أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|64 من 287|وجوب الإيمان بالشرع والقدر|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الرابع والستون - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد. نواصل اقتباسنا من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. ونقتبس في هذه الحلقة من كلامه على وجوب الايمان بالشرع والقدر - 00:00:20ضَ

حيث يقول فمن المعلوم انه يجب الايمان بخلق الله وامره وبقضائه وشرعه واهل الظلال الخائضون في القدر انقسموا الى ثلاث فرق مجوسية ومشركية وابليسية فالمجوسية الذين كذبوا بقدر الله وان امنوا بامره ونهيه فولاتهم انكروا العلم والكتاب - 00:00:39ضَ

ومقتصدوهم انكروا عموم مشيئته وخلقه وقدرته. وهؤلاء هم المعتزلة ومن وافقهم والفرقة الثانية المشركية الذين اقروا بالقضاء والقدر وانكروا الامر والنهي قال تعالى وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء - 00:01:05ضَ

فمن احتج على على تعطيل الامر والنهي بالقدر فهو من هؤلاء. وهذا قد كثر في من يدعي الحقيقة من المتصوفة والفرقة الثالثة وهم الابليسية الذين اقروا بالامرين لكن جعلوا هذا مناقضا - 00:01:27ضَ

لكن جعلوا هذا تناقضا من الرب سبحانه وتعالى وطعنوا في حكمته وعدله كما يذكر ذلك عن ابليس مقدمهم كما نقله اهل المقالات ونقل عن اهل الكتاب وبعد ان بين الشيخ رحمه الله اقسام الخائضين في القدر والشرع - 00:01:46ضَ

بين ضرورة الناس الى الشرع فقال والانسان مضطر الى شرع في حياته الدنيا فانه لا بد له من حركة يجلب بها منفعته وحركة يدفع بها مضرته. والشرع هو الذي يميز بين الافعال التي - 00:02:08ضَ

لتنفعه والافعال التي تضره. وهو عدل الله في خلقه ونوره بين عباده. فلا يمكن الادميين ان يعيشوا بلا شرع يميزون به بينما يفعلونه ويتركونه وليس المراد بالشرع وليس المراد بالشرع مجرد العدل بين الناس في معاملاتهم - 00:02:26ضَ

بل الانسان المنفرد لابد له من فعل وترك فان الانسان همام وحارث. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اصدق الاسماء حارث وهمام. وهو قوله متحرك بالارادات. فاذا كان له ارادة فهو متحرك بها. ولابد ان يعرف ما يريده هل هو نافع له - 00:02:48ضَ

وهل يصلحوا او يفسدوا؟ وهذا يعرف وهذا يعرف بعضه الناس بفطرتهم كما يعرفون انتفاعهم بالاكل والشرب. وكما يعرفون ما يعرفون من العلوم الضرورية بفطرتهم يعرفونه بالاستدلال الذي يهتدون به بعقولهم - 00:03:13ضَ

وبعضه لا يعرفونه الا بتعريف الرسل وبيانهم لا وبيانه لهم وبيانهم لهم وهدايتهم وفي هذا المقام تكلم الناس في ان الافعال هل يعرف حسنها؟ حسنها وقبيحها بالعقل ام ليس لها حسن ولا قبيح يعرف بالعقل فانهم اتفقوا على ان كون الفعل يلائم الفاعل او ينافره يعلم بالعقل - 00:03:35ضَ

وهو ان يكون الفعل سببا لما يحبه الفاعل ويلتذ به وسببا لما يبغضه ويؤذيه وهذا القدر يعلم بالعقل تارة وبالشرع اخرى وبهما جميعا اخرى لكن معرفة ذلك على وجه التفصيل - 00:04:01ضَ

ومعرفة الغاية التي تكون عاقبة الافعال من من السعادة والشقاوة في الدار الاخرة لا تعرف الا طلع فما اخبرت به الرسل من تفاصيل اليوم الاخر واخبرت به من تفاصيل الشرائع لا يعلمه الناس بعقولهم - 00:04:20ضَ

كما ان ما اخبرت به الرسل من تفاصيل اسماء الله وصفاته لا يعلمه الناس بعقولهم. وان كانوا قد يعلمون بعقولهم ذلك وهذا التفصيل الذي يحصل به الايمان وجاء به الكتاب هو ما دل عليه قوله تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان - 00:04:40ضَ

ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. وقوله تعالى قل ان ظللت فانما اضل على نفسي وان اهتديت بما يوحي الي ربي انه سميع قريب وقوله قل انما انذركم بالوحي هكذا بين الشيخ رحمه الله فصل النزاع في مسألة التحسين والتقبيح - 00:05:05ضَ

وان العقل يدركهما في الجملة دون التفاصيل لا كما يقوله من زعم ان العقل يستقل بادراك ذلك ولا من زعم ان العقل لا يدرك شيئا من ذلك. ولهذا قال رحمه الله - 00:05:31ضَ

ولكن توهمت طائفة بالحسن والقبح معنى غير هذا وانه يعلم بالعقل. وقابلتهم طائفة اخرى وظنت ان ما جاء به الشرع من الحسن والقبح يخرج عن هذا اكلت الطائفتين اللتين اثبتتا الحسن والقبح العقليين او الشرعيين - 00:05:47ضَ

واخرجتاه عن هذا القسم غلطت ثم تناول الشيخ رحمه الله طائفة من الصوفية الذين يقفون مع توحيد الربوبية والقدر ولا ينظرون الى الشرع وما فيه من الاوامر التي تأمر بالبر - 00:06:11ضَ

وفعل الخير والطاعة وتنهى عن الشر والمعصية وان مذهبهم هذا معناه الغاء الشرع وعدم التفريق بين الطاعة والمعصية وبين الكفر والايمان. لان كلا منهما مقدر من الله كما يقولون قال رحمه الله في هذا الموضوع فمن نظر الى القدر فقط - 00:06:28ضَ

وعظم الفناء في توحيد الربوبية ووقف عند الحقيقة الكونية لم يميز بين العلم والجهل والصدق والكذب والبر والفجور والعدل والظلم والطاعة والمعصية والهدى والضلال والرشاد والغي واولياء الله واعدائه واهل الجنة واهل النار - 00:06:52ضَ

وهؤلاء مع انهم مخالفون بالظرورة لكتب الله ودينه وشرائعه فهم مخالفون ايضا لضرورة الحس والذوق وضرورة العقل والقياس فان احدهم لابد ان يلتز بشيء ويتألم بشيء فيميز بينما يأكل ويشرب وما لا يأكل وما ولا يشرب - 00:07:12ضَ

وبينما يؤذيه من الحر والبرد وما ليس كذلك وهذا التمييز بينما ينفعه ويضره هو الحقيقة الشرعية الدينية ومن ظن ان البشر ينتهي الى حد يستوي عنده الامران دائما فقد افترى - 00:07:34ضَ

وخالف ضرورة الحس لكن قد يعرض للانسان بعض الاوقات عارظ كالسكر والاغماء ونحو ذلك مما يشغل عن الاحساس في بعض الامور فاما ان يسقط احساسه بالكلية مع وجود الحياة فيه فهذا ممتنع فان الناس لم يفقدوا فان النائم - 00:07:51ضَ

فان النائم لم يفقد احساس نفسه بل يرى في منامه ما يسوء تارة وما يسره اخرى. انتهى ما اقتبسناه من كلامه رحمه الله في هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا - 00:08:13ضَ

محمد واله وصحبه - 00:08:36ضَ