قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (041) - آل عمران (007) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى من اهل الكتاب امة قائمة. يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون ذكر هنا من صفات هذه الطائفة المؤمنة من اهل الكتاب انها قائمة - 00:00:03ضَ
اي مستقيمة على الحق. وانها تتلو ايات الله اناء الليل وتصلي وتؤمن بالله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وذكر في موضع اخر انها تتلو الكتاب حق تلاوته وتؤمن بالله وهو قوله - 00:00:32ضَ
الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته. اولئك يؤمنون به وذكر في موضع اخر انهم يؤمنون بالله وما انزل الينا وما انزل اليهم وانهم خاشعون لله لا يشترون باياته ثمنا قليلا - 00:00:53ضَ
وهو قوله وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا وذكر في موضع اخر انهم يفرحون بانزال القرآن - 00:01:13ضَ
وهو قوله تعالى الذين اتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك وذكر في موضع اخر انهم يعلمون ان انزال القرآن من الله حق وهو قوله والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق - 00:01:31ضَ
الاية وذكر في موضع اخر انهم اذا تلي عليهم القرآن خروا لاذقانهم سجدا وسبحوا ربهم وبكوا وهو قوله ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا - 00:01:51ضَ
ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا وقال في بكائهم عند سماعه ايضا واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق - 00:02:12ضَ
وذكر في موضع اخر ان هذه الطائفة من اهل الكتاب تؤتى اجرها مرتين وهو قوله ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون الذين اتيناهم الكتاب من قبله قم به يؤمنون واذا يتلى عليهم - 00:02:34ضَ
قالوا امنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا قوله تعالى وتؤمنون بالكتاب كله. الاية يعني وتؤمنون بالكتب كلها كما يدل له قوله تعالى - 00:02:55ضَ
وقل امنت بما انزل الله من كتاب وقوله كل امن بالله وملائكته وكتبه الاية قوله تعالى وجنة عرضها السماوات والارض يعني عرضها كعرض السماوات والارض كما بينه قوله تعالى في سورة الحديد - 00:03:19ضَ
سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض واية ال عمران هذه تبين ان المراد بالسماء في اية الحديد جنسها الصادق بجميع السماوات كما هو ظاهر. والعلم عند الله تعالى - 00:03:42ضَ
قوله تعالى ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله المراد بالقرح الذي مس المسلمين هو ما اصابهم يوم احد من القتل والجرح كما اشار له تعالى في هذه السورة الكريمة في مواضع متعددة - 00:04:04ضَ
كقوله ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه. فقد رأيتموه وانتم تنظرون وقوله ويتخذ منكم شهداء الاية. وقوله حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون. منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. ثم صرف - 00:04:22ضَ
عنهم ليبتليكم. وقوله اذ تصعدون ولا تلوون على احد. والرسول يدعوكم في اخراكم ونحو ذلك من الايات واما المراد بالقرح الذي مس القوم المشركين ويحتمل انه هو ما اصابهم يوم بدر من القتل والاسر - 00:04:44ضَ
وعليه فاليه الاشارة بقوله اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله. ومن يشاقق الله ورسوله. فان الله شديد العقاب - 00:05:05ضَ
ويحتمل ايضا انه هزيمة المشركين اولا يوم احد كما سيأتي قريبا ان شاء الله تعالى وقد اشار الى القرحين معا بقوله اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها المراد بمصيبة المسلمين القرح الذي مسهم يوم احد. والمراد بمصيبة الكفار - 00:05:28ضَ
بمثليها قيل القرح الذي مسهم يوم بدر. لان المسلمين يوم احد قتل منهم سبعون والكفار يوم بدر قتل منهم سبعون واسر سبعون وهذا قول الجمهور وذكر بعض العلماء ان المصيبة التي اصابت المشركين هي ما اصابهم يوم احد من قتل وهزيمة - 00:05:52ضَ
حيث قتل حملة حملة اللواء من بني عبد الدار وانهزم المشركون في اول الامر هزيمة من كرة وبقي لوائهم ساقطا حتى رفعته عمرة بنت علقمة الحارثية. وفي ذلك يقول حسان - 00:06:14ضَ
فلولا لواء الحارثية اصبحوا يباعون في الاسواق بيع الجلائد وعلى هذا الوجه فالقرح الذي اصاب القوم المشركين يشير اليه قوله تعالى ولقد صدقكم الله وعده. اذ تحسونهم باذنه. الاية ومعنى تحسونهم تقتلونهم وتستأصلونهم. واصله من الحس الذي هو الادراك بالحاسة. فمعنى حثه - 00:06:30ضَ
اذهب حسه بالقتل ومنه قول جرير تحسهم السيوف كما تسامى حريق النار في عجم الحصيد وقول الاخر بالسيف حسا فاصبحت بقيتهم قد شردوا وتبددوا وقول رؤبة اذا شكونا سنة حسوسة - 00:06:59ضَ
تأكل بعد الاخضر اليابسة يعني بالسنة الحسوس السنة المجدبة التي تأكل كل شيء وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب ان الاية قد يكون فيها احتمالان وكل منهما يشهد له قرآن وكلاهما حق - 00:07:23ضَ
فنذكرهما معا وما يشهد لكل واحد منهما قال بعض العلماء وقرينة السياق تدل على ان القرح الذي اصاب المشركين ما وقع بهم يوم احد لان الكلام في وقعة احد ولكن التثنية في قوله مثليها - 00:07:44ضَ
تدل على ان القرح الذي اصاب المشركين ما وقع بهم يوم بدر لانه لم ينقل احد ان الكفار يوم احد اصيبوا بمثلي ما اصيب به المسلمون ولا حجة في قوله - 00:08:04ضَ
يحسونهم لان ذلك الحث والاستئصال بخصوص الذين قتلوا من المشركين وهم اقل ممن قتل من المسلمين يوم احد. كما هو معلوم فان قيل ما وجه الجمع بين الافراد في قوله قرح مثله - 00:08:22ضَ
وبين التدنية في قوله قد اصبتم مثليها الجواب والله تعالى اعلم ان المراد بالتثنية قتل سبعين واسر سبعين يوم بدر في مقابلة سبعين يوم احد كما عليه جمهور العلماء والمراد بافراد المثل - 00:08:41ضَ
تشبيه القرح بالقرح في مطلق النكاية والالم والقراءتان السبعيتان في قوله ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح بفتح القاف وضمها في الحرفين معناهما واحد فهما لغتان. كالضعف والضعف وقال البراء - 00:09:01ضَ
القرح بالفتح الجرح وبالضم المه انتهى ومن اطلاق العرب القرح على الجرح قول متمم بن نويرة التميمي صعيدتي الا تسمعيني ملامة ولا تنكئي قرح الفؤاد فيجعا ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا - 00:09:24ضَ
والى اللقاء القادم ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:50ضَ