قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (001) - الفاتحة (1) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى الحمدلله لم يذكر لحمده هنا ظرفا مكانيا ولا زمانيا - 00:00:03ضَ
وذكر في سورة الروم ان من ظروفه المكانية السماوات والارض في قوله وله الحمد في السماوات والارض. الاية وذكر في سورة القصص ان من ظروفه الزمانية الدنيا والاخرة في قوله وهو الله لا اله الا هو له الحمد في الاولى والاخرة. الاية - 00:00:26ضَ
وقال في اول سورة سبأ وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير والالف واللام الحمد لاستغراق جميع المحامد وهو ثناء اثنى به الله تعالى على نفسه وفي ظمنه امر عباده ان يثنوا عليه به - 00:00:48ضَ
وقوله تعالى رب العالمين لم يبين هنا ما العالمون وبين ذلك في موضع اخر بقوله قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والارض وما بينهما الاية قال بعض العلماء اشتقاق العالم من العلامة - 00:01:07ضَ
بان وجود العالم علامة لا شك فيها على وجود خالقه متصفا بصفات الكمال والجلال قال تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب والاية في اللغة العلامة - 00:01:27ضَ
قوله تعالى الرحمن الرحيم هما وصفان لله تعالى واسمان من اسمائه الحسنى مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة والرحمن اشد مبالغة من الرحيم لان الرحمن هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا - 00:01:47ضَ
وللمؤمنين في الاخرة والرحيم ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة. وعلى هذا اكثر العلماء وفي كلام ابن جرير ما يفهم منه حكاية الاتفاق على هذا. وفي تفسير بعض السلف ما يدل عليه كما قاله ابن كثير - 00:02:07ضَ
ويدل له الاثر المروي عن عيسى كما ذكره ابن كثير وغيره انه قال عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام الرحمن رحمن الدنيا والاخرة. والرحيم رحيم الاخرة وقد اشار تعالى الى هذا الذي ذكرنا - 00:02:25ضَ
حيث قال ثم استوى على العرش الرحمن. وقال الرحمن على العرش استوى وذكر الاستواء باسمه الرحمن ليعم جميع خلقه برحمته قاله ابن كثير ومثله قوله تعالى اولم يروا الى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن الا الرحمن - 00:02:43ضَ
اي ومن رحمانيته لطفه بالطير وامساكه اياها صافات وقابضات في جو السماء ومن اظهر الادلة في ذلك قوله تعالى الرحمن علم القرآن الى قوله فباي الاء ربكما تكذبان وقال وكان بالمؤمنين رحيما. فخصهم باسمه الرحيم - 00:03:05ضَ
فان قيل كيف يمكن الجمع بينما قررتم وبينما جاء في الدعاء المأثور من قوله صلى الله عليه وسلم رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما الظاهر في الجواب والله اعلم ان الرحيم خاص بالمؤمنين كما ذكرنا - 00:03:30ضَ
لكنه لا يختص بهم في الاخرة بل يشمل رحمتهم في الدنيا ايضا سيكون معنا رحيمهما رحمته بالمؤمنين فيهما والدليل على انه رحيم بالمؤمنين في الدنيا ايضا ان ذلك هو ظاهر قوله تعالى - 00:03:49ضَ
هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. وكان بالمؤمنين رحيما لان صلاته عليهم وصلاة ملائكته واخراجه اياهم من الظلمات الى النور رحمة بهم في الدنيا وان كانت سبب الرحمة في الاخرة ايضا - 00:04:09ضَ
وكذلك قوله تعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم - 00:04:29ضَ
فانه جاء فيه بالباء المتعلقة بالرحيم الجار للضمير الواقع على النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والانصار وتوبته عليهم رحمة في الدنيا. وان كانت سبب رحمة الاخرة ايضا. والعلم عند الله تعالى - 00:04:45ضَ
وقوله مالك يوم الدين لم يبينه هنا وبينه في قوله وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفسي شيئا. الاية والمراد بالدين بالاية الجزاء - 00:05:05ضَ
ومنه قوله تعالى يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق اي جزاء اعمالهم بالعدل قوله تعالى اياك نعبد اشار في هذه الاية الكريمة الى تحقيق معنى لا اله الا الله لان معناها مركب من امرين نفي واثبات - 00:05:21ضَ
النفي خلع جميع المعبودات غير الله تعالى في جميع انواع العبادات والاثبات افراد رب السماوات والارض وحده بجميع انواع العبادات على الوجه المشروع وقد اشار الى النفي من لا اله الا الله - 00:05:41ضَ
بتقديم المأمول الذي هو اياك وقد تقرر في الاصول في مبحث دليل الخطاب الذي هو مفهوم المخالفة وفي المعاني في مبحث القصر ان تقديم المأمول من صيغ الحصر واشار الى الاثبات منها بقوله نعبد وقد بين معناها المشار اليه هنا مفصلا في ايات اخر - 00:05:59ضَ
كقوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم وصرح بالنفي منها في اخر الاية الكريمة بقوله فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وكقوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت - 00:06:23ضَ
وصرح بالاثبات بقوله ان اعبدوا الله وبالنفي بقوله واجتنبوا الطاغوت وكقوله فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى وصرح بالنفي منها بقوله فمن يكفر بالطاغوت وبالاثبات بقوله ويؤمن بالله - 00:06:43ضَ
وكقوله واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. الا الذي فطرني الاية وكقوله وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون - 00:07:07ضَ
وقوله واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون الى غير ذلك من الايات قوله تعالى واياك نستعين اي لا نطلب العون الا منك وحدك - 00:07:24ضَ
لان الامر كله بيدك وحدك لا يملك احد منه معك مثقال ذرة واتيانه بقوله واياك نستعين بعد قوله اياك نعبد فيه اشارة الى انه لا ينبغي ان يتوكل الا على من يستحق العبادة - 00:07:41ضَ
لان غيره ليس بيده الامر وهذا المعنى المشار اليه هنا جاء مبينا واضحا في ايات اخر كقوله فاعبده وتوكل عليه الاية وقوله فان تولوا وقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت. الاية وقوله - 00:08:01ضَ
رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا وقوله قل هو الرحمن امنا به وعليه توكلنا الى غير ذلك من الايات وقوله تعالى صراط الذين انعمت عليهم لم يبين هنا من هؤلاء الذين انعم عليهم - 00:08:22ضَ
وبين ذلك في موضع اخر بقوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا نكتفي بهذا القدر والى لقاء قادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:43ضَ