أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|59 من 287|بيان الضابط الذي به يعرف ما يجوز وما لا يجوز في باب الأسماء والصفات
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس التاسع والخمسون - 00:00:00ضَ
الحمد لله الذي علم بالقلم تعلم الانسان ما لم يعلم. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد فقد ذكر الشيخ رحمه الله قاعدة جليلة في بيان الظابط الذي يعرف به - 00:00:21ضَ
ما يجوز على الله وما لا يجوز في باب الاسماء والصفات لان الاعتماد في النفي على مجرد نفي التشبيه وفي الاثبات على مجرد الاثبات من غير تشبيه ليس بسديد لانه ما من شيئين الا بينهما قدر مشترك وقدر مميز - 00:00:37ضَ
فليس المراد نفي مطلق التشبيه وانما المراد نفي التشبيه من كل وجه يريد الشيخ رحمه الله ما سبق بيانه من ان اشتراك صفات الخالق وصفات المخلوقين في اللفظ والمعنى العام - 00:00:57ضَ
لا يقتضي تشابههما في الحقيقة والكيفية ثم ذكر رحمه الله غلط الفرق الضالة في هذا الباب وان ذلك بسبب ما اعتمدوه من قواعد وضعوها من عند انفسهم وحكموا على من خالفها بانه مشبه ظال - 00:01:14ضَ
المعتزلة جعلوا اخص وصف الاله القدم فمن اثبت لله صفة قديمة فهو مشبه فمن قال ان لله علما قديما او قدرة قديمة كان عندهم مشبها ممثلا لان من اثبت لله صفة قديمة - 00:01:33ضَ
وقد اثبت له مثلا قديما بزعمهم ومهوى مثبتة الصفات لا يوافقونهم على هذا بل يقولون اخص وصفه ما لا يتصف به غيره مثل كونه رب العالمين وانه بكل شيء عليم وانه على كل شيء قدير. وانه اله واحد - 00:01:51ضَ
ونحو ذلك والصفة لا توصف بشيء من ذلك ومن القواعد التي مشى عليها المعتزلة في نفيهم للصفات ما ذكره الشيخ رحمه الله عنهم انهم يقولون ان الصفات لا تقوم الا بجسم متحيز. والاجسام متماثلة فلو قامت به الصفات للزم ان يكون مماثلا لسائر الاجسام - 00:02:12ضَ
ام وهذا هو التشبيه؟ ثم بين الشيخ ان المثبتين للصفات يجيبون عن هذا تارة بمنع المقدمة الاولى فيقولون اثبات الصفات لا يقتضي التجسيم وتارة يجيبون بمنع المقدمة الثانية يعني ان اثبات الصفات وان اقتضى التجسيم الاجسام غير متماثلة - 00:02:36ضَ
وتارة يجيبون بمنع بمنع كل من المقدمتين يعني فليس اثبات الصفات يقتضي التجسيم وليست الاجسام متماثلة قال الشيخ والمقصود هنا انهم يطلقون التشبيه على ما يعتقدونه تجسيما بناء على تماثل الاجسام - 00:03:01ضَ
والمثبتون ينازعونهم في اعتقادهم ثم بين الشيخ رحمه الله الضابط الصحيح في نفي ما ينفى عن عن الله وانه نفي النقص والعيب عنه تعالى فقال رحمه الله وانما المقصود هنا ان مجرد الاعتماد في نفي ما ينفى على مجرد نفي التشبيه لا يفيد - 00:03:20ضَ
اذ ما من شيئين الا والا يشتبهان من وجه ويفترقان من وجه بخلاف الاعتماد على نفي النقص والعيب ونحو ذلك مما هو سبحانه مقدس عنه فان هذه طريقة صحيحة وكذلك اذا اثبت له صفات الكمال ونفى مماثلة غيره له فيها فان هذا نفي المماثلة فيما هو - 00:03:43ضَ
مستحق له وهذا حقيقة التوحيد. وهو الا وهو الا يشركه شيء فيما هو من خصائصه. وكل صفة ان من صفات الكمال فهو متصف بها على وجه لا يماثله فيه احد - 00:04:10ضَ
ولهذا كان مذهب سلف الامة وائمتها اثبات ما وصف به نفسه من الصفات ونفي مماثلته بشيء من المخلوقات ثم اورد الشيخ رحمه الله اعتراضا على هذا الظابط فقال فان قيل ان الشيء اذا شابه غيره من وجه جاز عليه ما يجوز عليه من ذلك الوجه - 00:04:26ضَ
ووجب له ما يجب له وامتنع عليه ما امتنع عليه ثم اجاب عنه بقوله قيل هب ان الامر كذلك ولكن اذا كان ذلك القدر المشترك المشترك لا يستلزم اثبات ما يمتنع عن الرب سبحانه - 00:04:48ضَ
ولا نفي ما يستحقه لم يكن ممتنعا كما اذا قيل انه موجود حي عليم سميع بصير وقد سمى بعض المخلوقات حيا سميعا بصيرا. فاذا قيل يلزم انه يجوز عليه ما يجوز على ذلك من جهة كونه موجودا حيا عليما سميعا بصيرا - 00:05:05ضَ
قيل لازموا هذا القدر المشترك ليس ممتنعا على الرب تعالى فان ذلك لا يقتضي حدوثا ولا امكانا ولا نقصا ولا شيئا ولا شيئا مما ينافي صفات الربوبية وذلك ان القدر المشترك هو مسمى هو مسمى الوجود او الموجود او الحياة او الحي او العليم او العلم. والقدر المشترك - 00:05:26ضَ
ومطلق كلي لا يختص باحدهما دون الاخر. فلم يقع بينهما اشتراك لا فيما يختص بالممكن المحدث ولا فيما يختص بالواجب القديم فانما يختص به احدهما يمتنع اشتراكهما فيه فاذا كان القدر المشترك الذي اشترك فيه صفة كمال كالوجود والحياة والعلم والقدرة. ولم يكن في ذلك شيء مما يدل - 00:05:51ضَ
على خصائص المخلوقين كما لا يدل على شيء من خصائص الخالق لم يكن في اثبات ذلك محلول اصلا. بل اثبات هذا من لوازم جود فكل موجودين لابد بينهما من مثل هذا. ومن نفى هذا لزمه تعطيل وجود كل موجود - 00:06:18ضَ
ولهذا لما اطلع الائمة على ان هذا حقيقة قول الجهمية سموهم معطلة وكان جهم ينكر ان يسمى الله شيئا الى ان قال رحمه الله وهذا الموضع من فهمه فهما جيدا وتدبره زالت عنه عامة الشبهات. وانكشف له غلط كثير من الاذكياء - 00:06:36ضَ
في هذا المقام وقد بسط هذا في مواضع كثيرة وبين فيها ان القدر المشترك الكلي لا يوجد في الخارج الا الا معينا مقيدا وان معنى اشتراك المردودات في امر من الامور هو تشابهها في ذلك الوجه. وان ذلك المعنى العام يطلق على هذا - 00:06:59ضَ
لان الموجودات في الخارج لا يشارك احدها الاخر في شيء موجود فيه. بل كل موجود بل كل موجود متميز عن غيره بذاته وصفاته وافعاله اقول وبهذا القدر نختم حلقتنا هذه راجينا من الله تعالى التوفيق للعلم النافع والعمل الصالح - 00:07:22ضَ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه. والحمد لله رب العالمين - 00:07:44ضَ