أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|86 من 287|الانحراف عن الوسط|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السادس والثمانون - 00:00:00ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد قد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قاعدة عظيمة في بيان الانحراف عن الوسط. فقال الانحراف عن الوسط كثير في - 00:00:20ضَ

باكثر الامور في اغلب الناس مثل تقابلهم في بعض الافعال يتخذها بعضهم دينا واجبا او مستحبا او مأمورا به في الجملة وبعضهم يعتقدها يعتقده حراما مكروها او محرما او منهيا عنه في الجملة - 00:00:41ضَ

مثال ذلك سماع الغناء فان طائفة من المتصوفة والمتفقرة تتخذه دينا وان لم تقل بالسنتها او تعتقد بقلوبها انه قربة. فان دينهم فان دينهم حال لا اعتقاد فحالهم وعملهم واستحسانها في قلوبهم ومحبتهم لها ديانة وتقربا الى الله وان كان بعضهم قد يعتقد ذلك ويقوله - 00:00:58ضَ

يعني وفيهم من يعتقد ويقول ليس قربة ليس قربة لكن حالهم هو كونه قربة ونافعا في الدين ومصلحا للقلوب فيه من يغلو حتى يجعل التاركين له كلهم خارجين عن عن ولاية الله وثمراتها من المنازل العلية - 00:01:26ضَ

وبايجائهم من ينكر جميع انواع الغنى ويحرمه ولا يفصل بين غناء الصغير والنساء في الافراح وغناء غيرهن وغنائهن في غير الافراح ويغلو من يغلو في فاعليه حتى يجعلهم كلهم فساقا او كفارا - 00:01:47ضَ

وهذان الطرفان من اتخاذ ما ليس بمشروع دينا او تحريم ما لم ما لم يحرم. هو دين الجاهلية والنصارى الذي عابه الله عليهم كما قال تعالى سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء. وقال تعالى في وقال صلى الله عليه وسلم - 00:02:07ضَ

فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث عياض ابن حمار عن ربه عز وجل انه قال اني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم شياطين وحرمت عليهم ما احللت لهم وامرتهم ان يشركوا بي ما لم ينزل به سلطانا - 00:02:32ضَ

قال في حق النصارى ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق. ومثال ذلك ان يحصل من بعضهم تقصير في اموري او اعتداء في المنهي اما من جنس الشبهات واما من جنس الشهوات. فيقابل ذلك بعضهم بالاعتداء في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:02:50ضَ

او بالتقصير في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتقصير والاعتداء اما في المأمور به والمنهي عنه شرعا واما في نفس للناس ونهيهم هو الذي استحق به اهل الكتاب العقوبة حيث قال وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله - 00:03:11ضَ

ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير حق. ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون فجعل ذلك بالمعصية والاعتداء. والمعصية مخالفة الامر وهو التقصير والاعتداء ومجاوزة الحد. وكذلك وكذلك يضمن كل مؤتمن على مال اذا قصر او فرط فيما امر به - 00:03:31ضَ

وهو المعصية اذا اعتدى بخيانة او غيرها. ولهذا قال ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. فالاثم هو المعصية والله اعلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحرم محارم فلا تنتهكوها. وحد - 00:04:00ضَ

دودا فلا تعتدوها وسكت عن اشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تسألوا عنها فالمعصية تضيع الفرائض وانتهاك المحارم. وهو مخالفة الامر والنهي والاعتداء مجاوزة حدود المباحات. قال تعالى يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحرم عليهم الخبائث - 00:04:20ضَ

فالمعصية مخالفة امره ونهيه والاعتداء مجاوزة ما ما احله الله الى ما حرمه. وكذلك قوله والله واعلم ربنا اغفر لنا ذنوبنا واشرافنا في امرنا. فالذنوب المعصية والاشراف الاعتداء ومجاوزة الحد - 00:04:43ضَ

واعلم ان مجاوزة الحد هي نوع من مخالفة النهي لان اعتداء الحد محرم منهي عنه فيدخل في قسم منهي عنه لكن المنهي عنه قسمان منهي عنه مطلقا كالكفر فهذا فعله اثم ومنهي عنه وقسم ابيح منه انواع - 00:05:02ضَ

مقادير وحرم الزيادة على تلك الانواع والمقادير فهذا فعله عدوان وكذلك قد يحصل العدوان في المأمور به كما يحصل وفي المباح فان الزيادة على المأمور به قد يكون عدوانا محرما وقد يكون مباحا مطلقا وقد يكون مباحا الى غاية - 00:05:23ضَ

فالزيادة عليها عدوان ولهذا التقسيم قيل في الشريعة هي الامر والنهي والحلال والحرام والفرائض والحدود والسنن والاحكام فالفرائض هي المقادير في المأمور به والحدود هي النهايات بما يجوز من المباح المأمور به وغير المأمور به - 00:05:43ضَ

قال رحمه الله في الرسالة المسماة بالوصية الكبرى وهذه الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة هم وسط في النحل كما ان ملة الاسلام وسط في الملل. فالمسلمون وسط في انبياء الله ورسله وعباده الصالحين - 00:06:03ضَ

لم يغلو فيهم كما غلت النصارى فاتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون. ولا جفوا عنه كما جفت اليهود فكانوا يقتلون - 00:06:21ضَ

انبياء بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس. وكلما جاءهم رسول بما لا تهوى انفسهم كذبوا كذبوا فريقا وقتلوا فريقا. بل المؤمنون امنوا برسل الله وعزروهم ونصروهم. ووقروهم واحبوهم - 00:06:39ضَ

ولم يعبدوهم ولم يتخذوهم اربابا. كما قال تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا - 00:07:00ضَ

يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون ومن ذلك ان المؤمنين توسطوا في المسيح فلم يقولوا هو الله ولا ابن الله ولا ثالث ثلاثة كما تقوله النصارى ولا كفروا به وقالوا على مريم بهتانا عظيما حتى جعلوه ولد بغيه كما زعمت - 00:07:20ضَ

يهود بل قالوا هو عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم العذراء البتول وروح منه وكذلك المؤمنون وسط في شرائع في دين الله فلم يحرموا على الله ان ينسخ ما شاء ويمحو ما شاء ويمحو ما شاء ويثبت كما قالته اليهود ولا - 00:07:43ضَ

وزولي اكابر علمائهم وعبادهم ان يغيروا دين الله فيأمروا بما شاءوا وينهوا عما شاؤوا كما يفعله النصارى كما ذكر الله ذلك عنهم بقوله اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله - 00:08:03ضَ

قال علي بن حاتم رضي الله عنه قلت يا رسول الله ما عبدوهم؟ قال ما عبدوهم ولكن احلوا لهم الحرام فاطاعوهم وحرموا عليهم الحلال فاطاعوهم والى هنا تنتهي هذه الحلقة فالى الحلقة القادمة باذن الله - 00:08:19ضَ

صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:08:36ضَ