قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (031) - البقرة (029) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين - 00:00:03ضَ

ظاهر هذه الاية الكريمة ان المتعة حق لكل مطلقة على مطلقها المتقي سواء اطلقت قبل الدخول ام لا فرض لها صداق ام لا ويدل لهذا العموم قوله تعالى يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها. فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميلا - 00:00:26ضَ

مع قوله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة الاية وقد تقرر في الاصول ان الخطاب الخاص به صلى الله عليه وسلم يعم حكمه جميع الامة الا بدليل على الخصوص - 00:00:54ضَ

كما عقده في مراقص سعود بقوله وما به قد خوطب النبي تعميمه في المذهب السني وهو مذهب الائمة الثلاثة خلافا للشافعي القائل بخصوصه به صلى الله عليه وسلم الا بدليل على العموم - 00:01:10ضَ

كما بيناه في غير هذا الموضع واذا عرفت ذلك فاعلم ان ازواج النبي مفروض لهن ومدخول بهن وقد يفهم من موضع اخر ان المتعة لخصوص المطلقة قبل الدخول وفرض الصداق معا - 00:01:29ضَ

لان المطلقة بعد الدخول تستحق الصداق والمطلقة قبل الدخول وبعد فرض الصداق تستحق نصف الصداق والمطلقة قبلهما لا تستحق شيئا المتعة لها خاصة لجبر كسرها وذلك في قوله تعالى لا جناح عليكم ان طلقتم النساء ما لم تمسوهن او تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن - 00:01:47ضَ

ثم قال وان طلقتموهن من قبل ان تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم فهذه الاية ظاهرة في هذا التفصيل ووجهه ظاهر معقول وقد ذكر تعالى في موضع اخر ما يدل على الامر بالمتعة للمطلقة قبل الدخول - 00:02:14ضَ

وان كان مفروضا لها وذلك في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا - 00:02:36ضَ

بان ظاهر عمومها يشمل المفروض لها الصداقة وغيرها وبكل واحدة من الايات الثلاث اخذ جماعة من العلماء والاحوط الاخذ بالعموم وقد تقرر في الاصول ان النص الدال على الامر مقدم على الدال على الاباحة - 00:02:55ضَ

وعقده في مراقي السعود بقوله وناقل ومثبت والامر بعد النواهي ثم هذا الاخر على اباحة الى اخره فقوله ثم هذا الاخر على اباحة يعني ان النص الدال على امر مقدم على النص الدال على اباحة - 00:03:15ضَ

للاحتياط في الخروج من عهدة الطلب والتحقيق ان قدر المتعة لا تحديد فيه شرعا لقوله تعالى على الموسع قدره وعلى المقتدر قدره فان توافقا على قدر معين فالامر واضح وان اختلف - 00:03:36ضَ

فالحاكم يجتهد في تحقيق المناط فيعين القدر على ضوء قوله تعالى على الموسع قدره وعلى المقتر قدره. الاية هذا هو الظاهر وظاهر قوله ومتعوهن وقوله وللمطلقات متاع يقتضي وجوب المتعة في الجملة - 00:03:56ضَ

خلافا لمالك ومن وافقه في عدم وجوب المتعة اصلا واستدل بعض المالكية على عدم وجوب المتعة بان الله تعالى قال حقا على المحسنين وقال حقا على المتقين قالوا فلو كانت واجبة لك انت حقا على كل احد - 00:04:16ضَ

وبانها لو كانت واجبة تعين فيها القدر الواجب قال مقيده عفا الله عنه هذا الاستدلال على عدم وجوبها لا ينهض فيما يظهر لان قوله على المحسنين وعلى المتقين تأكيد للوجوب - 00:04:38ضَ

وليس لاحد ان يقول لست متقيا مثلا بوجوب التقوى على جميع الناس قال القرطبي في تفسير قوله تعالى متعوهن الاية ما نصه وقوله على المتقين تأكيد لايجابها لان كل واحد يجب عليه ان يتقي الله في الاشراك به - 00:04:58ضَ

ومعاصيه وقد قال تعالى في القرآن هدى للمتقين وقولهم لو كانت واجبة لعين القدر الواجب فيها ظاهر السقوط فنفقة الازواج والاقارب واجبة. ولم يعين فيها القدر اللازم وذلك النوع من تحقيق المناط مجمع عليه في جميع الشرائع - 00:05:22ضَ

كما هو معلوم قوله تعالى الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم المقصود من هذه الاية الكريمة تشجيع المؤمنين على القتال - 00:05:48ضَ

باعلامهم بان الفرار من الموت لا ينجي فاذا علم الانسان ان فراره من الموت او القتل لا ينجيه هانت عليه مبارزة الاقران والتقدم في الميدان وقد اشار تعالى ان هذا هو مراده بالاية - 00:06:05ضَ

حيث اتبعها بقوله وقاتلوا في سبيل الله الاية وصرح بما اشار اليه هنا في قوله قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل واذا لا تمتعون الا قليلا - 00:06:24ضَ

وهذه اعظم اية في التشجيع على القتال لانها تبين ان الفرار من القتل لا ينجي منه ولو فرض نجاته منه فهو ميت عن قريب كما قال قعنب ابن ام صاحب - 00:06:43ضَ

اذا انت لاقيت في نجدة فلا تتهيبك ان تقدم فان المنية من يخشها فسوف تصادفه اينما وان تتخطاك اسبابها فان قصاراك ان تهرم وقال زهير رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطئ يعمر فيهرمي - 00:07:00ضَ

وقال ابو الطيب واذا لم يكن من الموت بد فمن العجز ان تكون جبانا ولقد اجاد من قال في الجبن عار وفي الاقدام مكرمة. والمرء في الجبن لا ينجو من القدر - 00:07:29ضَ

وهذا هو المراد بالايات المذكورة ويؤخذ من هذه الاية عدم جواز الفرار من الطاعون اذا وقع بارض وانت فيها وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الفرار من الطاعون - 00:07:47ضَ

وعن القدوم الى الارض التي هو فيها اذا كنت خارجا عنها تنبيه لم تأتي لفظة الم ترى ونحوها في القرآن مما تقدمه لفظ الم معداة الا بالحرف الذي هو الى - 00:08:06ضَ

وقد ظن بعض العلماء ان ذلك لازم والتحقيق عدم لزومه. وجواز تعديته بنفسه دون حرف الجر كما يشهد له قول امرئ القيس الم تريان كلما جئت طارقا وجدت بها طيبا وان لم تطيبي - 00:08:26ضَ

مستمعي الكريم نكتفي بهذا القدر والى لقاء قادم ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:45ضَ