قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (053) - النساء (008) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نستكمل الحديث حول قوله تعالى فان تنازعتم في شيء - 00:00:03ضَ
اذ قال المؤلف رحمه الله تنبيه استدلال منكر القياس بهذه الاية الكريمة قوله تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله. الاية على بطلان القياس قالوا لانه تعالى اوجب الرد الى خصوص الكتاب والسنة دون القياس - 00:00:25ضَ
واجاب الجمهور بانه لا دليل في الاية بان الحاق غير المنصوص بالمنصوص لوجود معنى النص فيه لا يخرج عن الرد الى الكتاب والسنة بل قال بعضهم الاية متظمنة لجميع الادلة الشرعية - 00:00:47ضَ
المراد باطاعة الله العمل بالكتاب. وباطاعة الرسول العمل بالسنة. وبالرد اليهما القياس لان رد المختلف فيه غير المعلوم من النص الى المنصوص عليه انما يكون بالتمثيل والبناء عليه وليس القياس شيئا وراء ذلك - 00:01:05ضَ
وقد علم من قوله تعالى فان تنازعتم انه عند عدم التنازع يعمل بالمتفق عليه وهو الاجماع قاله الالوسي في تفسيره قوله تعالى واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول - 00:01:27ضَ
رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ذكر في هذه الاية الكريمة ان المنافقين اذا دعوا الى ما انزل الله والى الرسول صلى الله عليه وسلم يصدون عن ذلك صدودا. اي يعرضون اعراضا - 00:01:44ضَ
وذكر في موضع اخر انهم اذا دعوا اليه صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم لوو رؤوسهم وصدوا واستكبروا وهو قوله واذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لوووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون - 00:02:00ضَ
قوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما اقسم تعالى في هذه الاية الكريمة بنفسه الكريمة المقدسة انه لا يؤمن احد - 00:02:21ضَ
حتى يحكم رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع الامور ثم ينقاد لما حكم به ظاهرا وباطنا ويسلمه تسليما كليا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة وبين في اية اخرى ان قول المؤمنين محصور في هذا التسليم الكلي والانقياد التام ظاهرا وباطنا لما حكم به صلى الله - 00:02:40ضَ
الله عليه وسلم وهي قوله تعالى انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا الاية قوله تعالى فان اصابتكم مصيبة قال قد انعم الله علي اذ لم اكن معهم شهيدا - 00:03:06ضَ
ذكر في هذه الاية الكريمة ان المنافقين اذا سمعوا بان المسلمين اصابتهم مصيبة اي من قتل الاعداء لهم او جراح اصابتهم او نحو ذلك يقولون ان عدم حضورهم معهم من نعم الله عليهم - 00:03:27ضَ
وذكر في مواضع اخر انهم يفرحون بالسوء الذي اصاب المسلمين لقوله تعالى وان تصبكم سيئة يفرحوا بها وقوله وان تصبكم سيئة يقول قد اخذنا امرنا من قبل ويتولى وهم فرحون - 00:03:43ضَ
قوله تعالى ولئن اصابكم فضل من الله ليقولنك ان لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فافوز فوزا عظيما ذكر في هذه الاية الكريمة ان المنافقين اذا سمعوا ان المسلمين اصابهم فظل من الله اي نصر وظفر وغنيمة - 00:04:00ضَ
تمنوا ان يكونوا معهم ليفوزوا بسهامهم من الغنيمة وذكر في مواضع اخر ان ذلك الفضل الذي يصيب المؤمنين يسوؤهم لشدة عداوتهم الباطنة لهم. كقوله تعالى ان تمسسكم حسنة تسؤهم وقوله ان تصبك حسنة تسؤهم - 00:04:20ضَ
قوله تعالى ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل او يغلب الاية ذكر في هذه الاية الكريمة انه سوف يؤتي المجاهد في سبيله اجرا عظيما سواء اقتل في سبيل الله ام غلب عدوه وظفر به - 00:04:41ضَ
وبين في موضع اخر ان كلتا الحالتين حسنى وهو قوله قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين والحسنى صيغة تفضيل لانها تأنيث الاحسن قوله تعالى وحرض المؤمنين لم يصرح هنا بالذي يحرض عليه المؤمنين ما هو - 00:04:59ضَ
وصرح بموضع اخر بانه القتال وهو قوله وحرض المؤمنين على القتال واشار الى ذلك هنا بقوله في اول الاية وقاتل في سبيل الله وقوله في اخرها عسى الله ان يكف بأس الذين كفروا الاية - 00:05:18ضَ
قوله تعالى اتريدون ان تهدوا من اضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا انكر تعالى في هذه الاية الكريمة على من اراد ان يهدي من اضله الله وصرح فيها بان من اضله الله لا يوجد سبيل الى هداه - 00:05:37ضَ
واوضح هذا المعنى في ايات كثيرة كقوله ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم - 00:05:58ضَ
وقوله ومن يضلل الله فلا هادي له ويؤخذ من هذه الايات ان العبد ينبغي له كثرة التضرع والابتهال الى الله تعالى ان يهديه ولا يضله فان من هداه الله لا يضل - 00:06:17ضَ
ومن اضله لا هادي له ولذا ذكر عن الراسخين في العلم انهم يقولون ربنا لا تزغ قلوبنا الاية قوله تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم - 00:06:36ضَ
تقبل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما لم يتعرض لتفضيل بعض المجاهدين على بعض ولكنه بين ذلك في موضع اخر - 00:06:58ضَ
وهو قوله لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى وقوله في هذه الاية الكريمة غير اولي الضرر - 00:07:21ضَ
يفهم من مفهوم مخالفته ان من خلفه العذر اذا كانت نيته صالحة يحصل ثواب المجاهد وهذا المفهوم صرح به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث انس الثابت في الصحيح - 00:07:39ضَ
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان بالمدينة اقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم من واد الا وهم معكم فيه قالوا وهم بالمدينة يا رسول الله؟ قال نعم - 00:07:56ضَ
حبسهم العذر وفي هذا المعنى قال الشاعر يا ضاعنين الى البيت العتيق لقد سرتم جسوما وسرنا نحن ارواحا انا اقمنا على عذر وعن قدر ومن اقام على عذر فقد راح - 00:08:11ضَ
قال المؤلف رحمه الله تنبيه يؤخذ من قوله في هذه الاية الكريمة وكلا وعد الله الحسنى ان الجهاد فرض كفاية. لا فرض عين لان القاعدين لو كانوا تاركين فرضا لما ناسب ذلك وعده لهم الصادق بالحسنى - 00:08:29ضَ
وهي الجنة والثواب الجزيل ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر والى لقاء قادم ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:47ضَ