فضيلة الشيخ هنالك من يقول اذا عارض الحديث اية من القرآن فهو مردود مهما كانت درجته صحته وضرب مثال على ذلك بحديث ان الميت يعذب ببكاء اهله عليه او كما قال صلى الله عليه وسلم - 00:00:00ضَ

واحتج بقول عائشة في ردها الحديث لقول الله عز وجل ولا تزر وازرة وزر اخرى فكيف يرد على من يقول ذلك رد هذا الحديث هو من مشاكل رد السنة بالقرآن - 00:00:27ضَ

وقد فصلنا انفا الكلام على انحراف ذلك عن خط المستقيم اما الجواب عن هذا الحديث وبخاصة من تمسك بحديث عائشة فهو اولا من الناحية الحديثية حديث ان الميت ليعذب ببكاء اهله عليه - 00:00:48ضَ

هذا الحديث لا سبيل لرده من الناحية الحديثية لسببين اثنين الاول انه قد جاء بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنه والسبب الثاني ان ابن عمر لم يتفرد به بل - 00:01:18ضَ

تابعه على ذلك عمر ابن الخطاب وهو وابنه لم يتفردا به وقد تابعهم المغيرة بن شعبة وهذا مما يحظرني في هذه الساعة بان هذه الروايات عن هؤلاء الصحابة الثلاثة في الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم - 00:01:46ضَ

اما لو ان الباحث بحث بحثا خاصا في هذا الحديث فسيجد له طرقا اخرى وكل هذه الاحاديث ثلاثة اه كلها احاديث صحيحة الاسانيد فلا ترد بمجرد دعوى التعارض مع القرآن الكريم - 00:02:17ضَ

ذلك لان قول النبي صلى الله عليه واله وسلم ان الميت ليعذب ببكاء اهله عليه قد اجاب او قد فسر العلماء هذا التفسير لوجهين اثنين الوجه الاول ان هذا الحديث انما - 00:02:43ضَ

ينطبق على الميت الذي كان بقيد حياته يعلم ان اهله بعد موته سيرتكبون مخالفات شرعية يعلم ذلك ثم هو لن ينصحهم ولم يوصهم الا يبقوا لان هذا البكاء يكون سببا لتعذيب الميت - 00:03:12ضَ

بعبارة عربية ان الميت ليعذب ببكاء اله الميت هنا ادنى التعريف ليست للاستغراق والشموع اي ليس بحديث بمعنى ان كل ميت يعذب ببكاء اهله عليه وانما الهنا اهل العهد اي الميت الذي - 00:03:51ضَ

لا ينصح اهله بان لا يرتكبوا بعد وفاته ما يخالف الشرع فهذا الذي يعذب ببكاء اهله عليه اما من قام بواجب النصيحة وبواجب الوصية الشرعية الا يبكون الا ينوحوا عليه - 00:04:25ضَ

وان لا يأتوا بالمنكرات التي تفعل خاصة بهذا الزمان فاذا لم يوصي ولم ينصح عذره. واذا نصح ووصى لم يعذر هذا التفصيل هو الذي يجب قال نفهمه من تفسير الاول لكثير من العلماء المعروفين والمشهورين كالنووي - 00:04:53ضَ

وغيره واذا عرفنا هذا التفصيل وضح ان لا تعارض بين هذا الحديث وبين قوله تعالى الا تزر وازرة وزر اخرى انما يظهر التعارض فيما لو فهم الميت ان هناك انما هو الاستدراك والشمول - 00:05:24ضَ

اي كل ميت يعذب حينئذ يشكل الحديث ويتعارض مع الاية الكريمة اما اذا عرفنا المعنى الذي ذكرناه انفا فلا تعارض ولا اشكال لان الذي يعذب انما يعذب بسبب عدم قيامه بواجب النصح والوصية - 00:05:57ضَ

هذا هو الوجه الاول مما قيل في تفسير هذا الحديث لدفع التعارض ضاد اما الوجه الثاني وهو الذي هو الذي ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بعض مصنفاته - 00:06:26ضَ

ان العذاب هنا ليس عذابا في القبر او عذابا في الاخرة وانما هو بمعنى التألم وبمعنى الحزن اي ان الميت اذا سمع بكاء اهلي عليه اسفة وحزن لحزنهم هم عليه - 00:06:53ضَ

هكذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية وهذا لو صح لاستأصل شأفة الشبهة لكني اقول ان هذا التفسير يتعارض مع حقيقتين اثنتين لذلك لا يسعنا الا ان نعتمد على التفسير الاول للحديث - 00:07:25ضَ

الحقيقة الاولى ان في حديث المغيرة بن شعبة الذي اشرت اليه انفا زيادة تبين ان العذاب ليس بمعنى التألم وانما هو بمعنى العذاب المتبادر اي عذاب في النار الا ان يعفو الله تبارك وتعالى - 00:07:57ضَ

كما هو صريح قوله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ما هو رواية المغيرة؟ قال ان الميت ليعذب ببكاء اهله يوم القيامة - 00:08:26ضَ

يعذب بسبب بكاء اهله عليه يوم القيامة وليس بالقبر الذي فسره ابن تيمية بالالم والحزن الحقيقة الاخرى هي ان الميت اذا مات الذي تدل عليه ادلة الكتاب والسنة انه لا يحس بشيء - 00:08:49ضَ

يجري من حوله سواء كان هذا الشيء خيرا ام شر اللهم الا في ببعض المناسبات التي جاء ذكرها في بعض الاحاديث اما كقاعدة لكل ميت او لبعض الاموات حيث اسمعهم الله عز وجل - 00:09:20ضَ

بعض الشيء الذي يتألمون به من الاول الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم - 00:09:47ضَ

اذا وضع الميت في قبره وانصرف الناس عنه انه ليس قرع نعالهم وهم عنه مدبرون يسمع قرع نعالهم وهم عنه مدبرون بهذا الحديث الصحيح اثبات سمع للميت قاص في وقت دفنه وحين ينصرف الناس عنه اي - 00:10:09ضَ

في الوقت الذي يجلسه الملكان اللذان يسألانه عن ربه عن دينه عن نبيه وقد اعيدت الروح اليه فهو في هذه الحالة يسمع قرى النعال فلا يعني الحديد بداهة ان هذا الميت - 00:10:44ضَ

وكل الاموات هكذا تعادي به ارواحهم انهم يظلون يسمعون قرع نعال النار وبين قل الى يوم يبعثون. لا انما هذا وضع خاص وسماع خاص من الميت لانه اعيدت روحه اليه - 00:11:09ضَ

وحينئذ لو اخذنا بتفسير ابن تيمية وسعنا دائرة احساس الميت بما يجري حوله سواء عند نعشه قبل دفنه او بعد وضعه في قبره معنى ذلك انه يسمع بكاء احياء عليه هذا يحتاج الى نص - 00:11:34ضَ

النص اولا مفقود وثانيا بعض نصوص الكتاب والسنة الصحيحة تدل على ان الموت لا يسمعون وهذا بحش طويل ولا اريد ان اضيع عليكم الجواب عن بقية الاسئلة بل لا استطيع الاجابة - 00:12:02ضَ

عن بقية الاسئلة انما على الاقل عن بعضها ولكني فاذكر شيئا او حديثا واحدا وانهي الجواب عن هذا السؤال لا شك انكم قرأتم او سمعتم قول النبي صلى الله عليه واله وسلم - 00:12:29ضَ

ان لله ملائكة سياحين يبلغوني عن امتي السلام ان لله ملائكة سياحين يبلغوني عن امتي السلام سياحين طوافين على المجالس فكلما صلى مسلم على النبي صلى الله عليه واله وسلم - 00:12:53ضَ

فهناك ملك موكل يوصل هذا السلام من ذاك المسلم الى النبي صلى الله عليه واله وسلم. فلو كان اموات يسمعون لكان حق هؤلاء الاموات ان يسمع هو نبينا صلى الله عليه واله - 00:13:22ضَ

لم لما فضله الله تبارك وتعالى وخصه بخصائص على كل الانبياء والرسل والعالمين فلو كان احد يسمع لكان سمع الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم لو كان النبي صلى الله عليه واله وسلم - 00:13:46ضَ

يسمع شيئا بعد موته لسمع صلاة امته عليه ومن هنا تفهمون خطأ بل ضلالة الذين يستغيثون ليس بالنبي صلى الله عليه وسلم وبمن دونه سواء كانوا رسلا او انبياء او صالحين - 00:14:08ضَ

لانهم لو استغاثوا بالرسول عليه السلام لما سمعهم كما هو صريح القرآن ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم الى اخر الاية فاذا الموتى بعد موتهم لا يسمعون الا ما جاء النص - 00:14:34ضَ

هي قضية خاصة كما ذكرت انفا من سماد ميت قرع نهال وبهذا ينتهي الجواب. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة - 00:14:59ضَ