Transcription
وسبحان الله بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. اما بعد فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله عز وجل ايها الاخوة لقد خلق الله عز وجل الانسان ضعيفا. ضعيفا في تصوره وضعيفا في علمه - 00:00:00ضَ
وضعيفا في قدرته وضعيفا في قوته. فجاءت هذه الشريعة العظيمة لتربط المؤمن بما يسد هذه الثغرات من جهات شتى اعظمها تربية القلب على التوكل على الله عز وجل والتبرأ من الحول والقوة. ومشاورة ذوي العقول في الامر الذي يريد ان يقدم عليه. ومن هنا - 00:00:37ضَ
جاءت مشروعية الاستخارة لمن اراد ان يقدم على امر من الامور وهي مما حث عليه النبي عليه الصلاة والسلام امته كما في حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما كان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:01:07ضَ
يعلمنا الاستخارة في الامور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن. يقول اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك قدرتك فانك واسألك من فضلك العظيم. فانك تقدر ولا اقدر. وتعلم ولا اعلم وانت - 00:01:27ضَ
علام الغيوب. اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر ويسمي حاجته. اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال عاجل امري واجله. فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه. وان كنت تعلم ان هذا - 00:01:57ضَ
الامر شر لي في عاجل امري واجله. فاصرفه عني واصرفني عنه. واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني رواه البخاري. ايها الاحبة ان بعض الناس يقع عنده تقصير في هذا الباب. اعني - 00:02:21ضَ
باب الاستخارة وهو باب عظيم من ابواب العلم والعمل. التي ارشد اليها النبي عليه الصلاة والسلام لذا فان من النصح ان نتواصى جميعا بفقه معنى هذا الحديث النبوي الشريف في جملة من - 00:02:41ضَ
منها اولا ان يشكر العبد ربه عز وجل على نعمة التوحيد. فبدلا من سلوك طرق طوق اهل الجاهلية في الاستقسام بالازلام. التي تربي على التشاؤم. والتعلق بغير الله بل والتعلق بالخرافات ابدلنا الله عز وجل بهذا الدعاء العظيم. الذي دلنا عليه الهادي للحق - 00:03:01ضَ
صلى الله عليه وسلم الذي يعلقنا يعلقنا بربنا الذي بيده حوائج الخلق ونواصيه العباد كلها بيده. ومن الوقفات مع هذا الحديث. ان جابر رضي الله عنه اخبرنا ان النبي صلى الله - 00:03:31ضَ
عليه وسلم كان يعلمهم الاستخارة في الامور كلها. وهو يعني بهذا الامور التي لم يرد فيها دليل على وجوبها او استحبابها. او دليل على تحريمها وكراهيتها. فان هذه الامور امور منصوصة - 00:03:51ضَ
لكن لو قدر ان الانسان احتار بين امرين مستحبين ايهما يقدم هذا او هذا فانه يستخير في احد هذين الامرين. اما ما نصت عليه الشريعة فلا خيرة للانسان فيه. وقد يقع - 00:04:11ضَ
في المستحب او الواجب استخارة. لكن لا لذاته بل لامر خارج عنه. كمن يريد ان اخيرة في اختيار رفقة الحج او يستخير في الوقت الذي يسافر فيه ايسافر في الصباح ام في اخر النهار - 00:04:31ضَ
ايسافر هذا اليوم ام في ذاك اليوم؟ هذه مجالات للاستخارة. وفي قوله يعلمنا السورة كما كما يعلمنا السورة من القرآن دليل على اهمية العناية بالفاظ هذا الحديث والدعاء النبوي وان يعتني الانسان بظبط لفظه كما يهتم بظبط لفظ السورة من القرآن. لكن من عجز عن لفظه ظبطا - 00:04:51ضَ
فليدعو بما يقاربه. ولا بأس حينئذ ان يقرأ الانسان دعاء الاستخارة من ورقة. لان الدعاء كما هو ات باذن الله تعالى انما يكون بعد قضاء الصلاة اي بعد قضاء الركعتين. وفي قوله عليه الصلاة - 00:05:21ضَ
هو السلام اذا هم احدكم بالامر هذا يدل على ان الانسان لا يستخير في الخاطر العابر. وانما في الامر الذي استقر عليه رأيه او هما قويا في نفسه. اما مجرد الخواطر فلا استخارة - 00:05:41ضَ
فليركع ركعتين من غير الفريضة. وهذا يدل على ان صلاة الاستخارة ركعتي ركعتان مستقلتان لا تدخل معهما نية اخرى. كما انفردت ايضا بهذا الدعاء. وفي قوله صلى الله عليه وسلم - 00:06:01ضَ
ثم ليقل استنبط منه اهل العلم ان دعاء الاستخارة يكون بعد السلام لا قبله بدلالة قوله ثم التي تفيد الترتيب. فليس هو داخلا في الصلاة ولا في السجود. يقول الامام ابن ابي جمرة - 00:06:21ضَ
رحمه الله والحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء في صلاة الاستخارة ان المراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا والاخرة. فيحتاج العبد الى قرع باب الملك. ولا شيء لذلك انجع ولا انجح من الصلاة. لما فيها من تعظيم الله والثناء عليه. والافتقار اليه مآلا وحالا - 00:06:41ضَ
ايها المؤمنون والانسان حينما يقول في هذا الدعاء العظيم اللهم اني استخيرك بعلمك فان انه يعلن عن فانه يعلن استعانته وهو الجاهل بمآلات الامور يعلن استعانته بالله عز عز وجل ويتوسل اليه بعلمه ليدله العليم على ما هو خير له عاجلا واجلا. وكذلك حينما - 00:07:11ضَ
فيقول واستقدرك بقدرتك فان العبد يتوسل بعجزه الى بعجزه يتوسل قدرة الرب عز وجل. فان العبد يطلب من ربه ان يقدره على الفعل ان كان له فيه خير. وتأتي الدرة - 00:07:41ضَ
الثالثة من درر هذا التوسل وهي قول العبد في هذا الدعاء. واسألك من فضلك العظيم. ما اجملها ما اجملها من جملة يعترف فيها العبد بان ما يعطيه الرب عز وجل له انما هو محض فضل منه - 00:08:01ضَ
سبحانه ومحض جود وكرم لا مقابلا لاعماله التي يعملها. ومن الوقفات ايضا ان العبد اذا قال في دعاء الاستخارة ومن الوقفات ايضا ان العبد اذا قال في هذا الدعاء دعاء الاستخارة فان - 00:08:21ضَ
هناك تقدير ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب. فانه يعلل بذلك ويوضح سبب فتلك المقدمات التي دعا دعا بها. ثم يقول بعد هذا اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر - 00:08:41ضَ
الذي سيقدم عليه فيسميه بعينه كأن يقول اللهم ان كنت تعلم ان زواجي من فلانة او تقول المرأة ان زواجي من فلان او ان شراء السيارة الفلانية او ان شراء هذا المنزل او تلك الارض خير لي - 00:09:01ضَ
في عاجل خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري. وهذا دليل بين وبرهان ساطع ايها الاحبة على شمول شريعتكم على شمول شريعتكم العظيمة لامر الدين والدنيا ودليل واضح بين على التوازن - 00:09:21ضَ
العظيم في هذا الدين بين متطلبات الدين والدنيا. لا كما يزعمه المفترون على هذا الدين. انه بامر العبادة فقط وانه محصور في المساجد فحسب. لا والله بل هو دين شامل كامل. لا - 00:09:41ضَ
ان يجهل ذلك الجاهلون او يفتري عليه الافاكون. ثم تأملوا يا عباد الله في قول العبد في هذا الدعاء واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به. وفي رواية ثم رضني به. وكلاهما بمعنى واحد. ففي - 00:10:01ضَ
هذه الجملة تربية للمؤمن بان عليه ان يوطن نفسه على الرضا باختيار ربه. فان الله تعالى لا يقضي لعبده المؤمن قضاء الا كان له خير. كما قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان - 00:10:21ضَ
امره كله له خير. ثم يلحظ هنا ان من الناس من يستخير ثم يلوح له في بادئ الامر ان ما وقع قد يكون شرا لكن العبد عاجز والعبد قليل العلم لكن العبد عاجز والعبد قليل - 00:10:41ضَ
لا يدري كم صرف عنه اللطيف الخبير الذي استخاره وتعلق به كم صرف عنه من شر لا يعلمه وكم دفع عنه من بلية لا تخطر له على بال. لكن الانسان بطبعه خلق ضعيفا - 00:11:01ضَ
عجولا وخلق هلوعا. ومن التنبيهات ايها المؤمنون التي تتعلق بفقه الاستخارة. ان الانسان لا بأس ان يكرر الاستخارة اذا احتاج الى ذلك. كان يكون ما زال في نفسه تردد قوي لم يترجح - 00:11:21ضَ
له احد الرأيين ولكن ثمة خطأ يقع فيه بعض الناس وهو انه ينتظر بعد الاستخارة شيء كأنما هو وحي او الهام يلقى في روعه. يدفعه الى ان يقدم او يمنعه من ان يقدم. لا. هذا - 00:11:41ضَ
وهم وهذا لا اصل له. بل الانسان اذا استخار واندفع عنه التردد. فليمظي الى الامر الذي اختاره وترجح له او لم يلح له مانع من الاقدام عليه. فان الله تعالى الذي استخرته لم يقدمك الا على ما دعوت به - 00:12:01ضَ
ورجوته. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة. ونفعني واياكم بما فيهما من الايات والحكمة. اقول ما تسمعون واستغفر الله والله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه ان ربي رحيم ودود. اما بعد فمن - 00:12:21ضَ
المتعلقة بموضوع الاستخارة انه وردت احاديث في هذا الباب يتداولها بعض الناس وهي ليست صحيحة عن للمعصوم صلى الله عليه وسلم منها ان بعض الناس يظن انه يشرع ان تقرأ سورة الاخلاص وسورة - 00:12:41ضَ
الكافرون كما هو في كما هو الحال في ركعتي الفجر وغيرهما من المواضع. وهذا لم يثبت به دليل عن النبي صلى الله الله عليه وسلم كما ان بعضهم يردد جملة ما خاب من استخار ولا ندم من استشار وينسبه - 00:13:01ضَ
سئل النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ليس بصحيح بل هو كلام لبعض الائمة. وان كان معناه صحيحا لكن هذا لا يبيح نسبته الى الرسول صلى الله عليه وسلم. ومما يردده بعضهم انه صلى الله عليه وسلم كان اذا - 00:13:21ضَ
اذا اراد ان يستخير قال اللهم خر لي واختر لي. وهذا حديث لا يصح عنه صلى الله عليه وسلم. ايها المسلمون وثمة مسألة مهمة تتعلق بفقه الاستخارة وهي ان بعض الناس يلوح له امر عاجل ويكون - 00:13:41ضَ
الامر ورد عليه في وقت من اوقات النهي كبعد صلاة الفجر او بعد صلاة العصر. فهل يصلي ام لا؟ والصحيح ان انه يجوز له ان يصلي اذا لم يكن اذا كان الامر لا يمكن تأخيره الى ما بعد وقت النهي. وان كانت المرأة من - 00:14:01ضَ
الاعذار فلا بأس ان تدعو وان لم تصلي فاتقوا الله ما استطعتم. هذه ايها المؤمنون اشارات مختصرات في هذا الموضوع المهم نسأل الله عز وجل ان يفقهنا في دينه وان يبصرنا فيه وان يجعلنا ممن يعبده على بصيرة - 00:14:21ضَ
اللهم اجعلنا ممن يعبدك على بصيرة. اللهم ارزقنا العلم الذي نخشاك به. اللهم ارزقنا العلم الذي نخشاك به اللهم ارزقنا العلم الذي نخشاك به - 00:14:41ضَ