Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله - 00:00:00ضَ
فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم - 00:00:34ضَ
يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم. ويغفر لكم ذنوبكم - 00:00:54ضَ
ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة ثم اما بعد فان من ابلغ صور الاهانة ان يرمى الانسان بان فيه شبها من اليهود - 00:01:24ضَ
وحق وحق للانسان ان يغضب. اذا شبه بهذه الامة الغضبية. التي لعنت على رسلها بل لعنها الله عز وجل في مواضع كثيرة. ولكن ايها الاحبة كم نحن في حاجة ان ننصف انفسنا لننظر هل نحن متلبسون بشيء من هذه الصفات التي ذم الله - 00:01:54ضَ
الله تعالى بها هذه الامة الملعونة. فاننا وان سلمنا من رمي احد لنا بصفة من هذه الصفات فلن نسلم من اثارها السيئة وعقوباتها التي تصل الى القلب والى حياتنا كلها - 00:02:24ضَ
ايها الاحبة اليكم شيئا من هذه الصفات التي عرفوا بها واشتهروا بها حتى صارت سمة من سماتهم نذكرها حتى ان وجد الانسان منا نفسه قد وقع في شيء منها. فليبادر الى الاقلاع عنها - 00:02:44ضَ
فمن اعظم ما فمن اعظم ما رموا به انهم قوم يكتمون الحق. قال الله عز وجل ولا الحق بالباطل وتكتم الحق وانتم تعلمون. واليكم مثلا تطبيقيا من تلطخهم بهذه الجريمة فقد اوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي ويهودية زنايا فقال لهم - 00:03:04ضَ
عليه الصلاة والسلام ما تجدون في كتابكم؟ قالوا ان احبارنا احدثوا تحميم الوجه والتجبية قال عبدالله بن سلام ادعهم يا رسول الله بالتوراة فاوتي بها فوضع القارئ يده على اية الرجم فقرأ ما قبل الاية وما بعدها. فقال له عبدالله بن سلام وهو الحظر العالم - 00:03:34ضَ
بما في التوراة قال له ارفع يدك. ارفع يدك. فاذا اية الرجم فامر النبي صلى الله عليه وسلم بهما فرزما. وفي قصة قتلهم للبقرة قال الله عز وجل واذ قتلتم نفسا فادارأتم - 00:04:04ضَ
فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون. وما اكثر الادلة التي تدل على تلبسهم بهذه والتي انتقلت الى كسب العلم وكتم البينات التي انزلها الله عز وجل على رسله. يقول سبحانه - 00:04:24ضَ
واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتم ولا تكتمونه فنبذوه ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون. والسؤال ايها الافاضل كم هم والذين يتلبسون بهذه الجريمة العظيمة من المسلمين. سواء ممن عندهم اثارة من علم. او عندهم شهادة - 00:04:44ضَ
بحق لو لم يشهدها الانسان لضاع الحق او غير ذلك من صور الكتمان. ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله. ومن اخص صفاتهم التي عرفوا بها الحسد. يقول الله عز وجل - 00:05:14ضَ
عنهم ود كثير من اهل الكتاب لو لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا. لماذا حسدا من عند انفسهم. من بعد ما تبين لهم الحق الاية. ويقول سبحانه ام يحسدون الناس - 00:05:34ضَ
على ما اتاهم الله من فضله. ففتش في قلبك ايها الاخ المبارك. فتشي في قلبك يا امة الله. هل انت ثم هل انتم ممن يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله؟ هل انت اذا رأيت على احد نعمة حسدته عليها - 00:05:54ضَ
ام انت من الذين اذا رأوا خيرا على اخوانهم المسلمين تمنوا لهم الخير وسألوا الله عز وجل الكريم من فضله ومن اخص صفاتهم واشهرهم بها اكلهم الربا كما قال الله عز وجل عنهم - 00:06:14ضَ
فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم. وبصدهم عن سبيل الله كثيرا واخذهم الربا وقد نهوا عنه. كم في امة الاسلام اليوم من اناس يستجلبون لعائن الله تعالى الى انفسهم باكلهم الربا بل ويضعون انفسهم في خندق يحاربون الله تعالى ورسوله - 00:06:34ضَ
انهم عباد الدينار والدرهم. انها عبادة المال التي اعمت اليهود. ومن تشبه بهم اعمتهم عن التفكر في مصدر اموالهم. اهي مما يحل او يحرم؟ فلا هم لهم الا جمع المال - 00:07:04ضَ
هم جماعون للمال بخلاء في انفاقه. ولذلك لو فتشت في حياة وسيرة من عرفوا بأكل الربا لم تكد تجد لهم دعما لمشاريع الخير. وهذا من الداء المركب في عباد المال. حرص على - 00:07:24ضَ
الجمع وبخل في الانفاق والعياذ بالله. وسبحان الذي وصفهم فقال ام لهم نصيب من الملك لا يؤتون الناس نقيرا. ومن صفاتهم التي عرفوا بها. اخذهم الرشوة. قال الله عز وجل عنهم - 00:07:44ضَ
يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان لا يأكلون اموال الناس بالباطل. قال ابن كثير رحمه الله في تفسيرها وذلك انهم يأكلون الدنيا بالدين. ومناصبهم ورياستهم في الناس - 00:08:04ضَ
يأكلون اموالهم بذلك كما كان الاحبار من اليهود كما كان لاحبار اليهود على اهل الجاهلية شرف ولهم عندهم خراج وهدايا وضرائب تجلب اليهم. وقد فسر جمع من اهل العلم قول الله - 00:08:24ضَ
تعالى عن اليهود وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم والعدوان واكلهم السحت. لبئس ما كانوا يعملون لولا اي هلا لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم واكلهم السحت. فسر ذلك - 00:08:44ضَ
فسر اكل السحت بانه اخذ الرشوة. والمتأمل والمتأمل في الواقع. يجد امرا يمد الفؤاد ويقرح الكبود الما لما ال اليه كثير من المسلمين اليوم في امر الرشوة في الوزارات وفي - 00:09:04ضَ
الحكومية وفي غيرها من القطاعات حتى انتشر الفساد الاداري انتشارا كبيرا اصبح يراه الاعشى في ظلمة الليل. وهذا كما انه خيانة لله ورسوله. وغش لولي الامر غش للامة المسلمة فهو ايضا جريان في ركاب اليهود. الذين كانوا يتحايلون على جمع المال - 00:09:24ضَ
باي وسيلة كانت. ايها المؤمنون ومن صفاتهم القبيحة بل هي من اخف صفاتهم. التحايل على محارم الله عز وجل. ومن اظهر الامثلة على كثرتها ما تقرأونه في سورة الاعراف في قصة السبت او في - 00:09:54ضَ
قصة اصحاب السبت تحديدا الذين حرم الله عليهم الصيد يوم السبت. فابتلاهم الله تعالى وامتحنهم فكانت الحيتان تأتيهم يوم سبتهم شرعا. يعني كثيرة صافية على وجه البحر. ويوم لا يوم الجمعة او يوم الاحد او غيرها من الايام. المهم ان يذهب يوم السبت لا تأتيهم هذه الحيتان - 00:10:14ضَ
التي تأتمر بامر الله عز وجل حكمة وابتلاء تذهب هذه الحيتان في البحر فلا يرون منها شيئا تعلم الله عز وجل ذلك بقوله كذلك نبلوهم. لماذا؟ بما كانوا يفسقون. ففسقهم هو الذي - 00:10:44ضَ
اوجب ان يبتليهم الله تعالى وان تكون لهم هذه المحنة والا لو لم يفسقوا لعافاهم الله تعالى قال الامام احمد رحمه الله هذه الحيل التي وضعها هؤلاء عمدوا الى السنن فاحتالوا الى نقضها - 00:11:04ضَ
اتوا الى الذي قيل لهم انه حرام. فاحتالوا فيه حتى حللوه. وقال ايضا ما اخبثهم. ما اخبثهم ما اخبثهم يعني اصحاب الحيل يحتالون لنقظ سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:11:24ضَ
ويقول ابن تيمية رحمة الله عليه وقد عاتب الله من اسقط الواجبات واستحل المحرمات بالحيل والمخادعات كما ذكر الله تعالى ذلك في سورة نون وفي قصة اهل السبت وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه - 00:11:44ضَ
انه قال لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بادنى الحيل. ويقول ويقول تلميذه ابن القيم رحمه الله سالك طريق الخداع والمكر عند الناس امقت وفي قلوبهم اوضع وهم عنه اشد - 00:12:04ضَ
نصرة ممن اتى الامر على وجهه ودخله من بابه. ولهذا قال ايوب السختياني رحمه الله وهو من كبار التابعين وائمتهم يخادعون الله كما يخادعون الصبيان. لو اتوا الامر على وجهه كان اسهل - 00:12:24ضَ
انتهى كلامه رحمه الله. ففتش ايها المؤمن في نفسك. وفتش في واقع الناس. كم هم الذين اليوم في امور المعاملات في البيوع وفي امور النكاح وفي امور الطلاق من اجل ان يصل الى - 00:12:44ضَ
لا الى مبتغى الله ورسوله ومرادهما. ولو كان ذلك بهذه الطريقة اليهودية الخبيثة. اعاذني الله تعالى واياكم من طريقهم وسلك بي وبكم سبيل عباده المتقين. واولياءه الصالحين. نفعني الله واياكم - 00:13:04ضَ
بهدي كتابه وبسنة خير انبيائه. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم. ما اتصلت عين بنظر او اذن بخبر. وصلى الله وسلم وبارك على - 00:13:24ضَ
البشر الشافعي المشفع في المحشر. نبينا وامامنا وسيدنا محمد وعلى اله وصحبه خير صحب ومعشر. اما اما بعد فمن اخص صفات اليهود القبيحة تركهم العمل بالعلم وهي الصفة التي امرنا ربنا عز وجل - 00:13:44ضَ
ان نستعيذ منها ومن سبيل اهلها في اليوم والليلة سبع عشرة مرة على الاقل. وذلك حينما نقرأ في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم. غير المغضوب عليهم ولا الضالين - 00:14:04ضَ
السنا نسمع في كل جمعة تقريبا قراءة الامام في الصلاة وهو يقرأ عن الذين تخلف عملهم عن مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا بئس بئس - 00:14:24ضَ
مثل قوم الذين كذبوا بايات الله. والله لا يهدي القوم الظالمين. بعض الناس يسمع هذه الاية فيظن انحصارها في اهل العلم. نعم اهل العلم هم اول من يدخل في ذلك. لكن هي في الحقيقة - 00:14:44ضَ
كاملة لكل من علم شيئا من الشرع ولو قليلا ولم يعمل به. فيا طالب العلم يا ايها المؤمن فتش عن علمك فتش عن عن قلبك وعملك. ويا كل مسلم علم حكما من الاحكام. فتش عن قلبك. ايها - 00:15:04ضَ
المبارك كم معصية علمت حكمها منذ زمن ولا زلت تصر عليها. كم من واجب ادركت وجوب ولا زلت تصر على تركه. بالله عليك اذا لم يكن هذا هو ترك العمل بالعلم - 00:15:24ضَ
فما هو اذا يا رعاك الله؟ ايها الاخوة ومن صفات اليهود القبيحة نقبهم العهود. كما قال سبحانه فبما ميثاقهم وكفرهم بايات الله. وقتلهم الانبياء بغير حق. الاية. وقوله سبحانه فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية. وليس المقام مقام ذكر بصور نقض - 00:15:44ضَ
فهي كثيرة لا تحصى لكنني اشير الى معنى دقيق ولطيف نبه عليه الامام ابو الوفاء ابن ابن عقيل الحنبلي رحمة الله تعالى عليه معنى لا يتفطن له الا اولو الالباب. اذ يقول رحمه الله في - 00:16:14ضَ
مواعظه يا من يجد قسوة في قلبه. احذر احذر ان تكون نقضت عهدا لله. فان الله يقول فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية. يا هذا يا من يجد في قلبه حالت بينه وبين التلذذ بطاعة ربه. او التأثر بقراءة كلام مولاه. او قسوة - 00:16:34ضَ
حالت بينه وبين دموع تغسل صدأ القلب. وتلين قسوته وتذهب وحشة الفؤاد. تفقد قلبك وراجع عهودك مع الله. راجع عهودك مع الله. فلعلك عاهدت ثم نقوت. فوجدت من القسوة ما وجدت ولا يظلم ربك احدا. اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. يا رب العالمين - 00:17:04ضَ
اللهم انا نعوذ بك من سبيل المغضوب عليهم والضالين. اللهم يا حي يا قيوم اللهم اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. زكي نفوسنا انت خير من زكاها. اللهم زك نفوسنا - 00:17:34ضَ