قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (074) - المائدة (014) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نكمل الحديث حول قتل الرجل بالمرأة - 00:00:03ضَ
قال المؤلف رحمه الله ومن الادلة على قتل الرجل بالمرأة ما ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم من حديث انس انه صلى الله عليه وسلم رب رأس يهودي بالحجارة قصاصا بجارية فعل بها كذلك - 00:00:25ضَ
وهذا الحديث استدل به العلماء على قتل الذكر بالانثى. وعلى وجوب القصاص في القتل بغير المحدد والسلاح وقال البيهقي في السنن الكبرى في باب قتل الرجل بالمرأة اخبرنا ابو عبد الله الحافظ - 00:00:45ضَ
حدثنا ابو زكريا يحيى بن محمد العنبري حدثنا ابو عبد الله محمد بن ابراهيم العبدي الحكم بن موسى القنطري حدثنا يحيى ابن حمزة عن سليمان ابن داود عن الزهري عن ابي بكر ابن محمد - 00:01:04ضَ
ابن عامر ابن حزم عن ابيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كتب الى اهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع عمرو بن حزم وكان فيه وان الرجل يقتل بالمرأة - 00:01:21ضَ
وروى هذا الحديث موصولا ايضا النسائي وابن حبان والحاكم وفي تفسير ابن كثير ما نصه وفي الحديث الذي رواه النسائي وغيره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب في كتاب عمرو ابن حزم - 00:01:40ضَ
ان الرجل يقتل بالمرأة وكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا لعامر ابن حزم الذي فيه ان الرجل يقتل بالمرأة رواه مالك والشافعي رواه ايضا الدار قطني وابو داوود - 00:01:59ضَ
وابن حبان والحاكم والدارمي كلام علماء الحديث في كتاب عمرو ابن حزم هذا مشهور بين مصحح له ومظعف وممن صححه ابن حبان والحاكم والبيهقي وعن احمد انه قال ارجو ان يكون صحيحا - 00:02:14ضَ
وصححه ايضا من حيث الشهرة لا من حيث الاسناد جماعة منهم الشافعي انه قال لم يقبلوا هذا الحديث حتى ثبت عندهم انه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابن عبد البر - 00:02:35ضَ
هو كتاب مشهور عند اهل السير معروف ما فيه عند اهل العلم يستغنى بشهرته عن الاسناد لانه اشبه بالمتواتر لتلقي الناس له بالقبول قال ويدل على شهرته ما روى ابن وهب عن مالك عن الليث ابن سعد عن يحيى ابن سعيد - 00:02:53ضَ
عن سعيد بن المسيب قال وجد كتاب عند ال حزم يذكرون انه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال العقيلي هذا حديث ثابت محفوظ وقال يعقوب ابن سفيان لا اعلم في جميع الكتب المنقولة كتابا - 00:03:15ضَ
اصح من كتاب عمرو بن حزم هذا فان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين يرجعون اليه ويدعون رأيهم وقال الحاكم قد شهد عمر بن عبدالعزيز وامام عصره الزهري بالصحة لهذا الكتاب - 00:03:36ضَ
ثم ساق ذلك بسنده اليهما وضعف كتاب ابن حزم هذا جماعة وانتصر لتضعيفه ابو محمد ابن حزم في محلاه التحقيق صحة الاحتجاج به لانه ثبت انه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كتبه ليبين به احكام الديات والزكوات وغيرها - 00:03:55ضَ
ونسخته معروفة في كتب الفقه والحديث ولا سيما عندما يحتج بالمرسل مالك وابي حنيفة واحمد في اشهر الروايات ومن ادلة قتله بها عموم حديث المسلمون تتكافئ دماؤهم. الحديث وسيأتي البحث فيه ان شاء الله - 00:04:19ضَ
ومن اوضح الادلة في قتل الرجل بالمرأة قوله تعالى وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس الاية وقوله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله - 00:04:42ضَ
الا باحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس الحديث اخرجه الشيخان وباقي الجماعة من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عموم هذه الاية الكريمة وهذا الحديث الصحيح يقتضي قتل الرجل بالمرأة. لانه نفس بنفس. ولا يخرج عن هذا العموم الا ما اخرجه دليل صالح لتخصيص النص به - 00:05:00ضَ
نعم يتوجه على هذا الاستدلال سؤالان. الاول ما وجه الاستدلال بقوله تعالى وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس. الاية مع انه حكاية عن قوم موسى. والله تعالى يقول لكل جعلنا منكم شرعة ومن - 00:05:26ضَ
السؤال الثاني لما لا يخصص عموم قتل النفس بالنفس في الاية والحديث المذكورين بقوله تعالى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى لان هذه الاية اخص من تلك. لانها فصلت ما اجمل في الاولى. ولان هذه الامة مخاطبة بها صريحا في قوله تعالى يا ايها الذين - 00:05:43ضَ
الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر الاية الجواب عن السؤال الاول ان التحقيق الذي عليه الجمهور ودلت عليه نصوص الشرع ان كلما ذكر لنا في كتابنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:06:05ضَ
مما كان شرعا لمن قبلنا انه كان شرعا لنا من حيث انه وارد في كتابنا او سنة نبينا صلى الله عليه وسلم لا من حيث انه كان شرعا لمن قبلنا - 00:06:24ضَ
لانه ما قص علينا في شرعنا الا لنعتبر به ونعمل بما تضمن والنصوص الدالة على هذا كثيرة جدا. ولاجل هذا امر الله في القرآن العظيم في غير ما اية بالاعتبار باحوالهم - 00:06:37ضَ
ووبخ من لم يعقل ذلك كما في قوله تعالى في قوم لوط وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل. افلا تعقلون؟ ففي قوله افلا تعقلون توبيخ لمن مر بديارهم ولم يعتبر بما وقع لهم. ويعقل ذلك ليجتنب الوقوع في مثله. وكقوله تعالى - 00:06:52ضَ
افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم ثم هدد الكفار بمثل ذلك. فقال وللكافرين امثالها. وقال في حجارة قوم لوط التي اهلكوا بها او ديارهم - 00:07:14ضَ
التي اهلكوا فيها وما هي من الظالمين ببعيد. وهو تهديد عظيم منه. تعالى لمن لم يعتبر بحالهم فيجتنب ارتكاب ما هلكوا بسببه. وامثال ذلك كثير في القرآن وقال تعالى لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب - 00:07:32ضَ
وصرح بانه يقص قصصهم في القرآن للعبرة وهو دليل واضح لما ذكرنا ولما ذكر الله تعالى من ذكر من الانبياء في سورة الانعام قال لنبينا صلى الله عليه وسلم اولئك الذين هدى الله فبهداهم مقتدر وامره صلى الله عليه وسلم امر لنا - 00:07:54ضَ
لانه قدوتنا ولان الله تعالى يقول لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة الاية. ويقول قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني الاية. ويقول وما اتاكم الرسول فخذوه. الاية ويقول من يطع الرسول فقد اطاع الله - 00:08:19ضَ
ومن طاعته اتباعه فيما امر به كله الا ما قام فيه دليل على الخصوص به صلى الله عليه وسلم ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا. وسيكون لنا اكمال حول مسألة شرع من قبلنا في لقاء قادم ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله - 00:08:40ضَ
الله وبركاته - 00:08:59ضَ