قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (089) - المائدة (029) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم مستمعي الكريم سلام الله عليك ورحمته وبركاته قوله تعالى ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم - 00:00:03ضَ

فاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم ذكر تعالى في هذه الاية الكريمة ان اهل الكتاب لو اطاعوا الله واقاموا كتابهم باتباعه والعمل بما فيه فيسر الله لهم الارزاق وارسل عليهم المطر - 00:00:25ضَ

واخرج لهم ثمرات الارض وبين في مواضع اخر ان ذلك ليس خاصا بهم في قوله عن نوح وقومه فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين - 00:00:45ضَ

ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا وقوله عن هود وقومه ويا قومي استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة الى قوتكم الاية وقوله عن نبينا عليه الصلاة والسلام وقومه - 00:01:06ضَ

وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى قوله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن ولنحيينه حياة طيبة الاية على احد الاقوال - 00:01:29ضَ

وقوله ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض. الاية وقوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وقوله وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها - 00:01:49ضَ

لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ومفهوم الاية ان معصية الله تعالى سبب لنقيض ما يستجلب بطاعته وقد اشار تعالى الى ذلك بقوله ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس - 00:02:11ضَ

الاية ونحوها من الايات قوله تعالى منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون ذكر تعالى في هذه الاية الكريمة ان اهل الكتاب قسمان طائفة منه مقتصدة في عملها وكثير منهم سيء العمل - 00:02:31ضَ

مقسمة هذه الامة الى ثلاثة اقسام في قوله فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير ووعد الجميع بالجنة بقوله جنات عدن يدخلونها وحلونا فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا - 00:02:53ضَ

ولباسهم فيها حرير وذكر القسم الرابع وهو الكفار منها بقوله والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموت الاية واظهروا الاقوال في المقتصد والسابق والظالم ان المقتصد هو من امتثل الامر واجتنب النهي - 00:03:16ضَ

ولم يزد على ذلك وان السابق بالخيرات هو من فعل ذلك وزاد بالتقرب الى الله بالنوافل والتورع عن بعض الجائزات خوفا من ان يكون سببا لغيره وان الظالم هو المذكور في قوله - 00:03:41ضَ

خلطوا عملا صالحا واخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم الاية. والعلم عند الله تعالى قوله تعالى يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك الاية امر تعالى في هذه الاية نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:04:00ضَ

لتبليغ ما انزل اليه وشهد له بالامتثال بايات متعددة كقوله اليوم اكملت لكم دينكم وقوله وما على الرسول الا البلاغ وقوله فتولى عنهم فما انت بملوم ولو كان يمكن ان يكتم شيئا - 00:04:20ضَ

فكتم قوله تعالى وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس. والله احق ان تخشاه فمن زعم انه صلى الله عليه وسلم كتم حرفا مما انزل عليه وقد اعظم الافتراء على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:04:40ضَ

قوله تعالى وحسبوا الا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون الاية ذكر تعالى في هذه الاية الكريمة ان بني اسرائيل عموا وصموا مرتين تتخللهما توبة من الله عليهم - 00:05:02ضَ

وبين تفصيل ذلك في قوله وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين. الاية فبين جزاء عماهم وصممهم في المرة الاولى بقوله فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد - 00:05:25ضَ

وبين جزاء عماهم وصممهم في المرة الاخرة في قوله فاذا جاء وعد الاخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا وبين التوبة التي بينهما بقوله ثم رددنا لكم الكرة عليهم. وامددناكم باموال وبنين - 00:05:44ضَ

وجعلناكم اكثر نذيرا ثم بين انهم ان عادوا الى الافساد عاد الى الانتقام منهم بقوله وان عدتم عدنا فعادوا الى الافساد بتكذيبه صلى الله عليه وسلم. وكتم صفاته التي في التوراة - 00:06:08ضَ

اعاد الله الى الانتقام منهم تسلط عليهم نبيه صلى الله عليه وسلم وذبح مقاتلة بني قريظة وسبع نساءهم وذراريهم واجلى بني قينقاع وبني النظير كما ذكر تعالى طرفا من ذلك في سورة الحشر - 00:06:25ضَ

وهذا البيان الذي ذكرنا في هذه الاية ذكره بعض المفسرين. وكثير منهم لم يذكره ولكن ظاهر القرآن يقتضيه لان السياق في ذكر افعالهم القبيحة المعضية من قتل الرسل وتكذيبهم اذ قبل الاية المذكورة - 00:06:45ضَ

كلما جاءهم رسول بما لا تهوى انفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون ومعنا حسبوا الا تكون فتنة ظنوا ان لا يصيبهم بلاء وعذاب من الله بسبب كفرهم وقتلهم الانبياء لزعمهم الباطل انهم ابناء الله واحباؤه - 00:07:06ضَ

وقوله كثير منهم احسن اوجه الاعراب فيه انه بدل من واو الفاعل في قوله عموا وصموا كقولك جاء القوم اكثرهم وقوله الا تكون فتنة قرأه حمزة والكسائي وابو عمر بالرفع - 00:07:31ضَ

والباقون بالنصب فوجه قراءة النصب ظاهر لان الحسبان بمعنى الظن ووجه قراءة الرفع تنزيل اعتقادهم لذلك ولو كان باطلا منزلة العلم اتكون ان مخففة من الثقيلة والعلم عند الله تعالى - 00:07:52ضَ

قوله تعالى افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم اشار في هذه الاية الى ان الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة لو تابوا اليه من ذلك فتاب عليهم وغفر لهم - 00:08:14ضَ

لانه استعطفهم الى ذلك احسن استعطاف والطفه بقوله افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه ثم اشار الى انهم ان فعلوا ذلك غفر لهم بقوله والله غفور رحيم وصرح بهذا المعنى عاما لجميع الكفار - 00:08:32ضَ

بقوله قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف. الاية قوله تعالى وامه صديقة كانا يأكلان الطعام ذكر في هذه الاية الكريمة ان عيسى وامه كانا يأكلان الطعام - 00:08:53ضَ

وذكر في مواضع اخر ان جميع الرسل كانوا كذلك كقوله وما ارسلنا قبلك من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام. الاية وقوله وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام الاية وقوله وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام الاية - 00:09:12ضَ

وقوله تعالى انظر كيف نبين لهم الايات ثم انظر انى يؤفكون معنى قوله يؤفكون يصرفون عن الحق والمراد بصرفهم عنه قول بعضهم ان الله هو المسيح ابن مريم وقول بعضهم ان الله ثالث ثلاثة. وقول بعضهم عزير ابن الله - 00:09:36ضَ

سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا وعلى من يقول ذلك لعائن الله الى يوم القيامة فانهم يقولون هذا الامر الذي لم يقل احد اشنع منه ولا اعظم مع ظهور ادلة التوحيد - 00:09:57ضَ

المبينة له ولذا قال تعالى انظر كيف نبين لهم الايات ثم انظر انا يؤفكون على سبيل التعجيب من امرهم كيف يؤفكون الى هذا الكفر مع وضوح ادلة التوحيد ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا والى لقائنا القادم ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:13ضَ