قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (024) - البقرة (022) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم مستمعي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم - 00:00:03ضَ

لم يبين هنا ما هذا الفضل الذي لا جناح في ابتغائه في اثناء الحج واشار في ايات اخر الى انه ربح التجارة كقوله واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله - 00:00:25ضَ

لان الضرب في الارض عبارة عن السفر للتجارة. فمعنى الاية يسافرون يطلبون ربح التجارة وقوله تعالى فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله اي بالبيع والتجارة بدليل قوله قبله ودار البيع - 00:00:39ضَ

حيث اذا انقضت صلاة الجمعة فاطلبوا الربح الذي كان محرما عليكم عند النداء لها وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب ان غلبة ارادة المعنى المعين في القرآن تدل على انه المراد - 00:00:59ضَ

لان الحمل على الغالب اولى ولا خلاف بين العلماء في ان المراد بالفضل المذكور في الاية ربح التجارة كما ذكرنا قوله تعالى ثم افيضوا من حيث افاض الناس لم يبين هنا المكان المأمور بالافاضة منه المعبر عنه بلفظة حيث - 00:01:15ضَ

التي هي كلمة تدل على المكان كما تدل حين على الزمان ولكنه بين ذلك بقوله فاذا افظتم من عرفات الاية وسبب نزولها ان قريشا كانوا يقفون يوم عرفة بالمزدلفة ويقولون نحن قبطان بيت الله. ولا ينبغي لنا ان نخرج من الحرم. لان عرفات خارج عن الحرم - 00:01:37ضَ

وعامة الناس يقفون بعرفات فامر الله النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ان يفيضوا من حيث افاض الناس وهو عرفات لا من المزدلفة كفعل قريش وهذا هو مذهب جماهير العلماء - 00:02:02ضَ

وحكى ابن جرير عليه الاجماع وعليه فلفظة ثم للترتيب الذكري. بمعنى عطف جملة على جملة وترتيبها عليها في مطلق الذكر ونظيره قوله تعالى فك رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة او مسكينا ذا متربة ثم كان من الذين امنوا وتواصوا - 00:02:19ضَ

بالصبر وتواصوا بالمرحمة وقول الشاعر ان من ساد ثم ساد ابوه ثم قد ساد قبل ذلك جده وقال بعض العلماء المراد بقوله ثم افيضوا الاية اي من مزدلفة الى منى - 00:02:44ضَ

وعليه فالمراد بالناس ابراهيم قال ابن جرير في هذا القول ولولا اجماع الحجة على خلافه لكان هو الارجح قوله تعالى زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين امنوا لم يبين هنا سخرية هؤلاء الكفار من هؤلاء المؤمنين - 00:03:00ضَ

ولكنه بين في موضع اخر انها الضحك منهم والتغامز وهو قوله تعالى ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون. واذا مروا بهم يتغامزون قوله تعالى والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة لم يبين هنا فوقية هؤلاء المؤمنين على هؤلاء الكفرة. ولكنه بين ذلك في - 00:03:20ضَ

اخرى كقوله فاليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون على الارائك ينظرون. وقوله اهؤلاء الذين اقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون قوله تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم - 00:03:43ضَ

لم يصف هذا الخير هنا بالكثرة وقد وصفه بها في قوله فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا قوله تعالى ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا - 00:04:03ضَ

لم يبين هنا هل استطاعوا ذلك او لا ولكنه بين في موضع اخر انهم لم يستطيعوا. وانهم حصل لهم اليأس من رد المؤمنين عن دينهم وهو قوله تعالى اليوم يأس الذين كفروا من دينكم. الاية - 00:04:20ضَ

وبين في مواضع اخرى انه مظهر دين الاسلام على كل دين. كقوله في براءة والصف والفتح هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله قوله تعالى قل فيهما اثم كبير لم يبين هنا ما هذا ما هذا الاثم الكبير؟ ولكنه بين في اية اخرى انه ايقاع العداوة - 00:04:37ضَ

والبغضاء بينهم. والصد عن ذكر الله وعن الصلاة وهي قوله انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة. فهل انتم منتهون - 00:05:00ضَ

قوله تعالى ولا تنكحوا المشركات الاية ظاهر عمومه شمول الكتابيات ولكنه بين في اية اخرى ان الكتابيات لسن داخلات في هذا التحريم وهي قوله تعالى والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب - 00:05:16ضَ

فان قيل الكتابيات لا يدخلن في اسم المشركات بدليل قوله لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين وقوله ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين وقوله ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين - 00:05:32ضَ

والعطف يقتضي المغايرة الجواب ان اهل الكتاب داخلون في اسم المشركين. كما صرح به تعالى في قوله وقالت اليهود عزير ابن الله. وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل. قاتلهم الله النا يؤفكون - 00:05:48ضَ

اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. لا اله الا هو سبحانه عما يشركون قوله تعالى فاذا تطهرن فاتوهن من حيث امركم الله - 00:06:09ضَ

لم يبين هنا هذا المكان المأمور بالاتيان به بالاتيان منه المعبر عنه بلفظة حيث ولكنه بين ان المراد به الاتيان في القبل في ايتين احداهما هي قوله هنا فاتوا حرثكم - 00:06:27ضَ

لان قوله فاتوا امر بالاتيان بمعنى الجماع وقوله حرثكم يبين ان الاتيان المأمور به انما هو في محل الحرف يعني بذر الولد بالنطفة وذلك هو القبول دون الدبر كما لا يخفى - 00:06:46ضَ

لان الدبر ليس محل بذل للاولاد كما هو ضروري الثانية قوله تعالى فالان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم لان المراد بما كتب الله لكم الولد على قول الجمهور وهو اختيار ابن جرير - 00:07:02ضَ

وقد نقله عن ابن عباس ومجاهد والحكم وعكرمة والحسن البصري والسدي والربيع والضحاك ابن مزاحم ومعلوم ان ابتغاء الولد انما هو بالجماع في القبل. فالقبل اذا هو المأمور بالمباشرة فيه. بمعنى الجماع - 00:07:21ضَ

ويكون معنى الاية الان باشروهن. ولتكن تلك المباشرة في محل ابتغاء الولد الذي هو القبل دون غيره. بدليل قوله وابتغوا ما كتب الله لكم يعني الولد ولا ينبغي لمؤمن بالله واليوم الاخر ان يعرج في هذه النازلة على زلة عالم بعد ان تصح عنه - 00:07:42ضَ

وقد حذرنا من زلة العالم وقد روى وقد روي عن ابن عمر خلاف هذا وتكفير من فعله وهذا هو اللائق به رضي الله عنه وكذلك كذب نافع من اخبر عنه بذلك - 00:08:06ضَ

كما ذكر النسائي وقد تقدم وانكر ذلك مالك واستعظمه وكذب من نسب ذلك اليه نكتفي بهذا القدر والى لقاء قادم ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:24ضَ