قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (108) - الأعراف (002) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى وكم من قرية اهلكناها فجاءها بأسنا بياتا او هم قائلون - 00:00:03ضَ

خوف الله تعالى في هذه الاية الكريمة الكفار الذين كذبوه صلى الله عليه وسلم بانه اهلك كثيرا من القرى بسبب تكذيبهم الرسل ومنهم من اهلكها بياتا اي ليلا ومنهم من اهلكها وهم قائلون - 00:00:29ضَ

اي في حال قيلولتهم والقيلولة الاستراحة وسط النهار يعني فاحذروا تكذيب رسولي صلى الله عليه وسلم لان لا انزل بكم مثل ما انزلت بهم واوضح هذا المعنى في ايات اخرى - 00:00:51ضَ

بقوله ولقد استهزأ برسل من قبلك احاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون وقوله من قرية اهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد وقوله وكم اهلكنا من قرية بطرت معيشتها - 00:01:11ضَ

تلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم الا قليلا وكنا نحن الوارثين وقوله افلم يسيروا في الارض وينظر كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم ثم بين انه يريد تهديدهم بذلك. بقوله وللكافرين امثالها - 00:01:40ضَ

الى غير ذلك من الايات وقد هدد تعالى اهل القرى بان يأتيهم عذابه ليلا في حالة النوم اوضحا في حالة اللعب في قوله تعالى افأمن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون - 00:02:03ضَ

اوى امن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون وهدد امثالهم من الذين مكروا السيئات قوله تعالى افأمن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الارض او يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون - 00:02:23ضَ

او يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين او يأخذهم على تخوف فان ربكم لرؤوف رحيم قوله تعالى فما كان دعواهم اذ جاءهم بأسنا الا ان قالوا انا كنا ظالمين بين تعالى في هذه الاية الكريمة - 00:02:42ضَ

ان تلك القرى الكثيرة التي اهلكها في حال البيئات او في حال القيلولة لم يكن لهم من الدعوة الا اعترافهم بانهم كانوا ظالمين واوضح هذا المعنى في قوله وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة - 00:03:04ضَ

وانشأنا بعدها قوما اخرين فلما احسوا بأسنا اذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا الى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين. فما زالت تلك دعواهم - 00:03:24ضَ

حتى جعلناهم حصيدا خامدين قال ابن جرير رحمه الله في هذه الاية الدلالة الواضحة على صحة ما جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هلك قوم حتى يعذروا من انفسهم - 00:03:42ضَ

حدثنا بذلك ابن حميد حدثنا جرير عن ابي سنان عن عبد الملك ابن ميسرة الزراد قال قال عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هلك قوم حتى يعذروا من انفسهم - 00:04:02ضَ

قال قلت لعبدالله كيف يكون ذلك قال فقرأ هذه الاية ما كان دعواهم اذ جاءهم بأسنا الا ان قالوا انا كنا ظالمين قوله تعالى فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين - 00:04:19ضَ

لم يبين هنا الشيء المسئول عنه المرسلون ولا الشيء المسؤول عنه الذين ارسل اليهم وبين في مواضع اخر انه يسأل المرسلين عما اجابتهم به اممهم ويسأل الامم عما اجابوا به رسلهم - 00:04:39ضَ

قال في الاول يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم وقال في الثاني ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين وبين في موضع اخر انه يسأل جميع الخلق عما كانوا يعملون - 00:04:59ضَ

وهو قوله تعالى فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون وهنا اشكال معروف وهو انه تعالى قال هنا فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين وقال ايضا فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون - 00:05:19ضَ

وقال وقفوهم انهم مسؤولون وهذا صريح في اثبات سؤال الجميع يوم القيامة مع انه قال ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون وقال فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان وقد بينا وجه الجمع بين الايات المذكورة في كتابنا دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب - 00:05:40ضَ

وسنزيده ايضاحا هنا ان شاء الله تعالى اعلم اولا ان السؤال المنفي في الايات المذكورة اخص من السؤال المثبت فيها لان السؤال المنفي فيها مقيد بكونه سؤالا عن ذنوب خاصة - 00:06:05ضَ

فانه قال ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون خصه بكونه عن الذنوب وقال فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان وخصه بذلك ايضا يتضح من ذلك ان سؤال الرسل والموؤدة مثلا ليس عن ذم فعلوه - 00:06:24ضَ

فلا مانع من وقوع لان المنفي خصوص السؤال عن ذنب ويزيد ذلك ايضاحا قوله تعالى ليسأل الصادقين عن صدقهم الاية وقوله بعد سؤاله لعيسى المذكور في قوله اانت قلت الناس - 00:06:45ضَ

وامي الهين من دون الله الاية قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم الاية السؤال عن الذنوب المنفي في الايات المراد به سؤال الاستخبار والاستعلام لانه جل وعلا محيط العلم بكل شيء - 00:07:02ضَ

ولا ينافي نفي هذا النوع من السؤال ثبوت نوع اخر منه هو سؤال التوبيخ والتقريع لانه نوع من انواع العذاب ويدل لهذا ان سؤال الله للكفار في القرآن كله توبيخ وتقريع - 00:07:27ضَ

كقوله وقفوهم انهم مسؤولون ما لكم لا تناصرون وقوله افسحر هذا ام انتم لا تبصرون الى غير ذلك من الايات وباقي اوجه الجمع مبين في كتابنا المذكور والعلم عند الله تعالى - 00:07:48ضَ

قوله تعالى فلا نقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين بين تعالى في هذه الاية الكريمة انه يقص على عباده يوم القيامة ما كانوا يعملونه في الدنيا واخبرهم بانه جل وعلا لم يكن غائبا عما فعلوه ايام فعلهم له - 00:08:08ضَ

في دار الدنيا هل هو الرقيب الشهيد على جميع الخلق المحيط علمه بكل ما فعلوه من صغير وكبير وجليل وحقير وبين هذا المعنى في ايات كثيرة كقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم - 00:08:29ضَ

ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم وقوله يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم - 00:08:49ضَ

وقوله وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من قرآن. ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء - 00:09:14ضَ

ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين قال المؤلف رحمه الله تنبيه في هذه الاية الكريمة الرد الصريح على المعتزلة النافين صفات المعاني القائلين انه تعالى عالم بذاته. لا بصفة قامت بذاته هي العلم - 00:09:29ضَ

وهكذا في قولهم قادر مريد حي سميع بصير متكلم فانه هنا اثبت لنفسه صفة العلم بقوله فلنقصن عليهم بعلم ونظير قوله تعالى انزله بعلمه الاية وهي ادلة قرآنية صريحة في بطلان مذهبهم - 00:09:48ضَ

الذي لا يشك عاقل في بطلانه وتناقضه ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا والى لقائنا القادم ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:09ضَ