أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|8 من 287|قاعدة في الاجتماع والفرقة-الجزء الثاني|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الثامن - 00:00:00ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه وبعد نواصل حديثنا في اقتباس الفوائد من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والقاء الاضواء عليها - 00:00:20ضَ

فقد اورد حديثين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور في السنن من روايتي فقيهي الصحابة عبدالله بن مسعود وزيد بن ثابت - 00:00:41ضَ

ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم اخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الامر ولزوم ولزوم جماعة المسلمين فان دعوتهم تحيط من ورائهم وفي حديث ابي هريرة وفي حديث ابي هريرة المحفوظ - 00:00:59ضَ

ان الله يرظى لكم ثلاثا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم ثم قال رحمه الله فقد جمع في هذه الاحاديث بين الخصال الثلاث - 00:01:22ضَ

اخلاص العمل لله ومناصحة اولي الامر ولزوم جماعة المسلمين وهذه الثلاث تجمع اصول الدين وقواعده وتجمع الحقوق وتجمع الحقوق التي لله ولعباده وتنظم مصالح الدنيا والاخرة وبيان ذلك ان الحقوق قسمان حق لله - 00:01:44ضَ

وحق لعباده فحق الله ان نعبده ولا نشرك به شيئا كما جاء لفظه في احد الحديثين وهذا معنى اخلاص العمل لله كما جاء في الحديث الاخر وحقوق العباد قسمان خاص وعام - 00:02:09ضَ

اما الخاص فمثل فمثل بر كل انسان والديه وحق زوجته وجاره فهذه من فروع الدين لان المكلف قد يخلو عن وجوبها عليه ولان مصلحتها خاصة فردية واما الحقوق العامة فالناس فيها نوعان - 00:02:29ضَ

رعاة ورعية فحقوق الرعاة مناصحتهم وحقوق الرعية لزوم جماعتهم فان مصلحتهم لا تتم الا باجتماعهم وهم لا يجتمعون على ضلالة بل مصلحة دينهم ودنياهم في اجتماعهم واعتصامهم بحبل الله جميعا - 00:02:56ضَ

فهذه الخصال تجمع اصول الدين وقد جاء وقد جاءت مفسرة في الحديث الذي رواه مسلم عن تميم الداري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة - 00:03:18ضَ

قالوا لمن؟ يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم فالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله تدخل في حق الله وعباده وعبادته وحده لا شريك له والنصيحة لائمة المسلمين وعامتهم هي مناصحة ولاة الامر - 00:03:37ضَ

ولزوم جماعتهم فان لزوم جماعتهم هي نصيحتهم العامة واما النصيحة الخاصة لكل واحد منه بعينه فهذه فهذه يمكن بعضها ويتعذر استيعابها على سبيل التعيين ثم بين الشيخ رحمه الله بهذه الكلمات على الحديثين - 00:04:02ضَ

انه يجب على المسلمين جماعة وافرادا الاتصاف بهذه الخصال الثلاث التي تجمع خيري الدنيا والاخرة الخصلة الاولى ان نصلح عقيدتنا بان نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا لان العقيدة هي الاساس الذي تبنى عليه - 00:04:23ضَ

جميع امور الدين الدنيا والاخرة فاذا صحت العقيدة صحت جميع الاعمال وتقبلت وان فسدت العقيدة فسدت جميع الاعمال وردت ولذلك كان جميع الرسل يطالبون اممهم باصلاح العقيدة قبل كل شيء - 00:04:45ضَ

كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وهكذا يجب على الدعاة والمصلحين ان يبدأوا بالعقيدة وتنقيتها من الشرك وقد خالف هذا المنهج الذي هو منهج الانبياء - 00:05:06ضَ

كثير من الدعاة اليوم وصاروا يطالبون باصلاح جوانب من الاعمال والتصرفات ويتركون جانب العقيدة وهم يرون الناس يقعون في الشرك الاكبر حول الاضرحة في كثير من البلاد ولهذا لم تثمر دعوتهم - 00:05:25ضَ

لانهم بمثابة من يحاول معالجة جسم مقطوع الرأس ان الامة لا تستقيم ولا يتوفر لها الامن والرزق حتى تصلح عقيدتها كما قال تعالى فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف - 00:05:44ضَ

قال تعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا - 00:06:08ضَ

الخصلة الثانية مما يرضاه الله لنا ان نعتصم بحبل الله جميعا والا نتفرق وحبل الله هو القرآن والسنة والاعتصام بهما يعني التمسك بهما والعمل بما فيهما والرجوع اليهما عند الاختلاف - 00:06:29ضَ

لفصل النزاع في جميع الامور لانه اذا فصل النزاع بالحكم العادل زال الافتراق وحصل الوفاق والخصلة الثالثة مما يرضاه الله لنا مناصحة ولاة امور المسلمين وذلك بطاعتهم بالمعروف وعدم مخالفتهم - 00:06:50ضَ

والقيام بما يعهدونه الينا من الاعمال على الوجه الصحيح فيجب على الموظف ان يقوم باعمال وظيفته على الوجه المطلوب لا ينتقص منه شيئا ولا يضيع من وقته شيئا في غير العمل - 00:07:12ضَ

ولا يحابي صديقا ولا قريبا ولا غنيا ولا فقيرا والا يأخذ رشوة ولا يضار بالمراجعين ويعطل عليهم اعمالهم ان هذا الحديث الشريف من جوامع الكلم التي اوتيها رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:07:30ضَ

فقد جمع فيه النبي صلى الله عليه وسلم القواعد التي يقوم عليها المجتمع المسلم وهو الاجتماع على العقيدة الصحيحة والاجتماع تحت القيادة الرشيدة والاجتماع على المصدر الذي نحكمه بيننا ففيه وحدة العبادة ووحدة القيادة - 00:07:52ضَ

ووحدة الدستور الذي نسير عليه وبهذا الاجتماع تصلح الحياة ويتوفر الامن ويزول الخصام ونحصل على رضا الله عز وجل وخير مثال لذلك ما كان عليه مجتمع المسلمين في الصدر الاول - 00:08:16ضَ

لما كانوا عاملين بهذا الحديث فرحم الله شيخ الاسلام ابن تيمية فرحم الله شيخ الاسلام ابن تيمية حيث اختار هذا الحديث الشريف منطلقا له في الكلام على قواعد الاجتماع والقضاء على الخصام والنزاع. انه اختيار حكيم - 00:08:36ضَ

ونسأل الله ان يوفق المسلمين حكاما ومحكومين رعاة ورعية للسير على هذا المنهج القويم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:08:57ضَ