قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (087) - المائدة (027) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله - 00:00:03ضَ

فاولئك هم الفاسقون قد قدمنا ان هذه الاية في النصارى والتي قبلها في اليهود والتي قبل تلك المسلمين كما يقتضيه ظاهر القرآن وقد قدمنا ان الكفر والظلم والفسق كلها يطلق على المعصية - 00:00:25ضَ

بما دون الكفر على الكفر المخرج من الملة نفسه فمن الكفر بمعنى المعصية قوله صلى الله عليه وسلم لما سألته المرأة عن سبب كون النساء اكثر اهل النار ان ذلك واقع بسبب كفرهن - 00:00:46ضَ

ثم فسره بانهن يكفرن العشير ومن الكفر بمعنى المخرج عن الملة قوله تعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون الاية ومن الظلم بمعنى الكفر قوله تعالى والكافرون هم الظالمون - 00:01:05ضَ

وقوله ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ان فعلت انك اذا من الظالمين وقوله ان الشرك لظلم عظيم ومنه بمعنى المعصية قوله تعالى فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد - 00:01:26ضَ

الاية ومن الفسق بمعنى الكفر قوله واما الذين فسقوا ومأواهم النار كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيد فيها الاية ومنه بمعنى المعصية قوله في الذين قذفوا عائشة رضي الله عنها - 00:01:46ضَ

ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون ومعلوم ان القذف ليس بمخرج عن الملة ويدل له قوله تعالى ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم ومن الفسق بمعنى المعصية ايضا - 00:02:07ضَ

قوله في الوليد ابن عقبة يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا. الاية وقد قدمنا ان العبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب من كان امتناعه من الحكم بما انزل الله - 00:02:27ضَ

بقصد معارضته ورده والامتناع من التزامه فهو كافر ظالم فاسق كلها بمعناها المخرج من الملة ومن كان امتناعه من الحكم لهوى وهو يعتقد قبح فعله فكفره وظلمه وفسقه غير المخرج من الملة - 00:02:47ضَ

الا اذا كان ما امتنع من الحكم به شرطا في صحة ايمانه كالامتناع من اعتقاد ما لا بد من اعتقاده هذا هو قاهر الايات المذكورة كما قدمنا والعلم عند الله تعالى - 00:03:08ضَ

قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ذكر تعالى في هذه الاية الكريمة ان اليهود والنصارى بعضهم اولياء بعض ولكنه بين في مواضع اخر - 00:03:25ضَ

ان ولاية بعضهم لبعض زائفة ليست خالصة لانها لا تستند على اسعاس صحيح هو دين الاسلام تبين ان العداوة والبغضاء بين النصارى دائمة الى يوم القيامة بقوله ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم - 00:03:44ضَ

ونسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة وبين مثل ذلك في اليهود ايضا حيث قال فيهم وقالت اليهود يد الله مغلولة قلت ايديهم ولعنوا بما قالوا - 00:04:06ضَ

فل يدعه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا والقينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة والظاهر انها في اليهود فيما بينهم كما هو صريح السياق - 00:04:25ضَ

خلافا لمن قال انها بين اليهود والنصارى وصرح تعالى بعدم اتفاق اليهود معللا له بعدم عقولهم في قوله تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بانهم قوم لا يعقلون قال المؤلف رحمه الله تنبيه - 00:04:46ضَ

اخذ بعض العلماء من قوله تعالى بعضهم اولياء بعض ان اليهودي والنصراني يتوارثان ورده بعض العلماء بان المراد بالاية ولاية اليهود لخصوص اليهود والنصارى لخصوص النصارى وعلى هذا المعنى فلا دليل في الاية - 00:05:08ضَ

لتوارث اليهود والنصارى قوله تعالى ومن يتولهم منكم فانه منهم ذكر في هذه الاية الكريمة ان من تولى اليهود والنصارى من المسلمين فانه يكون منهم بتوليه اياهم وبين في موضع اخر - 00:05:29ضَ

ان توليهم موجب لسخط الله والخلود في عذابه وان متوليهم لو كان مؤمنا ما تولاهم وهو قوله تعالى ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم انفسهم من سخط الله عليهم - 00:05:49ضَ

وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه فاتخذوهم اولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون ونهى في موضع اخر عن توليهم مبينا سبب التنفير منه وهو قوله يا ايها الذين امنوا - 00:06:09ضَ

لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يأسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور وبين في موضع اخر ان محل ذلك فيما اذا لم تكن الموالاة بسبب خوف وتقية - 00:06:31ضَ

وان كانت بسبب ذلك فصاحبها معذور وهو قوله تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقاة - 00:06:51ضَ

فهذه الاية الكريمة فيها بيان لكل الايات القاضية بمنع موالاة الكفار مطلقا وايضاح لان محل ذلك في حالة الاختيار واما عند الخوف والتقية يرخص في موالاتهم بقدر المداراة التي يكتفى بها شرهم - 00:07:09ضَ

ويشترط في ذلك سلامة الباطن من تلك الموالاة ومن يأتي الامور على اضطرار فليس كمثل اتيه اختيارا ويفهم من ظواهر هذه الايات ان من تولى الكفار عمدا اختيارا رغبة فيهم انه كافر مثلهم - 00:07:33ضَ

ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر والى لقاء قادم ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:56ضَ