أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|81 من 287|الخطأ الذي يغفر والخطأ الذي لا يغفر|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الحادي والثمانون - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد فقد بين الشيخ رحمه الله الخطأ الذي يغفر والخطأ الذي لا يغفر بعد ذكر الايات الكريمة وهي قوله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان - 00:00:20ضَ

يتحاكم الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يظلهم ضلالا بعيدا واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيقا - 00:00:49ضَ

اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فاعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا قال وفي هذه الايات انواع من العبر من الدلالة على ضلال من يحاكم الى غير الكتاب والسنة - 00:01:15ضَ

وعلى نفاقه وان زعم انه يريد التوفيق بين الادلة الشرعية وبينما يسميه هو عقليات من الامور المأخوذة عن بعض الطواغيت من المشركين واهل الكتاب وغير ذلك من انواع الاعتبار فمن كان خطأه لتفريطه فيما يجب عليه من اتباع القرآن - 00:01:32ضَ

والايمان مثلا او لتعديه حدود او لتعديه حدود الله بسلوك السبل التي نهي عنها او لاتباع هواه بغير هدى من الله فهو الظالم لنفسه وهو من اهل الوعيد. بخلاف المجتهد في طاعة الله ورسوله باطنا وظاهرا - 00:01:56ضَ

الذي يطلب الحق باجتهاده كما امره الله ورسوله فهذا مغفور له خطأه كما قال تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله - 00:02:18ضَ

الى قوله لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا قد ثبت في صحيح مسلم ان الله قال قد فعلت - 00:02:38ضَ

وكذلك ثبت فيه حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرأ بحرف من هاتين الايتين من سورة الفاتحة الا اعطي ذلك فهذا يبين استجابة هذا الدعاء. لان لان هذا فهذا يبين استجابة هذا الدعاء - 00:02:55ضَ

للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين وان الله لا يؤاخذهم ان نسوا واخطأوا وقال في موضع اخر والذي عليه جماهير الامة ان الاجتهاد جائز في الجملة والتقليد جائز في الجملة - 00:03:17ضَ

لا يوجبون الاجتهاد على كل احد ولا يحرم التقليد لا يوجبون الاجتهاد على كل احد ويحرمون التقليد ولا يوجبون التقليد على كل احد ويحرمون الاجتهاد وان الاجتهاد جائز للقادر على الاجتهاد - 00:03:37ضَ

والتقليد جائز للعاجز عن الاجتهاد واما القادر على الاجتهاد فهل يجوز له التقليد هذا فيه خلاف والصحيح انه يجوز حيث عجز عن الاجتهاد اما لتكافؤ الادلة واما لضيق الوقت عن الاجتهاد - 00:03:56ضَ

واما لعدم ظهور دليل له فانه حيث عجز سقط عنه وجوب ما عجز عنه وانتقل الى بدله وهو التقليد كما لو عجز عن الطهارة بالماء وقال رحمه الله قد ثبت في الصحيح - 00:04:14ضَ

عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ولازم ذلك ان من لم يفقهه في الدين لم يرد به خيرا فيكون التفقه في الدين فرضا - 00:04:31ضَ

والتفقه في الدين معرفة الاحكام الشرعية بادلتها السمعية فمن لم يعرف ذلك لم يكن متفقها في الدين لكن من الناس من قد يعجز عن معرفة الادلة التفصيلية في جميع اموره - 00:04:46ضَ

فيسقط عنه ما يعجز عن معرفته ويلزمه ما يقدر عليه واما القادر على الاستدلال فقيل يحرم عليه التقليد مطلقا. وقيل يجوز مطلقا. وقيل يجوز عند الحاجة كما فضاق الوقت عني استدلال - 00:05:02ضَ

وهذا القول اعدل الاقوال والاجتهاد ليس هو والاجتهاد هو والاجتهاد ليس هو امرا واحدا لا يقبل التجزي والانقسام بل قد يكون الرجل مجتهدا في فن او باب او مسألة دون فن وباب ومسألة. وكل احد فاجتهاده - 00:05:19ضَ

بوسعه فمن نظر في مسألة تنازع العلماء فيها ورأى مع احد القولين نصوصا لم يعلم لها معارضا بعد نظر مثله فهو بين امرين. اما ان يتبع قول القائل الاخر لمجرد كونه الامام الذي اشتغل على مذهبه - 00:05:43ضَ

ومثل هذا ليس بحجة شرعية بل بل مجرد عادة يعارضها عادة غيره هو اشتغال على مذهب امام اخر واما ان يتبع القول الذي ترجح في نظره بالنصوص الدالة عليه وحينئذ فتكون موافقته - 00:06:06ضَ

لامام يقاوم ذلك الامام. وتبقى النصوص سالمة في حقه عن المعارض بالعمل. فهذا هو الذي اصلح وانما تنزلنا هذا التنزل لانه قد يقال ان نظر هذا قاصر وليس اجتهاده قائما في هذه المسألة - 00:06:27ضَ

لظعف الة الاجتهاد في حقه اما اذا قدر على الاجتهاد التام الذي يعتقد معه ان القول الاخر ليس معه ماء يدفع به النص فهذا يجب عليه اتباع النصوص وان لم يفعل كان متبعا للظن وما تهوى الانفس. وكان من اكبر العصاة لله ولرسوله - 00:06:48ضَ

بخلاف من يقول قد يكون للقول الاخر حجة راجحة على هذا النص وانا لا اعلمها فهذا يقال له قد قال الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم. والذي - 00:07:10ضَ

تستطيعه من العلم والفقه في هذه المسألة قد دلك على ان هذا القول هو الراجح فعليك ان تتبع ذلك ثم ان تبين لك في ما بعد ان للنص معارضا راجحا - 00:07:30ضَ

كان حكمك في ذلك حكم المجتهد المستقل اذا تغير اجتهاده وانتقال الانسان من قول الى قول لاجل ما تبين له من الحق هو محمود فيه بخلاف اصراره على قول لا حجة معه عليه - 00:07:43ضَ

وترك القول الذي وضحت حجته او الانتقال عن قول الى قول لمجرد عادة واتباع هوى فهذا مذموم. واذا كان الامام المقلد قد سمع الحديث وترك لا سيما اذا كان قد رواه ايضا. فمثل هذا وحده لا يكون عذرا في ترك النص. فقد بينا فيما كتبناه - 00:08:00ضَ

في رفع المنام عن الائمة الاعلام نحو نحو عشرين عذرا نحو عشرين عذرا للائمة في ترك العمل ببعض بعض الحديث وبينا انهم يعذرون في الترك لتلك الاعذار. فمن ترك الحديث لاعتقاده انه لم يصح - 00:08:23ضَ

او ان راويه مجهول ونحو ذلك ويكون غيره قد علم صحته وثقة راويه فقد زال عذر ذلك في حق بهذا الى اخر ما قال رحمه الله في هذا الموضوع المهم وبهذا القدر نكتفي فالى الحلقة القادمة باذن الله والسلام - 00:08:42ضَ

عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:02ضَ