام الخاص ضد التشابه الخاص - 00:05:01ضَ

والتشابه الخاص هو مشابهة الشيء لغيره من وجه مع مخالفته له من وجه اخر بحيث يشتبه على بعض الناس انه هو او مثله وليس كذلك والاحكام هو الفصل بينهما بحيث لا يشتبه احدهما بالاخر - 00:05:21ضَ

وهذا التشابه انما يكون بقدر مشترك بين الشيئين مع وجود الفاصل بينهما ثم من الناس من لا يهتدي للفصل بينهما فيكون مشتبها عليه ومنهم من يهتدي الى ذلك التشابه الذي لا يتميز معه قد يكون - 00:05:40ضَ

من الامور النسبية الاضافية بحيث يشتبه على بعض الناس دون بعض ومثل هذا يعرف ومثل هذا يعرف منه اهل العلم ما يزيل عنهم الاشتباه كما اذا اشتبه على بعض الناس ما وعدو به في الاخرة بما يشهدونه في الدنيا - 00:05:59ضَ

فيظن انه مثله فعلم العلماء انه ليس مثله وان كان مشبها له من بعض الوجوه ومن هذا الباب الشبه التي يضل بها بعض الناس وهي ما يشتبه فيها الحق بالباطل - 00:06:19ضَ

حتى تشتبه على بعض الناس ومن اوتي العلم بالفصل بين هذا وهذا لم يشتبه عليه الحق بالباطل والقياس الفاسد انما هو من باب الشبهات. لانه تشبيه للشيء في بعض الامور بما لا يشبهه - 00:06:35ضَ

الى ان قال رحمه الله ومن هداه الله فرق بين الامور وان اشتركت في بعض الوجوه وعلم ما بينهما ما بينها من الجمع والفرق والتشابه والاختلاف وهؤلاء لا يضلون بالمتشابه من الكلام لانهم يجمعون بينه وبين المحكم الفارق الذي يبين ما بينهما من الفصل والافتراق - 00:06:52ضَ

ثم ضرب الشيخ رحمه الله لذلك مثلا بكلمة نحن وانا يتكلم بهما الجمع ويتكلم بهما الواحد العظيم فاذا تمسك النصراني بقوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر ونحوه على تعدد الالهة كان المحكم كقوله تعالى والهكم اله واحد - 00:07:17ضَ

ونحو ذلك مما لا يحتمل الا معنى واحدا يزيل ما هناك من الاشتباه وكان ما ذكره من صيغة الجمع مبينا لما يستحقه من العظمة والاسماء والصفات وطاعة المخلوقات من الملائكة وغيرهم - 00:07:40ضَ

ثم بين الشيخ رحمه الله التأويل الذي لا يعلمه الا الله والتأويل الذي يعلمه العلماء بان التأويل الذي لا يعلمه الا الله هو الحقيقة المغيبة المغيبة عنا مثل ما في الجنة من الماء واللبن والفواكه. وما اعده الله لعباده الصالحين مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب - 00:07:56ضَ

ببشر وكذلك مدلول اسمائه وصفاته وهو حقيقتها التي لا يعلمها الا هو واما التأويل الذي يعلمه العلماء فهو التفسير وبيان المعنى المراد وهو التأويل الذي لا يعاب بل يحمد وبهذا القدر ايها المستمعون نكتفي سائلين الله تعالى ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرنا الباطل باطلا ويرزقنا - 00:08:21ضَ

اجتنابه صلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:08:47ضَ