قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (057) - النساء (012) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب الاية - 00:00:03ضَ

لم يبين هنا شيئا من امانيهم ولا من اماني اهل الكتاب ولكنه اشار الى بعض ذلك في مواضع اخر. كقوله في اماني العرب الكاذبة قالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين - 00:00:25ضَ

قوله عنهم ان هي الا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين. ونحو ذلك من الايات وقوله في اماني اهل الكتاب وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى. تلك امانيهم الاية - 00:00:43ضَ

وقوله وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه. الاية ونحو ذلك من الايات وما ذكره بعض العلماء من ان سبب نزول الاية ان المسلمين واهل الكتاب تفاخروا فقال اهل الكتاب نبينا قبل نبيكم وكتاب - 00:01:01ضَ

ما قبل كتابكم فنحن اولى بالله منكم. وقال مسلمون نحن اولى بالله منكم ونبينا خاتم النبيين. وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله فانزل الله ليس بامانيكم الاية لا ينافي ما ذكرنا - 00:01:21ضَ

لان العبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب قوله تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن الاية ذكر تعالى في هذه الاية الكريمة انه لا احد احسن دينا ممن اسلم وجهه لله - 00:01:38ضَ

في حال كونه محسنا لان استفهام الانكار مضمن معنى النفي صرح بموظع اخر ان من كان كذلك فقد استمسك بالعروة الوثقى وهو قوله تعالى ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن - 00:01:57ضَ

فقد استمسك بالعروة الوثقى ومعنى اسلام وجهه لله اطاعته واذعانه وانقياده لله تعالى بامتثال امره واجتناب نهيه في حال كونه محسنا اي مخلصا عمله لله لا يشرك فيه به شيئا - 00:02:14ضَ

مراقبا فيه لله كأنه يراه فان لم يكن يراه فان الله تعالى يراه والعرب تطلق اسلام الوجه وتريد به الاذعان والانقياد التام ومنه قول زيد ابن نفيل العدوي واسلمت وجهي لمن اسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا. واسلمت وجهي لمن - 00:02:34ضَ

اسلمت له الارض تحمل صخرا ثقالا قوله تعالى وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء الاية لم يبين هنا هذا الذي يتلى عليهم في الكتاب ما هو. ولكنه بينه في اول السورة وهو قوله تعالى وان خفتم - 00:02:57ضَ

الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء. الاية كما قدمناه عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقوله هنا وما يتلى في محل رفع معطوفا على الفاعل الذي هو لفظ الجلالة - 00:03:18ضَ

وتقرير المعنى قل الله يفتيكم فيهن ويفتيكم فيهن ايضا ما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء. الاية وذلك قوله تعالى وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى الاية ومضمون ما افتى به هذا الذي يتلى علينا في الكتاب - 00:03:35ضَ

هو تحريم هضم حقوق اليتيمات فمن خاف الا يقسط في اليتيمة التي في حجره فليتركها ولينكح ما طاب له سواها وهذا هو التحقيق في معنى الاية كما قدمنا وعليه فحرف الجر المحذوف في قوله وترغبون ان تنكحوهن هو عن. اي ترغبون عن نكاحهن لقلة مالهن وجمالهن - 00:03:55ضَ

اي كما انكم ترغبون عن نكاحهن ان كن قليلات مال وجمال فلا يحل لكم نكاحهن ان كن ذوات مال وجمال الا بالاقساط اليهن في حقوقهن. كما تقدم عن عائشة رضي الله - 00:04:20ضَ

انا وقال بعض العلماء الحرف المحذوف هو في اي ترغبون في نكاحهن ان كنا متصفات بالجمال وكثرة المال مع انكم لا تقسطون فيهن والذين قالوا بالمجاز واختلفوا في جواز حمل اللفظ على حقيقته ومجازه معا - 00:04:37ضَ

اجازوا ذلك في المجاز العقلي كقولك اغناني زيد وعطاؤه فاسناد الاغناء الى زيد حقيقة عقلية واسناده الى العطاء مجاز عقلي فجاز جمعهما وكذلك اسناد الافتاء الى الله حقيقي. واسناده الى ما يتلى مجاز عقلي عندهم لانه سببه. فيجوز جمعهما - 00:04:57ضَ

وقال بعض العلماء ان قوله وما يتلى عليكم في محل جر معطوفا على الضمير وعليه فتقرير المعنى قل الله يفتيكم فيهن ويفتيكم فيما يتلى عليكم وهذا الوجه يضعفه امران الاول ان الغالب - 00:05:22ضَ

ان الله يفتي بما يتلى في هذا الكتاب. ولا يفتي لظهور امره الثاني ان العطف على الظمير المخفوظ من غير اعادة الخافظ ضعفه غير واحد من علماء العربية واجازه ابن مالك مستدلا بقراءة حمزة - 00:05:42ضَ

والارحام بالخفظ. عطفا على الظمير من قوله تساءلون به وبروده في الشعر كقوله فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا فاذهب فما بك والايام من عجب بجر الايام عطفا على الكاف ونظيره قول الاخر - 00:06:01ضَ

نعلق ما بين السواري سيوفنا وما بينها والكعب مهوى نفا نيفي بجر الكعب معطوفا على الضمير قبله وقول الاخر وقد رام افاق السماء فلم يجد له مصعدا فيها ولا الارض مقعدا. فقوله ولا الارض بالجر - 00:06:24ضَ

معطوف على الظمير وقول الاخر تمر على الكتيبة لست ادري حتفي كان فيها ام سواها سواها في محل جر بالعطف على الضمير واجيب عن الاية في جواز كونها قسما والله تعالى له ان يقسم بما شاء من خلقه - 00:06:46ضَ

كما اقسم بمخلوقاته كلها في قوله تعالى فلا اقسم بما تبصرون وما لا تبصرون الاية وعن الابيات بانه شذوذ يحفظ ولا يقاس عليه وصحح العلامة ابن القيم رحمه الله جواز العطف على الضمير المخفوض من غير اعادة الخافض - 00:07:08ضَ

وجعل منه قوله تعالى حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين وقال ان قوله ومن في محل جر عطفا على الضمير المجرور في قوله حسبك. وتقرير المعنى عليه حسبك الله وكافي من اتبعك من المؤمنين - 00:07:34ضَ

واجاز ابن القيم والقرطبي في قوله ومن اتبعك ان يكون منصوبا معطوفا على المحل لان الكاف مخفوض في محل نصب ونظيره قول الشاعر اذا كانت الهيجاء وانشقت العصا فحسبك والضحاك سيف مهند - 00:07:58ضَ

بنصب الضحاك كما ذكرنا وجعل بعض العلماء منه قوله تعالى وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين فقال ومن عطف على ضمير الخطاب في قوله لكم وتقرير المعنى عليه - 00:08:20ضَ

وجعلنا لكم ولمن لستم له برازقين فيها معايش وكذلك اعراب ما يتلى لانه مبتدأ خبره محذوف او خبره في الكتاب واعرابه منصوبا على انه مفعول لفعل محذوف. تقديره ويبين لكم ما يتلى - 00:08:40ضَ

واعرابه مجرورا على انه قسم كل ذلك غير ظاهر وقال بعض العلماء ان المراد بقوله وما يتلى عليكم في الكتاب ايات المواريث لانهم كانوا لا يورثون النساء فاستفتوا رسول الله - 00:08:59ضَ

صلى الله عليه وسلم في ذلك فانزل الله ايات المواريث وعلى هذا القول فالمبين لقوله وما يتلى عليكم في الكتاب هو قوله يوصيكم الله في اولادكم الايتين وقوله في اخر السورة يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة الاية - 00:09:18ضَ

والظاهر ان قول ام المؤمنين اصح واظهر نكتفي بهذا القدر والى لقاء اخر ان شاء الله نكمل فيه الحديث عن حرف الجر المحذوف والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:40ضَ