أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|76 من 287|الرسول صلى الله عليه وسلم قد بين للناس كل ما يحتاجونه إليه في دينهم

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السادس والسبعون - 00:00:00ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وبعد. وقد بين الشيخ رحمه الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين للناس ما يحتاجونه من اصول الدين وفروعه احسن بيان - 00:00:20ضَ

بادلة عقلية وشرعية خلافا لما يدعيه علماء الكلام من ان هناك امورا من امور العقيدة انما تعرف بادلة العقل وانه ليس في القرآن ادلة عقلية وانما ادلته ادلة سمعية قال رحمه الله - 00:00:39ضَ

فان المسائل التي هي اصول الدين التي تستحق ان تسمى اصول الدين اعني الدين الذي بعث الله الدين الذي ارسل الله به رسوله وانزل به كتابه لا يجوز ان يقال لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها كلام - 00:00:59ضَ

بل هذا كلام متناقض في نفسه اذ كونها من اصول الدين يوجب ان تكون من اهم امور الدين وانها مما يحتاج مما يحتاج اليه الدين ثمان نفي نقل الكلام فيها عن الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:01:17ضَ

يوجب احد امرين اما ان الرسول اهمل الامور المهمة التي يحتاج الدين اليها فلم يبينها او انه بينها فلم تنقل فلم تنقلها الامة وكلا هذين باطل قطعا. وهو من اعظم مطاعن المنافقين في الدين. وانما يظن هذا وامثاله من هو جاهل - 00:01:35ضَ

دقائق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم او جاهل بما يعقله الناس بقلوبهم او جاهل بهما جميعا فان جهله بالاول يوجب عدم علمه بما اشتمل عليه ذلك من اصول الدين وفروعه - 00:01:58ضَ

وجهله بالثاني يوجب ان يدخل في الحقائق ما يسميه هؤلاء يؤسسه عقليات وانما هو جهليات وجهله بالامرين يوجب ان يظن ان يظن من اصول الدين ما ليس منها من المسائل والوسائل الباطلة - 00:02:15ضَ

وان يظن عدم بيان الرسول لما ينبغي ان يعتقد. وذلك ان اصول الدين انما تكون مسائل يجب اعتقادها قولا او قولا وعملا كمسائل التوحيد والصفات والقدر والنبوة والمعاد او دلائل هذه المسائل - 00:02:33ضَ

اما القسم الاول فكل ما يحتاج الناس الى معرفته واعتقاده والتصديق به من هذه المسائل فقد بينه الله ورسوله ان شافي قاطعا للعذر اذ هذا من اعظم ما بلغه الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين. وبينه للناس وهو من اعظم ما قام الله ما اقام الله - 00:02:51ضَ

به الحجة على عباده فيه بالرسل الذين بينوه وبلغوه وكتاب الله الذي نقل الصحابة ثم التابعون عن الرسول صلى الله عليه وسلم لفظه ومعانيه والحكمة التي هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي نقلوها ايضا - 00:03:14ضَ

عن الرسول صلى الله عليه وسلم مشتملة من ذلك على غاية المراد وتمام الواجب والمستحب. والحمد لله الذي بعث الينا رسولا من انفسنا يتلو علينا اياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة الذي اكمل لنا الدين واتم علينا النعمة ورضي لنا ورضي لنا الاسلام دينا - 00:03:34ضَ

الذي انزل الكتاب تفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه تفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون وانما يظن عدم اشتمال الكتاب والحكمة على بيان ذلك - 00:03:58ضَ

من كان ناقصا في عقله وسمعه ومن له نصيب من قول اهل النار الذين قالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير ثم اشتمال القرآن على الدلائل العقلية - 00:04:18ضَ

ثم بين رحمه الله اشتمال القرآن على الدلائل العقلية فقال واما القسم الثاني وهو دلائل هذه المسائل الاصولية فانه وان كان يظن طوائف من المتكلمين والمتفلسفة ان الشرع انما يدل بطريق الخبر الصادق فدلالته موقوفة على العلم بصدق المخبر ويجعلون ما يبنى عليه - 00:04:35ضَ

صدق المخبر معقولات معقولات محظة فقد غلطوا في ذلك غلطا عظيما. بل ظلوا ظلالا مبينا في ظنهم ان دلالة الكتاب والسنة انما هي بطريق الخبر المجرد بل الامر ما عليه سلف الامة وائمتها اهل العلم والايمان - 00:05:00ضَ

من ان الله سبحانه وتعالى بين من الادلة العقلية التي يحتاج اليها التي يحتاج اليها في العلم بذلك ما لا ما لا يقدر احد من هؤلاء قدره ونهاية ما يذكرونه - 00:05:20ضَ

جاء القرآن بخلاصته على احسن وجه وذلك كالامثال المضروبة التي يذكرها الله تعالى في كتابه التي قال فيها ولقد ظربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فالامثال المضروبة هي الاقيسة العقلية. الى ان قال رحمه الله ومثال ذلك انه سبحانه لما اخبر بالميعاد - 00:05:37ضَ

والعلم به تابع لامكانه. فان الممتنع لا يجوز ان يكون بين سبحانه امكانه اتم بيان ولم يسلك في ذلك كما يسلكه طوائف من اهل الكلام يعني من استخدام المقدمات والنتائج المنطقية - 00:06:01ضَ

التي كثيرا ما يدخلها ما يدخلها الخلل وعدم الانضباط. بل بين سبحانه الدليل على وقوع البعث بمثل قوله تعالى او ولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض قادر على ان يخلق مثلهم وجعل لهم اجلا لا ريب فيه. فابى الظالمون الا كفورا - 00:06:18ضَ

ومثل قوله تعالى اوليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم وقوله اولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر على ان يحيي الموتى - 00:06:38ضَ

الا انه على كل شيء قدير وقوله لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. فانه من المعلوم ببداهة العقول. ان خلق السماوات والارض اعظم من خلق امثال بني ادم والقدرة عليه ابلغ وان هذا الايسر - 00:06:56ضَ

يعني خلق الانسان اولى بالامكان والقدرة من ذلك وكذلك استدلاله على ذلك بالنشأة الاولى في مثل قوله تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه ولهذا قال بعد ذلك وله المثل الاعلى في السماوات والارض. وقال - 00:07:16ضَ

ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب. الاية وكذلك ما ذكره في قوله وظرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها اول مرة. فان قوله تعالى من يحيي العظام وهي رميم - 00:07:36ضَ

قياس حذفت احدى مقدمتيه لظهورها. والاخرى سالبة كلية قرن معها دليلها وهو المثل المضروب الذي ذكره بقوله وظرب لنا مثلا ونسي خلقه. قال من يحيي العظام وهي رميم وهذا استفهام انكار متظمن للنفي اي لا احد يحيي العظام وهي رميم فان كونها رميما يمنع عنده احياء - 00:07:56ضَ

اه لمصيرها الى حال اليبس والورودة المنافية للحياة التي مبناها على الحرارة والرطوبة ولتفرق اجزائها واختلاطها بغيرها ولنحو ذلك من الشبهات والتقدير هذه العظام رميم. ولا احد يحيي العظام وهي رميم. فلا احد يحييها - 00:08:24ضَ

ثم بين سبحانه ان كان احياءها من وجوه منها ان كان ما هو ابعد من ذلك وقدرته عليه فقال قل يحيها الذي انشأها اول مرة قد انشأها من التراب ثم قال وهو بكل خلق عليم. ليبين علمه بما تفرق من الاجزاء واستحال. ثم قال - 00:08:47ضَ

الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا. فبين انه اخرج النار الحارة اليابسة من البارد الرطب ثم قال او ليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم وهذه مقدمة معلومة بالبديهة ولهذا جاء فيها باستفهام التقرير الدال على ان ذلك مستقر معلوم عند المخاطب - 00:09:10ضَ

طب كما قال سبحانه ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. ثم بين قدرته العامة بقوله انما آآ امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون والى الحلقة القادمة باذن الله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 00:09:35ضَ