أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|73 من 287|حكم تكفير المسلم|الفوزان|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثالث والسبعون - 00:00:00ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله على فضله واحسانه. علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم الصلاة والسلام على نبيه المكرم نبينا محمد واله وصحبه خير الامم وبعد يمضي شيخ الاسلام من ابن تيمية رحمه الله في فتاواه - 00:00:20ضَ
في بيان منهج اهل السنة ويتعرض لمسألة خطيرة طالما زلت فيها اقدام وظلت فيها افهام وصدرت فيها اوهام الا وهي مسألة تكفير المسلم وبيان موقف اهل السنة والجماعة من هذه المسألة - 00:00:40ضَ
فيقول رحمه الله لا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ اخطأ فيه كالمسائل التي تنازع فيها اهل القبلة فان الله تعالى قال امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله - 00:01:00ضَ
لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وقد ثبت في الصحيح ان الله تعالى اجابها اجاب هذا الدعاء وغفر للمؤمنين خطأهم. والخوارج الماركون الذين امروا - 00:01:21ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم قاتلهم امير المؤمنين علي بن ابي طالب احد الخلفاء الراشدين واتفقا على قتالهم ائمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ولم يكفرهم علي بن ابي طالب وسعد بن ابي وقاص وغيرهما من الصحابة بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم - 00:01:39ضَ
ولم يقاتلهم علي رضي الله عنه حتى سفكوا الدم الحرام واغاروا على اموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم لا انهم كفار ولهذا لم يسبي حريمهم ولم يغنم اموالهم. واذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والاجماع - 00:02:04ضَ
لم يكفروا مع امر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتالهم فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو اعلم منهم فلا يحل لاحد من هذه الطوائف ان تكفر الاخرى ولا تستحل دمها ومالها. وان كانت فيها بدعة محققة - 00:02:25ضَ
فكيف اذا كانت فكيف فكيف اذا كانت المكفرة لها مبتدعة ايضا. وقد تكون بدعة هؤلاء اغلظ وقد تكون بدعة هؤلاء اغلظ. والغالب انهم جميعا جهال بحقائق ما يختلفون فيه. والاصل ان دماء المسلمين واموالهم - 00:02:49ضَ
واعراضهم محرمة من بعضهم على بعض. لا تحل الا باذن الله ورسوله. قال النبي صلى الله عليه وسلم لما خطبهم في حجة في الوداع ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا - 00:03:09ضَ
وقال صلى الله عليه وسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وقال صلى الله عليه وسلم من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فهو المسلم. له ذمة الله ورسوله - 00:03:29ضَ
قال اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال انه اراد قتل صاحبه وقال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. وقال اذا قال المسلم لاخيه يا كافر فقد باء بها احدهما - 00:03:46ضَ
وهذه الاحاديث كلها في الصحاح. واذا كان واذا كان المسلم متأولا في القتال او التكفير لم يكفر بذلك. كما قال عمر بن الخطاب لحاطب بن ابي بلتعة يا رسول الله - 00:04:08ضَ
دعني اضرب عنق هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه قد شهد بدرا. وما يدريك لعل الله قد اطلع على اهل بدر؟ فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. وهذا في الصحيحين - 00:04:23ضَ
وفيهما ايضا من حديث الافك ان اسيد ابن الحضير قال لسعد بن عبادة انك منافق تجادل عن المنافقين. اقتصم الفريقان فاصلح النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فهؤلاء البدريون فيهم من قال لاخر منهم انك منافق - 00:04:39ضَ
ولم يكفر النبي صلى الله عليه وسلم لا هذا ولا هذا بل شهد للجميع بالجنة. وكذلك ثبت في الصحيحين عن اسامة ابن زيد انه قتل رجلا بعد ما قال لا اله الا الله - 00:05:00ضَ
وعظم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لما اخبره وقال يا اسامة اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله؟ وكرر ذلك عليه حتى قال اسامة تمنيت اني لم اكن اسلمت الا يومئذ. وفي ومع هذا لم يوجب عليه قودا ولا دية ولا - 00:05:14ضَ
كفارة لانه كان متأولا ظن جواز قتل ظن جواز قتل ذلك القائل لظنه انه قالها تعوذا فهكذا السلف قاتل بعضهم بعضا من اهل الجمل وصفين ونحوهم وكلهم مسلمون مؤمنون. كما قال تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما - 00:05:34ضَ
فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله. فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله احب المقسطين فقد بين الله تعالى انهم مع اقتتالهم وبغي بعضهم على بعض اخوة مؤمنون. وامر بالاصلاح بينهم بالعدل. ولهذا كان السلف - 00:05:58ضَ
مع الاقتتال يوالي بعظهم بعظا موالاة الدين. ولا يعادون كمعاداة الكفار. فيقبل فيقبل بعظهم بعض ويأخذ بعضهم العلم عن بعض ويتوارثون ويتناكحون ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض مع ما كان بينهم من القتال - 00:06:20ضَ
وقد ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربه الا يهلك امته بسنة عامة فاعطاه ذلك. وسأله لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فاعطاه ذلك. وسأله الا يجعل بأسهم بينهم فلم يعطى ذلك - 00:06:43ضَ
واخبر ان الله لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم يغلبهم كلهم حتى يكون بعضهم يقتل بعضا وبعضهم يسبي بعضا في الصحيحين لما نزل قوله تعالى قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال اعوذ بوجهك او من تحت ارجلكم - 00:07:01ضَ
قال اعوذ بوجهك او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض قال هاتان اهون هذا مع ان الله امر بالجماعة والائتلاف ونهى عن البدعة والاختلاف. وقال ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء - 00:07:21ضَ
وقال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة وقال الشيطان مع الواحد وهو مع الاثنين ابعد وقال الشيطان ذئب الانسان كذيب الغنم. والذيب انما ياخذ القاصية والنائية من الغنم. هذا والى الحلقة القادمة باذن الله - 00:07:39ضَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:59ضَ