Transcription
السلام عليكم. اهلا وسهلا بكم في الحلقة الثانية من قراءتنا لقصيدة ما لك بن الريب التي قالها عندما كان يرثي نفسه قبل موته مباشرة في حلقة اليوم سوف يمتدح نفسه لانه خرج راغبا وبارادته في حملات الفتح. رغم الاسباب التي كانت تدعوه لعدم الخروج - 00:00:08ضَ
من رغبة في الامن وتعلق بالوطن ونصائح اهله ومعارفه ورغم التردد الذي شعر به واعترف به قبل ان يخرج ثم سيصف مشهد موته في مكان مقفر ومشهد اصحابه وهم يجهزون له القبر - 00:00:30ضَ
وسحب جثته التي اصبحت لا حول لها ولا قوة لا تنسى ان تشترك معنا على قناة مدرسة الشعر العربي لتتابع شرح العديد من القصائد العربية وغيرها من المواضيع المتعلقة ولا تنسى ايضا ان تسجل اعجابا لهذه الحلقة كي تساهم في انتشار القناة. وهيا بنا نبدأ مباشرة لان ابيات اليوم كثيرة العدد - 00:00:46ضَ
قال مالك بن الريب فلله دري يوم اترك طائعا بني باعلى الرقمتين وماليا لله دري هذه عبارة سنتوقف عندها قليلا هي كلمة يقولها العرب تفيد المدح مع التعجب قدموا في الاصل هو ادرار الحليب من الناقة. وما ينزل من الغيمة من ماء - 00:01:13ضَ
ودر الدمع او اللبن اي انساب وكل شيء عظيم يريد العرب التعجب منه ينسبونه الى الله تعالى ويضيفونه اليه لان الله هو منشأ العجائب. نحو قولهم لله انت ولله ابوك ولله ضرك. فمعنى لله دره اي ما اعجب فعله - 00:01:37ضَ
وفي تاج العروس قال اهل اللغة في قولهم لله ضره الاصل فيه ان الرجل اذا كثر خيره وعطاؤه وانالته للناس قيل لله دره. اي عطاؤه وما يؤخذ منه فشبهوا عطاءه بدر الناقة. ثم كثر استعمالهم حتى صاروا يقولون هذه الكلمة لكل متعجب منه - 00:01:59ضَ
الرحمتين وسط موضع. والرقمة هي العلامة يحدد بها المكان. من جبل او نحو ذلك وذكرت الكلمة ايضا في الشعر القديم في معلقة زهير. عندما قال ديار لها بالرقمتين كانها مراجع وشم في - 00:02:22ضَ
واشري معصمي لا يهمنا تحديد المكان بدقة. بل يهمنا معرفة انه اسم مكان في بلاده معنى البيت انه مدح نفسه حين ترك ابناءه وامواله وحياته في ذلك المكان ننوه بشجاعته وانه يفعل ذلك طائعا وبارادته - 00:02:40ضَ
وهذا ما يعجب في الامر. فلو خرج مجبرا لما كان هناك ما يمدح عليه ثم يكمل ودر الظباء السائحات عشية يخبرن اني هالك من ورائي الظباء هي الغزلان العربية الرشيقة. ويستعار بها للتعبير عن الفتيات الجميلات - 00:03:00ضَ
ربما يقصد نسوة من اهل بيته السائحات اي المهاجرات التي تتحرك معنى البيت انه يمتدح ايضا نساء اهله وقبيلته. وقد شبههن بالظباء الجميلة. لانه يذكر كل اهله بالخير وبافضل صورة ممكنة - 00:03:22ضَ
يتذكر عندما كانت النسوة تحذره انه سيهلك الذين تركهم من ورائه من اهل بيته. وسيتركهم بلا رعاية اذا خرج وربما يقصد الذباء وهي الحيوانات بالمعنى الحرفي كمظهر من مظاهر بلاده. لكنني اعتقد انه يقصد بهذه الكلمة النسوة لان هذا - 00:03:41ضَ
اوقع في المعنى ويتسق مع الابيات التي تأتي قبله وبعده ثم يتابع ودر كبيري اللذين كلاهما علي شفيق ناصح لو نهاني كبيري يقصد ابواه شفيق شفق عليه اي حن له وعطف ورق لحاله - 00:04:01ضَ
ثم يمتدح ابويه عندما نصحاه الا يذهب. وكانت نصيحتهما نصيحة صادق مشفق عندما نهاياه ان يذهب الى هذه الحملة قد تشعر ببعض الحيرة عندما تراه يمتدح نفسه وهو يده بارادته ثم يمتدح من ينهاه عن الذهاب - 00:04:24ضَ
كما قلت في الحلقة الاولى في هذه اللحظة يصف الحالة النفسية التي سيطرت عليه عند لحظة موته فهو يشتاق لاهله وهم يحثونه على البقاء لانه يشعر بحنين بالغ اليهم في لحظات موته - 00:04:42ضَ
ثم يكمل ودر الرجال الشاهدين تفتك بامري الا يقصروا من ورائي التفتك هو الشجاعة والاقدام يخسروا ان يتهاونوا. واخسر عن الشيء اي كف وانتهى عنه وهو يقدر على فعله ويمتدح رجاله الذين شهدوا تفتكه باعدائه في الحروب ويشهدون على شجاعته. والذين كانوا تحت امرته يطلب منهم الا يقصروا - 00:05:00ضَ
والا يتكاسلوا من خلفه ها هو يذكر حروبه بفخر ولا يتهرب منها. لكنه عندما يذكر اهله فان الاشتياق يسيطر عليه ودر الهوى من حيث يدعو صحابتي ودر لجاجتي ودر انتهائي - 00:05:29ضَ
اللجاجة هي الاضطراب والتردد. وايضا الالحاح والعناد يمدح نفسه عندما كان الهوى يدعوه للبقاء مع اصحابه وعدم الذهاب للحرب. ثم تفكيره في الامر وتردده للحظات والاضطراب الذي حدث له ثم انتهاؤه وحسمه للامر وقراره بالذهاب في هذه الحملة - 00:05:48ضَ
انا اعتقد ان هذا البيت جميل جدا لانه يظهر الصفات البشرية والصراع الداخلي الذي حدث في نفس ما لك ابن الريب فهو انسان من لحم ودم. ويرغب فيما يرغب فيه الناس من اللهو والامان - 00:06:10ضَ
بهذا يصف هذا الصراع الذي دار داخله قبل ان يحسم قراره فلو قال انه ذهب مباشرة ولم يتردد للحظة ولم يتأثر لكان نوعا من المبالغة او عدم المصداقية لكن وصفه لتردده هو الذي اعطى الجمال للبيت وهو ما يميز هذه القصيدة بوجه عام - 00:06:25ضَ
ثم يقول تذكرت من يبكي علي فلم اجد سوى السيف والرمح الرديني باكيا الرمح الرديني الرديني هي تسمية للرماح تعود الى ردينة. وهو اسم امرأة كانت مشهورة بصناعتها. واصبح اسمها - 00:06:46ضَ
بالرماح الان فهمنا لما ظل يثقل اهل وابويه ورفاقه والنساء لانه وحيد في هذه الارض في وقت موته. ولا يجد من يخفف عنه لحظات الاحتضار الا رفاقه. وهم سلاحه وحصانه - 00:07:05ضَ
فسوف يموت ولن تقوم له جنازة ولن يبكي عليه احد واشقر محبوكا يجر عنانه الى الماء لم يترك له الموت ساقيا الاشقر اللون الاشقر هو لون مصفر. وهذا وسط حصانه - 00:07:23ضَ
فرس محبوك اي قوي شديد كالنسيج المحبوك المتقن العنان هو سير اللجام الذي يجر منه الحصان ولم يبق معه ايضا الا حصانه الاشقر رفيقه في المعارك سيترك الحصان الان ولن يقوم على رعايته بعد ذلك. وسيترك هذا الحصان لقدره - 00:07:41ضَ
ولكن باكناف السمينة نسوة عزيز عليهن العشية مابيا الاكناف هي الجوانب. اكناف مدينة كذا يعني حدودها وضواحيها الخارجية سمينة اسم موضع عزيز عليهن اي ان الامر شديد على قلوبهن. ويعز علي كذا ان يشتد الامر على نفسي - 00:08:05ضَ
لكن اذا كان وحيدا هنا ولم يبكي عليه احد فهناك نسوة في موضع السمينة يشتد عليهن امر موته وسوف يقمن له العزاء وسوف تبكين من اجله كثيرا. وهذا ما يعزيه قليلا ويخفف عنه وطأة الامر - 00:08:31ضَ
صريع على ايدي الرجال بقفرة يسوون لحدي حيث حمى قضائيا صريع اي ملقى على الارض. ومنه لعبة المصارعة وهي التي يفوز فيها من يلقي الاخر على الارض القفرة هي الارض الخلاء حيث لا ماء ولا بشر - 00:08:48ضَ
واللحد هو فتحة القبر. ولحد فلانا اي دفنه. ولحد القبر اي حفره وصنع فيه شقا حمى الامر اي قضي وحان وقته يصف حاله بانه ملقى على ايدي رفاقه الذين وضعوه على الارض. فيما هم يجهزون حفرة قبره في ارض خلاء مؤثرة - 00:09:09ضَ
وفي هذه الارض حان وقته وقدره. ومن المرجح ان رفاقه سيذهبون بعد دفنه وسيعودون الى بلادهم في نهاية الامر وسيبقى هو في قبر مجهول ولن يعرف احد مكانه ولن يزوره احد - 00:09:30ضَ
ولما تراءت عند مرو المنية وخل بها جسمي وحان وفاتي قراءة يتراءى الامر يعني يظهر من بعيد. او ان يصبح الامر واضحا في ذهنه مارو هي مدينة تاريخية من اكبر مدن خراسان القديمة - 00:09:46ضَ
تقع حاليا في دولة تركمانستان كانت مدينة كبيرة جدا مثل القاهرة في مصر او بغداد بالنسبة للعراق. وكانت مركزا علميا رئيسيا في شرق العالم الاسلامي ويقال انها في وقت من الاوقات كانت اكبر مدينة في العالم. لكنها ابيدت على ايدي التتار ولم تعمر بعد ذلك - 00:10:05ضَ
وتوجد حاليا مدينة اخرى باسم مرو لكنها ليست مارو التاريخية الكبيرة منية المنية هي الموت. وخلة اي ترك اذا يحدد ان مكان وفاته ودفنه كان حول مدينة مارو التاريخية اي ان ما لك بن الريب مدفون في بقعة مجهولة في دولة تركمانستان الحالية - 00:10:28ضَ
اقول لاصحابي ارفعوني فانه يقر بعيني ان سهيل بدا لي يقر بعيني تقر عين الانسان اي انه يرضى. واقر الله عينك دعاء للانسان بالخير. واصلها من استقرار حركة عين وهي تدل على الطمأنينة والسكون. اما كثرة الحركة والفزع في العين فيدل على القلق او الخوف - 00:10:54ضَ
سهيل هو نجم معروف في السماء يظهر بعد انقضاء موسم القيظ وفي اول موسم الامطار لهذا يتفائل به العرب كثيرا ويستبشرون عند رؤيته في السماء. لانهم يعلمون ان السماء ستمطر وسيرزقون. وما زال اسم سهيل - 00:11:20ضَ
فظن بي في الاغاني الشعبية كعلامة للخير في هذه المنطقة قبل ان يموت رأى نجم سهيل في السماء. فطلب من اصحابه ان يرفعوه لينظر اليه واستبشر خيرا عندما رآه لان سهيل يرتبط عند العرب دائما بالخير - 00:11:37ضَ
فيا صاحبي رحل دنا الموت فانزلا برابية اني مقيم ليالي الرابع هي قطعة الارض المرتفعة يطلب الرفاقي ان يتوقفوا عند اي تلة قريبة ليجهزوا له القبر لانه احس بالموت وعدم قدرته على السير اكثر من ذلك - 00:11:57ضَ
الدفن عادة يكون في مكان مرتفع قليلا اذا امكن كي لا يتراكم الماء فوق المقابر فتفسد. ولكي يسوى تمييز المكان لاحظوا انه توجه لاصحابه بالنداء على الصيغة العربية المعتادة رغم انه في البيت السادس مباشرة قال اقول لاصحابي ارفعوني - 00:12:19ضَ
اذا فهم في الحقيقة اكثر من اثنين. لكن العرب يجعلون النداء بصيغة المثنى. فعندما يناديهم سيكلمهم كانهم مثنى وقد مر علينا هذا في امثلة كثيرة قبل ذلك وهذا مثال جديد - 00:12:40ضَ
اقيم علي اليوم او بعض ليلة ولا تعجلاني قد تبين شانيا شامية هي كلمة شأن اي امري. وقد خففت الهمزة للضرورة الشعرية. وهذا جائز في الشعر الفاظ البيت واضحة. والمعنى انه يطلب منهم ان يقيموا حوله الى ان تزهق روحه. وان لا يفارقوه. وقد يمضون يوما او اقل - 00:12:57ضَ
قل من يوم الى ان يموت ويطلب منهم الا يستعجلوا في السير والذهاب لانه من الواضح ان قصته قد انتهت وانها مسألة وقت وقوما اذا ما استل روحي فهيأ لي السدر والاكفان عند ثنائي - 00:13:24ضَ
استل استلت اي سحبت واستل سيفه اي سحبه واخرجه من جرابه السدر هو الشجر المعروف الان بالنبق. وهي شجرة كبيرة خضراء لها فاكهة صغيرة الاكفان الكفن معروف. وهذا امر اخر يدل انه لم يمت في ميدان المعركة. لان الشهيد يدفن بما عليه ولا يكفن ولا يغسل - 00:13:43ضَ
لتكون هيئته شاهدة له يوم القيامة يطلب منهم تجهيز ورق الشجر لكي يغطوا به قبره ويجهزوا الاكفان وغير ذلك فهو يريد جنازة لائقة ولا يحب ان يلقى به في قارعة الطريق - 00:14:08ضَ
ويريد من يؤنسه في لحظاته الاخيرة الصعبة وخطة باطراف الاسنة مضجعي ورد على عيني فضل ردائي الاسنة هي اطراف الرماح مضجع اسمه مكان. موضع الاضجاع اي الرقود. ويقصد القبر والفضل هي الزيادة - 00:14:24ضَ
الرداء قلنا انه الثوب الخارجي او العباءة يكمل الوصف فهو يريدهم ان يحددوا القبر جيدا بخطوط يحفرونها على الرمل برماحهم ثم يطلب منهم ان يغطوا وجهه بعد موته بزيادات ثوبه - 00:14:49ضَ
نلاحظ انه لا يريد ان يلقى به في اي حفرة عشوائية. بل يريد قبرا واضحا يشعره بقيمته. وان تتم عليه مراسم دفنة كاملة حتى وان كان سيدفن في مكان لن يزوره احد فيه - 00:15:07ضَ
ولا تحسداني بارك الله فيكما من الارض ذات العرض ان توسع لي المعنى واضح يطلب منهما ان يوسعا تخطيط القبر. والا يحسداه على الامر الوحيد الذي يملكه الارض واسعة وعريضة - 00:15:24ضَ
بهذا فليخطوا له قبرا واسعا على الاقل خذاني فجراني بثوبي اليكما. فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا يصور لنا المشهد بطريقة تجعلنا كأننا معه هذا الفارس الذي كان عصيا صعب الانقياد اصبح جثة هامدة تجر على الارض بلا حول ولا قوة - 00:15:42ضَ
وهذا امر مثير للتأمل. وفي نفس الوقت هو يذكره لانه ينوه بصلابته عندما كان حيا. فلم يكن احد يقدر على ان يأمره او يقوده عندما كان يتمتع بصحته لكن دوام الحال من المحال. ولابد لانسان في النهاية ان يضعف ويموت. وهذا ما حدث له - 00:16:07ضَ
اتوقف هنا لحلقة اليوم وقد قرأنا فيها عددا كبيرا من الابيات لكنها كما تلاحظون سهلة جدا اتمنى ان اكون قد وفقت في نقلها لكم بصورة مبسطة واتمنى ان يساعدكم هذا العمل في فهم وتأمل الحالة النفسية في هذه القصيدة - 00:16:31ضَ
شكرا لكم على متابعة هذه الحلقة لا تنسى ان تضع علامة الاعجاب وان تشترك معنا على قناة مدرسة الشعر العربي واذا اعجبك محتوى القناة يمكنك ان تدعمها لنستمر في انتاج المحتوى المجاني عن طريق زيارة صفحة القناة على موقع باتريون او - 00:16:50ضَ
بالانتساب لها على يوتيوب. ساترك الروابط في وسط الحلقة والان يتبقى فقط ان نعيد ابيات حلقة اليوم كي نتمكن من حفظها قال ما لك بن الريب فلله دري يوم اترك طائعا بني باعلى الرقمتين وماليا - 00:17:09ضَ
ودر الظباء السائحات عشية يخبرنا اني هالك من ورائي ودروا كبيري اللذين كلاهما علي شفيق ناصح لو نهاني وذر الرجال الشاهدين تفتك بامري الا يقصروا من ورائي ودر الهوى من حيث يدعو صحابتي. وضر لجاجتي ودر انتهائي - 00:17:29ضَ
تذكرت من يبكي علي فلم اجد سوى السيف والرمح الرديني باكيا واشقر محبوكا يجر عنانه الى الماء لم يترك له الموت ساقيا ولكن باكناف السمينة نسوة. عزيز عليهن العشية مابيا - 00:17:58ضَ
صريع على ايدي الرجال بقفرة يسوون لحدي حيث حمى قضائيا ولما تراءت عند مرو المنية وخل بها جسمي وحان وفاتي اقول لاصحابي ارفعوني فانه يقر بعيني ام سهيل بدا لي - 00:18:20ضَ
ويا صاحبي رح لي دنا الموت فانزلا برابية اني مقيم ليالي اقيم علي اليوم او بعض ليلة ولا تعجلاني قد تبين شانيا وقوما اذا ما استل روحي فهيئا لي السدر والاكفان عند ثنائي - 00:18:44ضَ
وحط باطراف الاسنة مضجعي. ورد على عيني فضل ردائي ولا تحسداني بارك الله فيكما. من الارض ذات العرض ان توسع لي خذان فجران بثوبي اليكما. فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا - 00:19:07ضَ
شكرا لكم. اراكم قريبا مرة اخرى ان شاء الله. السلام عليكم - 00:19:29ضَ