قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (098) - الأنعام (003) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى قل اني امرت ان اكون اول من اسلم. الاية يعني اول من اسلم من هذه الامة التي ارسلت اليها - 00:00:03ضَ
وليس المراد اول من اسلم من جميع الناس كما بينه تعالى بايات كثيرة تدل على وجود المسلمين قبل وجوده صلى الله عليه وسلم ووجود امته كقوله عن ابراهيم اذ قال له ربه اسلم. قال اسلمت لرب العالمين. وقوله عن يوسف توفني مسلما والحقني - 00:00:30ضَ
صالحين وقوله يحكم بها النبيون الذين اسلموا قوله عن لوط واهله فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين الى غير ذلك من الايات قوله تعالى وان يمسسك الله بضر ولا كاشف له الا هو - 00:00:55ضَ
وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير اشار تعالى بقوله هنا وهو على كل شيء قدير. بعد قوله وان يمسسك بخير الى ان فضله وعطاءه الجزيل لا يقدر احد على رده عمن اراده له - 00:01:16ضَ
كما صرح بذلك في قوله وان يردك بخير فلا راد لفضله. يصيب به من يشاء. الاية قوله تعالى واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ صرح في هذه الاية الكريمة - 00:01:35ضَ
لانه صلى الله عليه وسلم منذر لكل من بلغه هذا القرآن العظيم كائنا من كان ويفهم من الاية ان الانذار به عام لكل من بلغه وان كل من بلغه ولم يؤمن به فهو في النار - 00:01:54ضَ
وهو كذلك اما عموم انذاره لكل من بلغه فقد دلت عليه ايات اخر ايضا كقوله قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا وقوله وما ارسلناك الا كافة للناس - 00:02:11ضَ
وقوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا واما دخول من لم يؤمن به النار فقد صرح به تعالى في قوله ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده - 00:02:31ضَ
واما من لم تبلغه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم فله حكم اهل الفترة الذين لم يأتهم رسول. والله تعالى اعلم قوله تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون - 00:02:48ضَ
هذه الاية الكريمة تدل على ان الله جل وعلا الذي احاط علمه بكل موجود ومعدوم يعلم المعدوم الذي سبق في الازل انه لا يكون لو وجد كيف يكون لانه يعلم - 00:03:04ضَ
ان رد الكفار يوم القيامة الى الدنيا مرة اخرى لا يكون ويعلم هذا الرد الذي لا يكون لو وقع كيف يكون كما صرح به بقوله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون - 00:03:22ضَ
وهذا المعنى جاء مصرحا به في ايات اخر ومن ذلك انه تعالى سبق في علمه ان المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لا يخرجون اليها معه صلى الله عليه وسلم - 00:03:41ضَ
والله ثبتهم عنها لحكمة كما صرح به في قوله ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم. الاية وهو يعلم هذا الخروج الذي لا يكون لو وقع كيف يكون كما صرح به تعالى في قوله لو خرجوا فيكم - 00:03:56ضَ
ما زادوكم الا خبالا. الاية ومن الايات الدالة على المعنى المذكور قوله تعالى ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر لجوا في طغيانهم يعمهون الى غير ذلك من الايات قوله تعالى قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون. الاية - 00:04:16ضَ
صرح تعالى في هذه الاية الكريمة بانه يعلم ان رسوله صلى الله عليه وسلم يحزنه ما يقوله الكفار من تكذيبه صلى الله عليه وسلم وقد نهاه تعالى عن هذا الحزن المفرط - 00:04:41ضَ
في مواضع اخرى كقوله فلا تذهب نفسك عليهم حسرات الاية وقوله فلا تأس على القوم الكافرين وقولي فلعلك باخع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا وقوله لعلك باخع نفسك الا يكونوا مؤمنين - 00:04:57ضَ
والباخر هو المهلك نفسه ومنه قول غيلان ابن عقبة الا اي هذا الباخر الوجد نفسه لشيء نحته عن يديه المقادير وقوله لعلك باخر في الايتين يراد به النهي عن ذلك - 00:05:20ضَ
ونظيره لعلك تارك بعظ ما يوحى اليك اي لا تهلك نفسك حزنا عليهم في الاول ولا تترك بعظ ما يوحى اليك في الثاني قوله تعالى والموتى يبعثهم الله الاية قال جمهور علماء التفسير المراد بالموتى في هذه الاية الكفار - 00:05:41ضَ
وتدل لذلك ايات من كتاب الله لقوله تعالى اومن كان ميتا فاحييناه الاية وقوله وما يستوي الاحياء ولا الاموات وقوله وما انت بمسمع من في القبور الى غير ذلك من الايات - 00:06:03ضَ
قوله تعالى قل ان الله قادر على ان ينزل اية ولكن اكثرهم لا يعلمون ذكر في هذه الاية الكريمة انه قادر على تنزيل الاية التي اقترحها الكفار على رسوله واشار لحكمة عدم انزالها - 00:06:22ضَ
بقوله ولكن اكثرهم لا يعلمون وبين في موضع اخر ان حكمة عدم انزالها انها لو انزلت ولم يؤمنوا بها لنزل بهم العذاب العاجل كما وقع بقوم صالح لما اقترحوا عليه اخراج ناقة عشراء وبراء جوفاء - 00:06:40ضَ
من صخرة صماء فاخرجها الله لهم منها بقدرته ومشيئته فعقروها وقالوا يا صالح اؤتنا بما تعدنا فاهلكهم الله دفعة واحدة بعذاب استئصال ذلك في قوله وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون - 00:07:02ضَ
واتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها. وما نرسل بالايات الا تخويفا وبين في مواضع اخر انه لا داعي الى ما اقترحوا من الايات لانه انزل عليهم اية اعظم من جميع الايات التي اقترحوها - 00:07:25ضَ
وتلك الاية هي القرآن العظيم وذلك في قوله اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم فانكاره جل وعلا عليهم عدم الاكتفاء بهذا الكتاب عن الايات المقترحة يدل على انه اعظم وافخم من كل اية - 00:07:45ضَ
وهو كذلك الا ترى انه اية واضحة ومعجزة باهرة اعجزت جميع اهل الارض وهي باقية تتردد في اذان الخلق قبضة طرية حتى يأتي امر الله بخلاف غيره من معجزات الرسل صلوات الله عليهم وسلامه - 00:08:04ضَ
فانها كلها مضت وانقضت قوله تعالى قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة غير الله تدعون ان كنتم صادقين بل اياه تدعون. الاية ذكر تعالى في هذه الاية الكريمة - 00:08:24ضَ
ان المشركين اذا اتاهم عذاب من الله او اتتهم الساعة اخلص الدعاء الذي هو مخ العبادة لله وحده ونسوا ما كانوا يشركون به في علمهم انه لا يكشف الكروب الا الله وحده جل وعلا - 00:08:41ضَ
ولم يبين هنا ايضا اذا كشف عنهم العذاب هل يستمرون على اخلاصهم او يرجعون الى كفرهم وشركهم ولكنه بين كل ذلك في مواضع اخرى تبين ان العذاب الدنيوي الذي يحملهم على الاخلاص - 00:08:58ضَ
وهو نزول الكروب التي يخاف من نزلت به الهلاك كأن يهيج البحر عليهم وتلتطم امواجه ويغلب على ظنهم انهم سيغرقون فيه ان لم يخلصوا الدعاء لله وحده كقوله تعالى حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها - 00:09:14ضَ
جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين جيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق - 00:09:34ضَ
وقوله واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه وقوله فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين وقوله واذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين. الى غير ذلك من الايات - 00:09:50ضَ
وبين انه اذا كشف الله عنهم ذلك الكرب رجعوا الى ما كانوا عليه من الشرك. في مواضع كثيرة قوله فلما نجاكم الى البر اعرضتم وكان الانسان كفورا وقوله فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون - 00:10:09ضَ
وقوله قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب. ثم انتم تشركون وقوله فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق. الى غير ذلك من الايات وبين تعالى ان رجوعهم للشرك بعد ان نجاهم الله من الغرق - 00:10:27ضَ
من شدة جهلهم وعماهم لانه قادر على ان يهلكهم في البر كقدرته على اهلاكهم في البحر وقادر على ان يعيدهم في البحر مرة اخرى ويهلكهم فيه بالغرق وجراءتهم عليه اذا وصلوا البر لا وجه لها - 00:10:46ضَ
لانها من جهلهم وضلالهم وذلك في قوله افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر او يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا ام امنتم ان يعيدكم فيه تارة اخرى ويرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم - 00:11:04ضَ
ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر والى لقائنا القادم استودعك الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:25ضَ