فتاوى الألباني سماحة الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني

فتاوى الألباني {{1975}} شرح - قال عبد الله: الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله {الجزء الثالث}

محمد ناصر الدين الألباني

عن عبدالله بن مسعود فيه ما يشعرنا بانه مختبس من مجموعة من احاديث الرسول عليه السلام وخاصة فيما يتعلق الشرط الاول من قوله الصبر في نصف الايمان ذلك لان الصبر عرفتم فضله للحديثين السابقين - 00:00:00ضَ

حديث ابي سعيد الخدري وحديث ابي هريرة والحديث سابق وهو او الاسبق وهو ان الصبر ضياء فحينما يقول هنا ابن مسعود ان الصبر نصف الايمان واليقين هو الايمان كله فهو جاء جعل - 00:00:26ضَ

الشرع اسمي ما كلف به الانسان تسميا قسم اعتقادي وقسم عملي هذا القسم العملي لابد كما شرحنا في الدرس السابق من الصبر لان بالصبر به يستطيع الانسان ان ينهض بكل ما كلف به شرعا - 00:00:49ضَ

لذلك قال ابن مسعود ان الصبر نصف الايمان. يعني هو العمل وعمل بدون صبر لا يتصور وكلما كان المؤمن شديدا قويا في صبره كلما كان قويا في طاعته لربه عز وجل - 00:01:18ضَ

ثم لا يبقى هناك بعد ذلك الا الشطر الثاني الا وهو اليقين وهو الايمان الجازم المقطوع به لكل ما جاء في الاسلام من امور غيبية وان كانت هذه الامور جاءت منصوصا عليها في القرآن الكريم - 00:01:42ضَ

او في السنة الصحيحة وكل ذلك يجب الاعتقاد به دونما تأثر بالفلسفة الاعتزالية القديمة التي دخلت في عقيدة كثير من المسلمين وصارت من العقائد التي يدينون الله بها ويردون كثيرا من الاحاديث الصحيحة بسببها - 00:02:08ضَ

الا وهي قولهم ان العقيدة لا تثبت الا بدليل الضعيف ثبوت قطعي الدلالة فاذا اختل احد الشرطين مذكورين بان يكون قطعي الثبوت غير قطعي الدلالك او ان يكون قصي الدلالة غير قصي الثمود - 00:02:40ضَ

حين ذلك المسلم له الخيرة الا يأخذ بمثل هذه العقيدة هكذا زعموا بل بالغ بعض المعاصرين اليوم وقالوا لا يجوز نحن قلنا قالوا له الخيرة ان يأخذ بهذه العقيدة او لا - 00:03:03ضَ

لكن غلا بعضهم وقال لا يجوز ان يأخذ المسلم بحديث صحيح ولو كان قطعي الثبوت اذا كان غير قطعي الدلالي او كان قطعي الجبال لكن كان بين خطي الثبوت هذه فلسفة - 00:03:25ضَ

دخيلة في الاسلام بلا شك لا يعرفها الصحابة ولا يعرفها التابعون الذين تلقوا احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام بواسطة هؤلاء الصحابة وكذلك الجيل الثالث اتباع التابعين تعرفون هذه المسألة او هذه الفلسفة وهم ايضا تلقوا بذويهم احاديث الرسول عليه السلام - 00:03:48ضَ

عن من سبقه من التابعين وهؤلاء عن الصحابة كما ذكرنا هذه السلسلة برأي تلك الفلسفة يعني تابع تابعي عن تابعي عن صحابي هذا لا يفيد الا الظن ولو كانت دلالة الرواية قصية - 00:04:14ضَ

قطرية الدلالي هل كان كذلك الصحابة عفوا فهذا ربما فيه شيء من التسامح وان كان هناك بعض الصحابة يروون عن بعضهم اي لم يسمعوا الحديث عن الرسول مباشرة فحينذاك حتى بعض الصحابة احيانا يكون الحديث بالنسبة اليهم - 00:04:37ضَ

غير قطعية حبوس ليه لان عمر ما سمع الحديث من الرسول عليه السلام وانما سمعه من ابي بكر الصديق حينئذ هذا الحديث يدخل في باب الظلول عند هؤلاء المتفلسفين ويقولون هذا الحديث لا يؤخذ به في - 00:04:59ضَ

العقيدة الاسلام كله يجب ان يؤخذ قرآن وسنة عقيدة وحكما وخلقا جزء لا يتجزأ سواء جاء دليل قطعي الثبوت قاسي بلاله او سلع احد الشرطين لان هذا شرط ما جاء له ذكر في كتاب الله - 00:05:21ضَ

ولا في حديث رسول الله بل وما كان كذلك فهو باطل لقوله عليه الصلاة والسلام كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ولو كان مئة شرط لذلك فالمسلم حينما يأتيه - 00:05:50ضَ

الخبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحا فيجب ان يتبناه وان يؤمن به والا يأخذه على الشك والريب هذا الشك والريب هو الذي لا يجوز الاخذ به اما الظن الغالب - 00:06:10ضَ

العلماء يشهدون لان اكثر الاحكام الشرعية انما هي قائمة على هذا الظن الغالي ومن تحريف القرآن الكريم وسوء تأويله ان تحمل النصوص القرآنية او الحديثية التي فيها ذم الظن والنهي عن الاخذ به - 00:06:31ضَ

ان تحمل هذه النصوص على الظن الراجح الذي اتفق علماء المسلمين الا من شد منهم ايضا على ان الظن الراجح يجب الاخذ به والا تعطلت احكام الشريعة مثلا لما قال ربنا عز وجل ان الظن لا يغني من الحق شيئا - 00:07:03ضَ

وقال بحق المشركين ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس وقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث حملوا هذه النصوص على الظن الراجح اذا لا يجوز الاخذ في حديث الاحاد - 00:07:31ضَ

حسب فلسفتهم حتى في الاحكام الشرعية لان هذه النصوص عامة الاخذ بالظن فهي تشمل الاخذ بالظن في الاحكام كالاخذ به في العقيدة لكن المسلمين جميعا حتى هؤلاء المتفلسفين الذين يقولون لا يؤخذ بحديث الاحات في العقيدة - 00:07:59ضَ

يقولون يجب الاخذ بحديث الاحاد الاحكام اذا كيف تستدلون بهذه الايات الجواب الظن الوارد في هذه النصوص ايات واحاديث انما يراد به ما يقابل الوهم واعلى من الوهم هو الظن المستوي الطرفين - 00:08:24ضَ

ليس عنده ارجحية من جانب الى جانب اخر هذا هو الذي لا يجوز به رفاق العلماء اما اذا ترجح احد ورفع التردد فحين اذ لم يبقى ظنا يشمله تلك النصوص المذكورة - 00:08:51ضَ

وانما هو حكم شرعي يجب الاخذ به نحن نعلم ان في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يقول انكم لتختصمون الي وان احدكم الحن بحجته من اخر - 00:09:12ضَ

فاذا قطعت له من حق اخيه فانما اقطع له قطعة من النار ما معنى هذا الحديث ان الرسول عليه الصلاة والسلام المتصل بوحي السماء في كل لحظة ودقيقة حينما كان يحكم بين الناس - 00:09:35ضَ

كان يحكم بينهم فيما يظهر يسمع من كل من مدعي والمدعى عليه فبدأ له ان فلانا ظلم فلانا فيأمر ظالم بان يعطي الحق للمظلوم يقول الرسول عليه الصلاة والسلام انا احكم - 00:09:58ضَ

بما اسمع منكم فقد يكون احدكم الحن بحجته اقوى لابداعي وبدعم رأيه من اخر فاسمع منه فاحكم بما سمعت وقد يكون حكمت بما ليس له واعطيته من حق اخيه فانما اقطع له قطعا من النار - 00:10:20ضَ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكم بانه قد يكون اعطى الحق لغير صاحبه وماذا نقول عن غيره من الحكام لا شك انهم قد يقعون في الخطأ لكن يجب على الحاكم ان يحكم بما يغلب على ظنه - 00:10:45ضَ

لا يتبع الهوى لذلك ربنا عز وجل لما ذم المشركين في بعض الايات قال بيان لهذه الحقيقة ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس اليس الظن مذكور في هذه النصوص - 00:11:06ضَ

هو الظن الراجح الذي يجب العمل به عند علماء المسلمين آآ اذا بينما يقول ابن مسعود رضي الله عنه الصبر نصف الايمان يعني العمل بالاسلام واليقين هو الايمان كله فاذا هناك شطران شطر عملي وشطر اعتقادي - 00:11:23ضَ

فكما يجب على المسلم ان يحسن اعتقاده قل له وان جعله يقينا لا شك ولا ريب فيه فكذلك عليه ان يحسن الشطر الثاني وان ينهض به وذلك لا يكون الا بالصبر - 00:11:50ضَ

فنسأل الله عز وجل ان يجعلنا من الصابرين خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة - 00:12:10ضَ