الفقه - الدورة (2) المستوى (1)

فرائض الوضوء - المحاضرة 8 - الفقه - المستوى الأول 2 - د. خالد بن عيد الجريسي

خالد بن عيسى الجريسي

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد وتعلم الفقه الميسر عاملا بالشرع دون تعصب بسم الله الرحمن الرحيم - 00:00:00ضَ

الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين اللهم اجعل مجلسنا هذا - 00:00:49ضَ

مجلسا مباركا موفقا مسددا واجعل هذه الدروس دروسا مباركة ارزقنا فيها العلم النافع الذي نستعين به على العمل الصالح حياكم الله ايها الاخوة والاخوات المشاهدون والمشاهدات الى هذا المجلس الثامن - 00:01:07ضَ

والحلقة الثامنة من مجالس الفقه في اكاديمية زاد العلمية وهذا المجلس ان شاء الله يتم فيه الحديث عن الوضوء وان الوضوء كما اسلفنا انه من العبادات الجليلة ومن اراد الثواب العميم - 00:01:26ضَ

والجزاء العظيم والنعيم المقيم فليحسن هذا الوضوء فلا تستغربوا ايها الاخوة والاخوات ان نطيل الحديث عن الوضوء وكنا في اللقاء الماضي قد تحدثنا عن شروط الوضوء وفي هذا اللقاء ان شاء الله نتحدث عن فروضه وفرائضه - 00:01:45ضَ

وفي اللقاء المقبل نذكر سنن الوضوء واللقاء الذي يليه نتحدث عن نواقض الوضوء لان عبادة الوضوء عبادة جليلة بحاجة الى بيان والى تفصيل لانها من اجل القربات وذلك انها تتعلق باجل الاركان - 00:02:07ضَ

وباعظم العبادات واعظم الاركان الا وهي الصلاة وقد قال صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان ان وضوءك ايها المسلم ووضوعك ايتها المسلمة جزء من الايمان بل هو شطر الايمان - 00:02:29ضَ

وهو علامة الايمان وحري بعبادة من العبادات التي تكون ايمانا وهي علامة من علامات زيادته ان يحرص عليها وان تتعلم احكامها ومن هنا كانت العناية باحكام الوضوء ببيانه بفروضه بسننه - 00:02:46ضَ

وفي لقاء اليوم ان شاء الله نتحدث عن احكام الوضوء من حيث فرائضه وفروض الوضوء ستة مذكورة في كتاب الله عز وجل ومستنبطة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:07ضَ

جاء اعرابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه الصلاة والسلام توضأ كما امرك الله وما الذي امر الله تعالى به في شأن الوضوء الذي امر الله تعالى به - 00:03:24ضَ

مذكور في اية المائدة في قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم من المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين فهذه الفروض ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم - 00:03:39ضَ

من هنا اخذ العلماء رحمهم الله فرائض الوضوء من هذه الاية تعد خمسة فروض من هذه الاية والفرض الاول وغسل الوجه والذي ابتدأ الله تعالى به في كتابه ولو تأملنا الاية - 00:04:00ضَ

لا نجد ان الله عز وجل قد ابتدى بغسل الكفين انما ابتدأ مباشرة بغسل الوجه قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم - 00:04:19ضَ

وامرنا بغسل الوجه واول فرض من فروض الوضوء هو غسل الوجه فاذا اراد المرء ان يغسل ان يتوضأ وان يغسل اعضاء الوضوء فان فرضه الاول ان يغسل وجهه وهذا الوجه - 00:04:36ضَ

ينبغي ان يغسل على وجهه التمام واذا اردنا ان نغسل الوجه على الوجه التام الكامل ينبغي ان نعرف حده وحدوده والوجه قد بين العلماء رحمهم الله حده وقالوا الوجه طولا - 00:04:53ضَ

من منابت الشعر عادة وقال بعضهم الوجه من منحنى الجبهة من منحنى الجبهة يكون هذا الوجه فان الرأس يكون في الاعلى ثم ان فان الشعر في الاعلى ثم يكون منحنى الجبهة - 00:05:12ضَ

فاذا انحنت الجبهة وبدأ وجه الانسان الذي تحصل به المواجهة فهذا هو حد الوجه وقيل من ملابس الشعر عادة هذا هو حد الوجه اولا من منابت الشعر عادة الى الذقن - 00:05:30ضَ

وملتقى اللحيين والذقن هذا هو حد الوجه طولا هل ما استرسل من اللحية وطال يعتبر من الوجه؟ هذا الشعر الذي زاد عن الذقن وعن حد اللحيين هل يكون من الوجه - 00:05:49ضَ

ذهب جماعة من العلماء الى ان هذا من حد الوجه وذلك لان الوجه وما تحصل به المواجهة فيكون حد الوجه طولا من منابت الشعر عادة الى الذقن وما استرسل من اللحية - 00:06:06ضَ

هذا المسترسل من اللحية من حد الوجه طولا وحد الوجه عرضا من الاذن الى الاذن وبناء عليه يكون البياض الذي بين هذا الشعر بين العذار وبين الاذن يكون من الوجه - 00:06:24ضَ

فينبغي ان يتفطن له فان من الناس من يغفل عن غسل هذا الموضع فينبغي ان يغسل الوجه بكامل حده وعرضا لان الله تعالى ابتدأ به وهذا الوجه هل يدخل فيه - 00:06:44ضَ

المضمضة والاستنشاق قال علماء رحمهم الله بان المضمضة والاستنشاق في حكم الوجه وفي حكم الظاهر ولذلك لو ان صبيا صغيرا اذ تضع من ثدي امرأة ووضع ووضع الحليب في فمه ثم مج هذا الحليب - 00:07:03ضَ

ولم يرتظع اللبن فانه لا يكون ابنا لهذه المرأة ولو ان صائما وضع الماء في فمه ولم يبتلعه لا يكون مفطرا لان الفم والانف في حكم الظاهر لذلك قال العلماء رحمهم الله - 00:07:24ضَ

الفرض الاول هو غسل الوجه هو غسل الوجه ومنه المظمظة والاستنشاق وهذا هو مذهب الحنابلة رحمهم الله اذ انهم يرون ان المضمضة والاستنشاق من واجبات الوضوء لدلالة الكتاب على شمولها. وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستنشاق - 00:07:42ضَ

الوضوء بل انه صلى الله عليه وسلم امر بالمبالغة بالمضمضة والاستنشاق الا ان يكون المرء صائما كما سيأتي ان شاء الله بيانه في سؤال الوضوء والمقصود بالمضمضة ادارة الماء في الفم - 00:08:06ضَ

يقال تمضمضت الحية اذا تحركت فاذا وضع المرء الماء في فمه وحركه فانه تمضمض ثم يمج هذا الماء لتمام الطهارة ولو فرض ان المرء شرب الماء بعد المضمضة ولم يمج الماء - 00:08:23ضَ

فان الوضوء صحيح ذلك لان المضمضة هي تحريك الماء في الفم واما الاستنشاق هو جذب الماء الى الانف بالنفس وكما سيأتينا ان شاء الله في سناء الوضوء نبين طريقة المظمظة طريقة المظمظة والاستنشاق - 00:08:41ضَ

المضمضة تحريك الماء في الفم والاستنشاق وجذب الماء الى الانف والاستنثار واخراج الماء من الانف وهذا هو فرض الوضوء الاول هو غسل الوجه هو غسل الوجه بما فيه من المضمضة والاستنشاق - 00:09:01ضَ

هذا الفرض الاول ونتم الفروض الاخرى ان شاء الله بعد الفاصل العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء وضياء يمحو ظلمات الجهل. الحرص على طلب العلم والازدياد منه طريق الانبياء ودرب الاصفياء - 00:09:20ضَ

وقد رغب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في الازدياد من طلبه فقال وقل رب زدني علما فهو مما يحبه الله تعالى ويرضاه ويفتح لك به طريقا الى الجنة. قال عليه الصلاة والسلام - 00:09:54ضَ

ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. فدراسة العلم تفيدك معرفة وادبا ومهارة ووعيا تخدم به دينك وتؤهلك الى مناصب ومواقع يعلو بها شأنك. وتنفع بها امتك باذن الله - 00:10:14ضَ

وتكون بذلك من خير الناس. ففي الحديث خير الناس انفعهم للناس. ولتحرص دوما على اسباب التفوق. ومنها حفظ الوقت وحسن اغتنامه فالوقت هو الحياة استذكار دروسك واسترجاعها بصفة مستمرة دون تسويف او ملل - 00:10:35ضَ

الاستعانة بالله سبحانه وتعالى. فبيده مقادير كل الامور. من ثمرات العلم النافع انه يورث الخشية من الله تعالى. فالعلماء حقا هم من يخشون الله تعالى حق خشيته. قال تعالى الله من عباده العلماء. ان الله عزيز غفور - 00:10:58ضَ

حياكم الله ايها الاخوة والاخوات بعد هذا الفاصل الذي كنا قد تحدثنا قبله عن فرض الوضوء الاول وهو غسل الوجه والفرض الثاني الذي ذكره الله تعالى في كتابه وغسل الايدي الى المرافق - 00:11:29ضَ

قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق ويجب غسل الايدي للمرافق وتغسل اليد اليمنى من اطراف الاصابع الى المرفقين ثم تغسل اليسرى - 00:11:58ضَ

وفرض الوضوء هو غسل اليدين الى المرفقين والمقصود بالمرفقين وهذا العظم الذي يكون بعد الذراع هذا هو المرفق وجرى بعض الناس على تسميته كوعا وهذا ليس بصواب والكوع هو العظم الذي يلي ابهام اليد - 00:12:18ضَ

ولذلك تقول عرب لا يعرف كوعه من بوعه والكوع هو العظم الذي يلي ابهام اليد الذي يلي ابهام اليد البوع هو الذي يلي ابهام القدم الذي لا يعرف كوعه من بوعه هو الذي لا يعرف هذا العظم الذي يلي ابهام يده من ابهام من ابهام قدمه - 00:12:39ضَ

اما المرفق وهو ما ذكرناه مما ينتهي اليه الوضوء والواجب على المتوضئ ان يغسل يده مع المرفقين فان من الناس من يغفل عن هذا الجزء فلا يوصل الماء الى اه الى تمام المرفق - 00:13:03ضَ

وهذا من الاخطاء الشائعة التي ينبغي التنبه لها وبعض الناس اذا اراد الوضوء لا يبتدأ من اطراف الاصابع. انما يبتدأ من الرسخ من هنا ظنا منه انه قد غسل كفيه قبل الوضوء. وهذا ايضا من الاخطاء - 00:13:22ضَ

غسل اليدين من حيث فريضته يكون بعد الوجه ويكون من عصر الاصابع من اطرافها الى المرفقين هذا هو الذي افترضه الله تعالى على عباده اذ قال يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى - 00:13:40ضَ

ثم انه سبحانه وتعالى قال وامسحوا برؤوسكم فامر سبحانه وتعالى بمسح الرأس ولذلك قال علماء رحمهم الله يجب في الوضوء آآ مسح الرأس كله ويمسح الرأس كله من اوله الى اخره - 00:14:02ضَ

وهذا المسح يكون على عموم الرأس ولا يشترط ان يتتبع المرء الرأس شعرة شعرة. انما المقصود ان يبل يديه بالماء لان المسح على خلاف الغسل. فالغسل هو امرار الماء على العضو - 00:14:24ضَ

بينما المسح هو بل الماء بل اليدين بالماء ثم امرار اليدين مبلولتين على العضو هذا هو المسح فيبل المرء يده بالماء ثم يمسح رأسه ويكون بذلك قد حقق الفرض وهذا المسح حتى يحصل - 00:14:43ضَ

الاجزاء ينبغي ان يكون لجميع الرأس ولو مسح لو مسح آآ بيده هذا الشعر او هذا الرأس ابتدأ هكذا اخذ من هذا الجانب ثم هذا الجانب ثم من الخلف الى البداية بهذه الطريقة حصل الفرض - 00:15:06ضَ

ولحصول الفرض باي طريقة كانت لكن السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسح الرأس انه ابتدأ بمقدم رأسه صلى الله عليه وسلم حتى انتهى الى قفاه فاخذ الماء صلى الله عليه وسلم بيديه - 00:15:24ضَ

ثم بدأ بمقدم رأسه حتى وصل صلى الله عليه وسلم الى قفاه ثم عاد الى المكان الذي بدأ منه صلى الله عليه وسلم ثم ادخل سبابتيه في داخل اذنيه ومسح بابهاميه صماخ الاذنين - 00:15:41ضَ

وهذه هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم والرأس يمسح ومن الرأس الاذنان كما قال صلى الله عليه وسلم الاذنان من الرأس والاذنان من رأس المرء يجب عليه ان يقوم بمسحها مع الرأس - 00:16:00ضَ

اذا هذا هو الفرض الثالث ومسح الرأس وليلاحظ طالب العلم وطالبة العلم ان الواجب هو مسح الرأس وليس مسح الشعر ولذلك نبهنا في الحلقة الماظية ان المرأة اذا جمعت شعرها - 00:16:18ضَ

فانها تمسح رأسها والواجب على المرأة ان تمسح الشعر الذي على الرأس اما ما استرسل من شعرها فان ذلك لا يجب مسحه. وانما استحب العلماء رحمهم الله ان يمسح وكذلك الذي ليس له شعر - 00:16:37ضَ

الاقرع والاصلع فانه يمسح منابت الشعر المعتاد فالواجب هو مسح الرأس والشعر ينبت في العادة على الرأس اذا يمسح الشعر ويمسح الرأس ان كان عليه الشعر يمسح هذا الشعر وان لم يكن عليه شعر - 00:16:54ضَ

فان الرأس يمسح ولو كان المرء اصلعا او اقرع قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم من المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين - 00:17:18ضَ

والفرض الرابع هو غسل الرجلين الى الكعبين فان الله تعالى قد بين لنا هذا الفرض بقوله سبحانه وتعالى وارجلكم الى الكعبين فما الواجب في الارجل قال الله عز وجل ولاحظوا الاية - 00:17:38ضَ

يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم ثم قال سبحانه وتعالى وارجلكم الى الكعبين فالارجل معطوفة على ماذا فهي معطوفة على غسل الايدي وغسل الوجه - 00:17:56ضَ

انها معطوفة على مسح الرأس اذا كانت الارجل معطوفة على غسل الايدي والوجه فانها تكون منصوبة كما في هذه القراءة يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم من المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم - 00:18:22ضَ

فعلمنا من ذلك ان الارجل تغسل لانها عطفت على الايدي والوجه واذا قرئ وهذه قراءة اخرى ونقول وامسحوا برؤوسكم وارجلكم فتكون الارجل قد عطفت على مسح الرأس فهل يكون فرض - 00:18:46ضَ

الارجل المسح على هذه القراءة هذه القراءة حملها العلماء رحمهم الله على مسح الارجل ان كانت القدم قد سترت بالخفين ونحوها الواجب والفرض في القدمين هو الغسل الى الكعبين والكعبان - 00:19:09ضَ

ام العظمان الناتيان لطرفي القدم عن اليمين والشمال وهذان الكعبان يجب ان يدخلا في الغسل كما يجب ان تدخل المرافق في غسل اليدين كذلك يجب ان تدخل الكعبان في غسل الارجل - 00:19:29ضَ

ويظن بعض الناس ان الكعب هو العرقوب الذي يكون في اسفل القدم من الخلف هذا هو العرقوب اما الكعب فانه ما يكون في طرفي القدم عظمان ناتئان في جهة اليمين وجهة الشمال من القدم - 00:19:50ضَ

وهذه القدم النبي صلى الله عليه وسلم حرص على العناية بها وذلك لان المرأة ربما قد قصر عنه الماء ويقصر في غسل القدم وقد كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:20:09ضَ

معه مرة في غزاه وكان الماء قليلا فاصبح عاد منهم لم يوصل الماء الى قدم باكملها وضاق الماء على العقب فان العقب وهو اسفل القدم ربما غفل عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم وامر مناد ينادي ويل للاعقاب من النار - 00:20:26ضَ

ان العقب ان لم يصله الماء ويل له من النار لان هذا تقصير في الطهارة الواجبة الشرعية الواجب على المسلم ان ان يعتني باعضاء الوضوء. وان يتيقن من وصول الماء - 00:20:51ضَ

الى كامل القدم وكان العضو ويتيقن من وصول الماء الى الكعبين والى المرفقين وكذلك ينبغي عليه ان يتيقن من وصول الماء من الاصابع وكما سياتينا ان شاء الله في سنن الوضوء - 00:21:07ضَ

ان المرء يخلل اصابعه ليتأكد ان الماء قد وصل الى هذه الاصابع بهذا نكون قد ذكرنا اربعة من فروض الوضوء وبعد الفاصل ان شاء الله نتم بقية الفروض حاصل يسير ايها الاخوة والاخوات - 00:21:26ضَ

ثم نعود اليكم باذن الله تعالى لا تحاسدوا توجيه نبوي لعلاج افة من اخطر الافات الاجتماعية والاخلاقية. فالحسد وان كان اصله في القلب من بغض لنعمة الله على المحسود وتمن لزوالها عنه - 00:21:46ضَ

فانه غالبا ما تكون له امتدادات في الخارج تدفع الحاسد الى البغي والظلم والاعتداء والايذاء والايقاع بالمحسود قال ابن القيم رحمه الله فالحاسد يحمله بغض المحسود على معاداته والسعي في اذاه بكل ممكن - 00:22:16ضَ

مع علمه بفضله وعلمه وانه لا شيء فيه يوجب عداوته الا محاسنه وفضائله ولهذا قيل الحاسد عدو للنعم والمكارم وكما نهى ديننا عن الحسد فقد وجه الى علاجه فامر الله تعالى بالاستعاذة به من شر الحاسدين - 00:22:37ضَ

فقال في سورة الفلق ومن شر حاسد اذا حسد. وجعل الايمان بالقضاء والرضا بما قدر ترى من تفاوت الارزاق والملكات ركنا من اركان الايمان فقال ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا - 00:22:59ضَ

كما حض المؤمنين على البذل والعطاء والايثار والتراحم وهي المعاني التي تستأصل هذا الداء من القلوب فعلة الحسد ترجع الى افراط في الانانية. وحب للذات مع ضعف في الايمان بكمال حكمة الله تعالى. في توزيع الارزاق بين عباده - 00:23:33ضَ

وعلى المسلم اذا احس في نفسه بحسد تجاه اخيه الا يرضى بغيبته او ظلمه بل عليه ان يدافع عن عرضه ما استطاع وان يكثر من الدعاء له بالخير والبركة. واذا كان الحسد خلقا مذموما. فان الغبط صفة محمودة. وهي - 00:23:55ضَ

تمني مثل ما للمغبوط من النعمة من غير ان يتمنى زوالها عنه. فان كانت في امور الدنيا فهي مباحة وان كانت في امور الاخرة فهو مما حثنا الشرع على المنافسة فيه. والمسابقة اليه. قال تعالى - 00:24:15ضَ

وقال صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله القرآن فهو يقوم به اناء الليل واناء النهار. ورجل اتاه الله مالا فهو ينفقه اناء الليل واناء النهار - 00:24:36ضَ

حياكم الله ايها الاخوة والاخوات الى تتمة حلقتكم ودرسكم في فرائض الوضوء وكنا قد ذكرنا قبل الفاصل ما يتعلق بالفرد الرابع وهو فرض غسل القدمين مع الكعبين وبقي من فروض الوضوء - 00:25:01ضَ

مرضان الفرض الخامس الترتيب الوضوء لا يصح الا مرتبا فان النبي صلى الله عليه وسلم قد توضأ مرات عديدة وكان صلى الله عليه وسلم لا يصلي الا متطهرا ولم ينقل عنه عليه الصلاة والسلام - 00:25:32ضَ

انه توضأ مرة من المرات بغير ترتيب هذا الوضوء حلية اهل الايمان الذي يعرف به النبي صلى الله عليه وسلم امته يوم القيامة صلى الله عليه وسلم اخبر ان امته يأتون يوم القيامة - 00:25:54ضَ

غرا محجرين من اثر الوضوء فهذه العلامة سيما لاهل الايمان خاصة ولاهل الاسلام فمن لم يكن من اهل الصلاة من اهل الوضوء كيف يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:26:12ضَ

وسيم اهل الايمان سيما اهل الايمان انهم يتوضأون ويعرفهم النبي صلى الله عليه وسلم في الغرة والتحجيل والتحجيل يكون في الايدي والاقدام والغرة تكون في الجبهة والوجه النبي صلى الله عليه وسلم يعرفهم بذلك - 00:26:27ضَ

وهل يدل هذا الحديث بخصوص امة محمد صلى الله عليه وسلم بالغرة والتحجيل على ان الوضوء خاص بامة محمد صلى الله عليه وسلم لا فان الوضوء كان معروفا في من كان قبلنا - 00:26:49ضَ

فان سارة اه رضي الله عنها لما اراد الجبار ان يصل اليها وكانت مع ابراهيم عليه الصلاة والسلام توضأت وضوءا ثم ثم دعت الله عليه وصرف الله شره عنها وكذا جريج في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح - 00:27:06ضَ

الثلاث الذين تكلموا وذكر منهم جريجا وفي تمام القصة ان جريجا توضأ ثم وضع يده على الصبي وقال من ابوك يا غلام؟ قال ابي الراعي فالوضوء كان معلوما لكن امة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:27:27ضَ

قصت بان الوضوء يكون مزية لها وسيمة لهم الغرة والتحزيل فضلا من الله ونعمة وكرامة لهذه الامة هذا الوضوء الذي هو سيما لهم لم ينقل عن نبيهم عليه الصلاة والسلام - 00:27:46ضَ

انه توضأ مرة من المرات بغير ترتيب والعلماء رحمهم الله استنبطوا هذا الفرض من الاية لذلك نحن ذكرنا لكم ان اية الوضوء دلت على خمسة فروض الفرض الخامس استنبط من الاية - 00:28:03ضَ

كيف ذلك هل ذكر الله عز وجل في كتابه لا تتوضأ الا مرتبا لم تأتي اية توجب الترتيب بنصه انما استنبط العلماء رحمهم الله وجوب الترتيب من سياق الاية وانظروا ايها الاخوة والاخوات وتأملوا هذا المعنى وانظروا الى دقة استنباط العلماء رحمهم الله - 00:28:22ضَ

العلماء استنبط العلماء رحمهم الله وجوب الترتيب وفرض الترتيب من هذه الاية قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين - 00:28:47ضَ

اين الدلالة على الترتيب العلماء رحمهم الله قالوا ان العرب جرت عادتهم الا تقطع النظير عن نظيره الا لفائدة والقرآن كما تعلمون نزل بلغة العرب فالاصل في غير القرآن ان يقال - 00:29:08ضَ

اغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وارجوا لكم وامسحوا برؤوسكم ويذكر المغسولات ثم يذكر الممسوح لكن الله تعالى ذكر المغسولات وادخل بينها ممسوحا ثم عاد بذكر المغسول وهو القدم وقال سبحانه وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين - 00:29:29ضَ

من هذه الدلالة وهذا السياق استدل العلماء على وجوب الوضوء على وجوب الترتيب في الوضوء فقالوا ان العرب لا تقطع النظير عن نظيره الا لفائدة ولا نعلم فائدة هنا من قطع النظير المغسول - 00:29:56ضَ

عن نظيره المغسول وادخال الممسوح بين هذه المغسولات الا فائدة الترتيب لو لم يكن الترتيب واجبا لما ذكر الله تعالى مسح الرأس قبل غسل القدم ولذكر المغسولات ثم عقب ذلك بذكر الممسوح - 00:30:15ضَ

لكنه سبحانه وتعالى قطع النظير عن نظيره والمغسول عن المغسول وادخل بينهما ممسوحا استنبط العلماء من ذلك ان الترتيب واجب لان العرب لا تقطع لا تقطع النظير عن نظيره الا لفائدة - 00:30:37ضَ

وهذه الفائدة هي الترتيب هذه خمسة فروض تؤخذ من الاية وفرض سادس يؤخذ من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو الموالاة ونعني بالموالاة الا يؤخر غسل عضو حتى ينشف الذي قبله - 00:30:57ضَ

فاذا غسل عضوا ينبغي ان يوالي بغسل العضو الذي يليه اما لو ان امرأ مثلا غسل يده ثم بعد غسل اليد ذهب الى الغداء وتغدى ثم عاد بعد غدائه ليكمل مسح الرأس - 00:31:17ضَ

هذا قطعا نشفت اعضاء نشفة اليد ولا يمكنه ان يبني الوضوء على ما سبق وضابط الموالاة الا يؤخر العضو حتى ينشف العضو الذي ينشف العضو الذي قبله والعبرة بهذا الحال - 00:31:35ضَ

في الجو المعتدل لا عبرة بالرطوبة الشديدة كما يكون في مواسم الحر من رطوبة شديدة او ما يكون من سموم شديد ايضا يسرع الحال الى العضو فينشف لذلك نظر بعض العلماء - 00:31:55ضَ

الى ضابط اخر وقالوا يرجع في معرفة الموالاة الى العرف وطالما ان الوضوء يبنى بعضه على بعض فهذه موالاة واذا تأخر المرء في غسل العضو الثاني العضو الاول تأخرا لا يوصف معه بالمتابعة - 00:32:13ضَ

عرفا ولا يعتبر متوضئا في العرف فان هذا الفاصل الطويل يقطع الموالاة وقالوا المرجع الى العرف. ان طال الفاصل انقطعت الموالاة وان قصر الفاصل لم تنقطع الموالاة هذا رجل جاءه اتصال وهو يتوضأ - 00:32:34ضَ

فرد على الهاتف وقال للمتصل عليه احدثك ان شاء الله بعد فراغ من الوضوء هذا الفاصل لا يقطع الموالاة رجل توضأ ثم انقطع الماء من هذا الصنبور فذهب الى مغسلة اخرى - 00:32:53ضَ

في نفس الدار تبعد بضعة ثوان او الى نصف دقيقة فان هذا القدر لا يقطع الموالاة يتوضأ من المكان الاخر ولا تنقطع الموالاة اما اذا طال الفاصل ذهب الى غداء او الى وليمة ثم اراد ان يكمل فان هذا يقطع الموالاة - 00:33:11ضَ

وضابط الموالاة التي تجب ان تكون هذه الموالاة كما اسلفنا بحيث لا ينقطع الفاصل ويطول عرفا. دليل ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا قد صلى وفي قدمه - 00:33:34ضَ

القدر ظفر لم يصبه الماء وامره صلى الله عليه وسلم ان يعيد الوضوء دلالة هذا الحديث على وجوب الموالاة الموالاة لو لم تكن واجبة لامره النبي صلى الله عليه وسلم ان يغسل قدمه ويتم ما بعدها ثم يعود الى الصلاة - 00:33:53ضَ

لكنه صلى الله عليه وسلم امره ان يعود الى الوضوء من اصله واوله فدل ذلك على وجوب الموالاة اذا كان المرء الاعضاء وجب عليه ان يغسلها كاملة لو قدر على امرئ - 00:34:14ضَ

ان بترت قدمه او جعله عضو صناعي بيده فهل هذا العضو وهذه التتمة لليد تغسل قال علماء رحمهم الله الواجب غسل الايدي التي خلقها الله والاقدام التي خلقها الله واما ما ركب من الاعضاء الصناعية فانها لا تغسل - 00:34:32ضَ

فان بقي شيء من محل الفرض وجب غسله اذا بترت القدم مثلا من اسفلها فيغسل البقية الى الكعبين وان بترت القدم الى ما فوق الكعبين لا يغسل شيء من هذا الموضع - 00:34:58ضَ

بهذا يكون المرء قد حقق فروض الوضوء واتمها وتمت هذه الفروض اما الاسنان التي يركبها المرء اسنانا صناعية فانها لا تنزع لان النبي صلى الله عليه وسلم اذن لعرفجة ان يجعل انفا من ذهب ولم يأمره بغسل ما كان تحته - 00:35:13ضَ

علمنا من ذلك ان فروض الوضوء هي فروض ستة يجب المحافظة عليها نسأل الله عز وجل ان يعيننا واياكم على اتقان هذه العبادة وعلى ادائها كما امر الله فانها شطر الايمان. اللهم اعنا - 00:35:36ضَ

على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وصلى الله وبارك على نبينا محمد. والحمد لله رب العالمين. تلك العنود في صرح علم الراسخ الاركاني بشرى لنا بشرى لنا - 00:35:54ضَ