قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (073) - المائدة (013) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب - 00:00:03ضَ
الاية لم يبين هنا شيئا من ذلك الكثير الذي يبينه لهم الرسول صلى الله عليه وسلم مما كانوا يخفون من الكتاب يعني التوراة والانجيل وبين كثيرا منه في مواضع اخر - 00:00:26ضَ
مما كانوا يخفون من احكام التوراة رجم الزاني المحصن وبينه القرآن في قوله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون - 00:00:43ضَ
يعني ايه يدعون الى التوراة ليحكم بينهم في حد الزاني المحصن بالرجم وهم معرضون عن ذلك. منكرون له ومن ذلك ما اخفوه من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم في كتابهم - 00:01:02ضَ
وانكارهم انهم يعرفون انه هو الرسول كما بينه تعالى بقوله وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا. فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ومن ذلك انكارهم ان الله حرم عليهم بعض الطيبات - 00:01:18ضَ
بسبب ظلمهم ومعاصيهم كما قال تعالى فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وقوله وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما او الحوايا او - 00:01:37ضَ
ذلك جزيناهم ببغيهم وانا لصادقون فانهم انكروا هذا وقالوا لم يحرم علينا الا ما كان محرما على اسرائيل فكذبهم القرآن في ذلك في قوله تعالى كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل - 00:01:57ضَ
الا ما حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين ومن ذلك شتم النصارى بشارة عيسى ابن مريم لهم بمحمد صلى الله عليه وسلم - 00:02:18ضَ
وقد بينها تعالى بقوله واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد الى غير ذلك من الايات - 00:02:36ضَ
المبينة لما اخفوه من كتبهم قوله تعالى واتل عليهم نبأ ابني ادم بالحق. الاية قال جمهور العلماء انهم ابن ادم لصلبه. وهما هابيل وقابيل وقال الحسن البصري رحمه الله هما رجلان من بني اسرائيل - 00:02:53ضَ
ولكن القرآن يشهد لقول الجماعة ويدل على عدم صحة قول الحسن وذلك في قوله تعالى فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه ولا يخفى على احد - 00:03:15ضَ
انه ليس في بني اسرائيل رجل يجهل الدفن حتى يدله عليه الغراب قصة الاقتداء بالغراب في الدفن ومعرفته منه تدل على ان الواقعة وقعت في اول الامر. قبل ان يتمرن الناس على دفن الموتى - 00:03:32ضَ
كما هو واضح ونبه عليه غير واحد من العلماء والله تعالى اعلم قوله تعالى من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض الاية - 00:03:49ضَ
صرح بهذه الاية الكريمة انه كتب على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ولم يتعرض هنا لحكم من قتل نفسا بنفس او بفساد في الارض - 00:04:06ضَ
لكنه بين ذلك في مواضع اخر تبين ان قتل النفس بالنفس جائز في قوله وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس الاية وفي قوله كتب عليكم القصاص في القتلى وقولي ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا. الاية - 00:04:27ضَ
واعلم ان ايات القصاص في النفس فيها اجمال بينته السنة تحاصل تحرير المقام فيها ان الذكر الحر المسلم يقتل بالذكر الحر المسلم اجماعا وان المرأة كذلك تقتل بالمرأة اجماعا وان العبد يقتل كذلك بالعبد اجماعا - 00:04:52ضَ
وانما لم نعتبر قول عطاء باشتراط تساوي قيمة العبدين وهو رواية عن احمد قول ابن عباس ليس بين العبيد قصاص لانهم اموال لان ذلك كله يرده صريح قوله تعالى كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر - 00:05:16ضَ
والعبد بالعبد الاية وان المرأة تقتل بالرجل لانها اذا قتلت بالمرأة فقتلها بالرجل اولى وان الرجل يقتل بالمرأة عند جمهور العلماء فيهما وروي عن جماعة منهم علي والحسن عثمان البتي واحمد في رواية عنه - 00:05:38ضَ
انه لا يقتل بها حتى يلتزم اولياؤها قدر ما تزيد به ديته على ديتها فان لم يلتزموا اخذوا ديتها وروي عن علي والحسن انها ان قتلت رجلا قتلت به واخذ اولياؤه ايضا - 00:06:04ضَ
في زيادة ديته على ديتها او اخذوا دية المقتول واستحيوها قال القرطبي بعد ان ذكر هذا الكلام عن علي رضي الله عنه والحسن البصري وقد انكر ذلك عنهم ايضا روى هذا الشعبي عن علي ولا يصح - 00:06:25ضَ
لان الشعبي لم يلق عليا وقد روى الحكم عن علي وعبدالله انهما قالا اذا قتل الرجل المرأة متعمدا فهو بها قود وهذا يعارض رواية الشعبي عن علي وقال ابن حجر في فتح الباري - 00:06:47ضَ
في باب سؤال قاتل حتى يقر والاقرار في الحدود بعد ان ذكر القول المذكور عن علي والحسن ولا يثبت عن علي ولكن هو قول عثمان البت احد فقهاء البصرة ويدل على بطلان هذا القول - 00:07:07ضَ
انه ذكر فيه ان اولياء الرجل اذا قتلته امرأة يجمع لهم بين القصاص ونصف الدية وهذا قول يدل الكتاب والسنة على على بطلانه وانه اما القصاص فقط واما الدية فقط. لانه تعالى قال كتب عليكم القصاص في القتلى. ثم قال - 00:07:25ضَ
فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف الاية رتب الاتباع بالدية على العفو دون القصاص وقال صلى الله عليه وسلم من قتل له قتيل فهو بخير النظرين الحديث وهو صريح في عدم الجمع بينهما - 00:07:47ضَ
كما هو واضح عند عامة العلماء وحكي عن احمد في رواية عنه عثمان البتي وعطاء ان الرجل لا يقتل بالمرأة فلتجب الدية. قاله ابن كثير وروي عن الليث والزهري انها ان كانت زوجته لم يقتل بها - 00:08:09ضَ
وان كانت غير زوجته قتل بها والتحقيق قتله بها مطلقا. كما سترى ادلته ومن الادلة على قتل الرجل بالمرأة اجماع العلماء على ان الصحيح السليم الاعضاء اذا قتل اعور او اشل او نحو ذلك عمدا - 00:08:29ضَ
وجب عليه القصاص ولا يجب لاوليائه شيء في مقابلة ما زاد به من الاعضاء السليمة على المقتول وسنعرض في الحلقة القادمة لبقية الادلة الكلام حول قتل الرجل بالمرأة فالى ذلك - 00:08:51ضَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:12ضَ