قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (113) - الأعراف (007) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في هذه الحلقة نستكمل ايضاح الكلام في صفات الله سبحانه وتعالى. قال المؤلف رحمه الله اعلم اولا ان المتكلمين قسموا صفات - 00:00:03ضَ

جل وعلا الى ستة اقسام. صفة نفسية وصفة سلبية وصفة معنى وصفة معنوية وصفة الفعلية وصفة جامعة والصفة الاضافية تتداخل مع الفعلية لان كل صفة فعلية مما عدى متعدية الى المفعول. كالخلق والاحياء والاماتة فهي صفة اضافية. وليست كل صفة - 00:00:32ضَ

فعلية فبينهما عموم وخصوص من وجه يجتمعان في نحو الخلق والاحياء والاماتة وتنفرد الفعل في نحو الاستواء. وتنفرد الاضافية في نحو كونه تعالى كان موجودا قبل كل شيء. وانه فوق كل شيء. لان القبلية والفوقية من الصفات الاضافية. وليستا من صفات الافعال - 00:01:02ضَ

ولا يخفى على عالم بالقوانين الكلامية والمنطقية ان اطلاق النفسية على شيء من صفاته جل وعلا انه لا يجوز وان فيه من الجراءة على الله جل وعلا ما الله عالم به. وان كان قصدهم بالنفسية في حق الله الوجود فقط - 00:01:32ضَ

فقط وهو صحيح لان الاطلاق الموهم للمحظور في حقه تعالى لا يجوز وان كان المقصود به صحيحا لان الصفة النفسية في الاصطلاح لا تكون الا جنسا او فصلا. فالجنس كالحيوان بالنسبة الى الانسان - 00:01:52ضَ

والفصل كالنطق بالنسبة الى الانسان. ولا يخفى ان الجنس بالاصطلاح قدر مشترك بين افراد اختلفت الحقائق كالحيوان بالنسبة الى الانسان والفرس والحمار. وان الفصل صفة نفسية لبعض افراد الجنس ينفصل بها عن غيره من الافراد المشاركة له في الجنس. كالنطق بالنسبة الى الانسان - 00:02:12ضَ

فانه صفته النفسية التي تفصله عن الفرس مثلا. المشارك له في الجوهرية والجسمية والنمائية ووصف الله جل وعلا بشيء يراد به اصطلاحا ما بينا لك من اعظم الجراءة على الله - 00:02:42ضَ

كما ترى لانه جل وعلا واحد في ذاته وصفاته وافعاله فليس بينه وبين غيره اشتراك في شيء من ذاته ولا صفاته. حتى يطلق عليه ما يطلق على الجنس والفصل سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا. لان الجنس قدر مشترك بين حقائق مختلفة. والفصل هو الذي - 00:03:02ضَ

بعض تلك الحقائق المشتركة في الجنس عن بعض. سبحان رب السماوات والارض وتعالى عن ذلك علوا كبيرا وسنبين لك ان جميع الصفات على تقسيمهم لها جاء بالقرآن وصف الخالق والمخلوق بها - 00:03:32ضَ

وهم في بعض ذلك يقرون بان الخالق موصوف بها. وانها جاء في القرآن ايضا وصف المخلوق بها ولكن وصف الخالق مناف لوصف المخلوق. كمنافاة ذات الخالق لذات المخلوق. ويلزمهم صورة فيما انكروا مثل ما اقروا به. لان الكل من باب واحد. لان جميع صفات الله جل وعلا من باب - 00:03:52ضَ

واحد لان المتصف بها لا يشبهه شيء من الحوادث. فمن ذلك الصفات السبع المعروفة عندهم المعاني وهي القدرة والارادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام. فقد قال تعالى في وصف نفسه بالقدرة والله على كل شيء قدير. وقال في وصف الحادث بها الا الذين تابوا - 00:04:22ضَ

ومن قبل ان تقدروا عليهم فاثبت لنفسه قدرة حقيقية لائقة بجلاله وكماله. واثبت لبعض الحوادث قدرة مناسبة لحالهم من الضعف والافتقار والحدوث والفناء. وبين قدرته وقدرة مخلوقه من المنافاة ما بين ذاته وذات مخلوقه. وقال في وصف نفسه بالارادة فعال لما يريد - 00:04:52ضَ

انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. ونحو ذلك من الايات وقال في وصف المخلوق بها تريدون عرض الدنيا الاية ان يريدون الا فرارا - 00:05:22ضَ

دون ليطفئوا نور الله ونحو ذلك من الايات. فله جل وعلا ارادة حقيقية لائقة بكماله وللمخلوق ارادة ايضا مناسبة لحاله وبين ارادة الخالق والمخلوق من المنافاة ما بين الخالق والمخلوق. وقال في وصف نفسه بالعلم والله بكل شيء عليم. لكن الله يشفع - 00:05:42ضَ

بما انزل اليك انزله بعلمه الاية فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين. وقال في وصف الحادث به قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم. وقال وانه لذو علم بما علمناه ونحو - 00:06:12ضَ

ذلك من الايات. فله جل وعلا علم حقيقي لائق بكماله وجلاله. وللمخلوق علم مناسب وبين علم الخالق والمخلوق من المنافاة ما بين ذات الخالق والمخلوق. وقال في وصف بالحياة الله لا اله الا هو الحي القيوم. هو الحي لا اله الا هو. الاية وتوكل - 00:06:32ضَ

على الحي الذي لا يموت. ونحو ذلك من الايات. وقال في وصف المخلوق بها وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا. وجعلنا من الماء كل شيء حي يخرج الحي من الميت - 00:07:02ضَ

اخرجوا الميت من الحي. فله جل وعلا حياة حقيقية تليق بجلاله وكماله. وللمخلوق ايضا حياة مناسبة لحاله وبين حياة الخالق والمخلوق من المنافاة ما بين ذات الخالق والمخلوق. وقال في وصف نفسه بالسمع - 00:07:22ضَ

البصل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ان الله سميع بصير. ونحو ذلك من الايات. وقال في وصف الحادث انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا بهم وابصر يوم يأتوننا. الاية ونحو ذلك من الايات. فله جل وعلا سمع وبصر حقيقيان يليقان بك ما - 00:07:42ضَ

وجلاله وللمخلوق سمع وبصر مناسبان لحاله. وبين سمع الخالق وبصره وسمع المخلوق وبصره من المنافاة ما بين ذات الخالق والمخلوق. وقال في وصف نفسه بالكلام وكلم الله موسى تكليما. اني اصطفيتك - 00:08:12ضَ

على الناس برسالاتي وبكلامي. فاجره حتى يسمع كلام الله ونحو ذلك من الايات. وقال في وصف المخلوق بها فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين امين. اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم. الان - 00:08:32ضَ

قالوا كيف نكلم من كان في المهدي صبيا؟ ونحو ذلك من الايات. فله جل وعلا كلام حقيقي يليق بكماله وجلاله وللمخلوق كلام ايضا مناسب لحاله. وبين كلام الخالق والمخلوق من المنافاة ما بين ذات الخالق والمخلوق - 00:08:52ضَ

وهذه الصفات السبع المذكورة. يثبتها كثير ممن يقول بنفي غيرها من صفات المعاني. والمعتزلة ينفون ويثبتون احكامها. فيقولون هو تعالى حي قادر مريد عليم. سميع بصير متكلم بذاته لا بقدرة قائمة بذاته. ولا ارادة قائمة بذاته وهكذا. فرارا منهم من تعدد القديم - 00:09:12ضَ

ومذهبهم الباطل لا يخفى بطلانه وتناقضه على ادنى عاقل. لان من المعلوم ان الوصف الذي منه الاشتقاق اذا عدم فالاشتقاق منه مستحيل. فاذا عدم السواد عن جرم مثلا استحال ان تقول هو اسود. اذ لا يمكن ان - 00:09:42ضَ

يكون اسود ولم يقم به سواد. وكذلك اذا لم يقم العلم والقدرة بذات استحال ان تقول هي عالمة قادرة لاستحالة اتصافها بذلك. ولم يقم بها علم ولا قدرة. قال في مراقي السعود وعند فقد الوصف لا - 00:10:02ضَ

اشتقوا واعوز المعتزلي الحق. ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا وسنكمل في حلقتنا القادمة ان شاء الله الصفات المعنوية عندهم فالى ذلك الحين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:22ضَ