أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء

فتاوى ابن تيمية|94 من 287|مذهب السلف ومذهب الخلف وأيهما الصواب|الفوزان|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس الرابع والتسعون - 00:00:00ضَ

الحمد لله الذي من علينا بالاسلام وبين لنا فيه الحلال والحرام وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان وبعد. سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن مذهب السلف - 00:00:20ضَ

في الاعتقاد ومذهب غيرهم من المتأخرين ما الصواب منهما وعن اهل الحديث هل هم اولى بالصواب من غيرهم وهل هم الفرقة الناجية؟ وهل حدث بعدهم علوم جهلوها وعلمها غيرهم؟ فاجاب رحمه الله عن هذه التساؤلات في قوله - 00:00:37ضَ

الحمد لله هذه المسائل بسطها يحتمل مجلدات لكن نشير الى المهم منها والله الموفق. قال الله تعالى ومن يشاقط الرسول من بعد لما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوليه ما تولى. ونصله جهنم وساءت مصيرا - 00:00:57ضَ

وقد شهد الله لاصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم باحسان بالايمان قال تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار الذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحت - 00:01:17ضَ

الانهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم. قال تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعون يدعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم. فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا - 00:01:33ضَ

فحيث تقرر ان من اتبع غير سبيلهم ولاه الله ما تولى واصلاه جهنم امن سبيلهم في الاعتقاد الايمان بصفات الله تعالى واسمائه التي وصف بها نفسه وسمى بها نفسه في كتابه وتنزيله او على - 00:01:51ضَ

او على لسان رسوله من غير زيادة عليها ولا نقص منها ولا تجاوز لها ولا تفسير لها ولا تأويل لها بما يخالف ظاهرها ولا تشبيه لها بصفات المخلوقين ولا سمات المحدثين - 00:02:07ضَ

بل امروها كما جاءت وردوا وردوا علمها الى قائلها ومعناها الى المتكلم بها. يعني بذلك رحمه الله علم الكيفية وقال بعضهم ويروى عن الشافعي امنت بما جاء عن الله وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على - 00:02:24ضَ

لرسول الله وعلموا ان المتكلم ان المتكلم بها صادق لا شك في صدقه فصدقوه ولم يعلموا حقيقة معناها يعني كيفيتها فسكتوا عما لم يعلموه. واخذ ذلك الاخر عن الاول ووصى بعضهم بعضا بحسن الاتباع والوقوف حيث وقف اولهم. وحذروا عن التجاوز لهم والعدول عن طريقتهم. وبينوا لنا - 00:02:46ضَ

فسبيلهم ومذهبهم ونرجو ان يجعلنا الله تعالى ممن اقتدى بهم في بيان ما بينوه وسلوك الطريق الذي سلكوه والدليل على ان مذهبهم ما ذكرناه انهم نقلوا الينا القرآن العظيم واخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم نقل مصدق لها - 00:03:13ضَ

مؤمن بها قابل لها غير مرتاب فيها ولا شاك في صدق قائلها ولم يفسروا ما يتعلق بالصفات منها ولا تأولوه. يعني تفسيرا وتأويلا يخالف ظاهرها. ولا شبهوه بصفات المخلوق اذ لو فعلوا شيئا من ذلك لنقل عنهم - 00:03:34ضَ

ولم يجوز ان يكتم بالكلية اذ لا يجوز التواطؤ على كتمان ما يحتاج الى نقله ومعرفته لجريان ذلك في القبح مجرى التواطؤ على نقل الكذب وفعل ما لا يحل بل بلغ من مبالغتهم في السكوت عن هذا انهم كانوا اذا رأوا من يسأل عن المتشابه بالغوا في كفه تارة بالقول العنيف - 00:03:53ضَ

تارة بالظرب وتارة بالاعراب الدال على شدة الكراهة لمسألته. ولذلك لما بلغ عمر رضي الله عنه ان صبيغا يسأل عن حد اي يسأل عن المتشابه اعد عراجين النخل فبينما عمر يخطب قام فسأله عن الذاريات ذروة فالحاملات اقرأ وما بعدها - 00:04:17ضَ

فنزل عمر فقال لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك بالسيف. ثم امر به فضرب ضربا شديدا وبعث به الى البصرة وامرهم الا يجالسوه. فكان بها كالبعير الاجرب لا يأتي مجلسا الا قالوا الا - 00:04:40ضَ

قالوا عزمة امير المؤمنين فتفرقوا عنه حتى تاب وحلف وحلف بالله ما بقي مما كان في نفسه شيئا اذن عمر في مجالسته فلما خرجت الخوارج اوتي فقيل له هذا وقتك فقال لا فقال لا نفعتني موعظة العبد الصالح ولم - 00:05:00ضَ

ما سئل ما لك بن انس رحمه الله فقيل له يا ابا عبدالله الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فاطرق ما لك وعلاه الرحى يعني العرق وانتظر القوم وانتظر القوم ما يجيء ما يجيء في ما يجيء منه فيه فرفع رأسه الى السائل وقال له - 00:05:22ضَ

او الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة. واحسبك رجل سوء وامر به فاخرج ومن اول الاستواء بالاستيلاء فقد اجاب بغير ما اجاب به ما لك. وسلك غير سبيله. وهذا الجواب من ما لك رحمه الله - 00:05:42ضَ

شاف كاف في جميع الصفات مثل النزول والمجيء واليد والوجه وغيرها فيقال في مثل النزول معلوم. والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وهكذا يقال في سائر الصفات اذ هي بمثابة الاستواء الوارد به الكتاب والسنة - 00:06:04ضَ

وثبت عن محمد بن الحسن صاحب ابي حنيفة انه قال اتفق الفقهاء كلهم من الشرق والغرب على الايمان بالقرآن والاحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه. فمن فسر - 00:06:24ضَ

شيئا من ذلك فقد خرج عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. وفارق الجماعة فانهم لم يصفوا ولم يفسروا. ولكن امنوا بما في الكتاب ابي والسنة ثم سكتوا فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة انتهى. انتهى قول محمد بن الحسن ومعنى قوله من غير تفسير - 00:06:44ضَ

اي لا تفسر تفسيرا يخالف ظاهرها ومدلولها كتفسير اليد بالنعمة والوجه بالذات وغير ذلك. وهذا هو تفسير الجهمية ومن تبعهم قال شيخ الاسلام معلقا على قول محمد بن الحسن هذا - 00:07:04ضَ

انظر رحمك الله الى هذا الامام كيف حكى الاجماع على هذه المسألة؟ ولا خير فيما خرج عن اجماعهم ولو لزم التجسيم من السكوت ولو لزم التجسيم من السكوت عن تأويلها لفروا منه واولوا ذلك فانهم - 00:07:22ضَ

والامة بما يجوز على الله وما يمتنع عليه وثبت عن اسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني انه قال ان اصحاب الحديث المتمسكين بالكتاب والسنة يعرفون ربهم تبارك وتعالى بصفاته التي نطق بها كتابه وتنزيله وشهد له بها رسوله - 00:07:40ضَ

على ما وردت به الاخبار الصحاح ونقله العدول الثقات ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه ولا يكيفونها كيف المشبه ولا يحرفون الكلمة عن مواضعه تحريف المعتزلة والجهمية؟ وقد اعاذ الله اهل السنة من التحريف والتكييف - 00:08:00ضَ

ان عليهم بالتفهيم والتعريف حتى سلكوا سبيل التوحيد وحتى سلكوا سبيل التوحيد والتنزيه وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه واكتفوا بنفي النقائص بقوله عز من قائل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وبقوله تعالى ولم يكن له كفوا احد. قال سعيد بن جبير - 00:08:20ضَ

ما لم يعرفه البدريون فليس ما لم يعرفه. قال سعيد بن جبير ما لم يعرفه البدريون فليس من الدين. وثبت عن الربيع ابن سليمان انه قال سألت الشافعي رحمه الله عن صفات الله تعالى - 00:08:43ضَ

فقال حرام على العقول ان تمثل الله تعالى وعلى الاوهام ان تحده وعلى ظنون ان تقطع وعلى النفوس ان تفكر وعلى ظمائري ان تعمق وعلى الخواطر ان تحيط وعلى العقول ان تعقل الا ما وصف به نفسه او على لسان رسوله صلى الله - 00:08:59ضَ

عليه وسلم هذا والى الحلقة القادمة باذن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:19ضَ