قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (142) - هود (003) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نستكمل الحديث حول الايات الدالة على سعة علم الله سبحانه - 00:00:03ضَ
وانه قد احاط بكل شيء علما قال المؤلف رحمه الله تنبيه مهم اعلم ان الله تبارك وتعالى ما انزل من السماء الى الارض واعظا اكبر ولا زاجرا اعظم مما تضمنته هذه الايات الكريمة - 00:00:27ضَ
وامثالها في القرآن من انه تعالى عالم بكل ما يعمله خلقه رقيب عليهم ليس بغائب عما يفعلون وضرب العلماء لهذا الواعظ الاكبر والزاجر الاعظم مثلا ليصير به كالمحسوس فقالوا لو لو فرضنا ان ملكا قتالا للرجال - 00:00:46ضَ
سفاكا للدماء شديد البطش والنكال على من انتهك حرمته ظلما وسيابه قائم على رأسه. والنطع مبسوط للقتل والسيف يقطر دما. وحول هذا الملك الذي هذه جواريه وازواجه وبناته فهل ترى ان احدا من الحاضرين - 00:01:10ضَ
يهم بريبة بحرام يناله من بنات ذلك الملك وازواجه. وهو ينظر اليه عالم بانه مطلع عليه وكلا الجميع الحاضرين يكونون خائفين وجلة قلوبهم خاشعة عيونهم ساكنة جوارحهم خوفا من بطش ذلك الملك - 00:01:35ضَ
ولا شك ولله المثل الاعلى ان رب السماوات والارض جل وعلا اشد علما واعظم مراقبة واشد بطشا واعظم نكالا عقوبة من ذلك الملك وحماه في ارضه محارمه فاذا لاحظ الانسان الظعيف - 00:02:00ضَ
ان ربه جل وعلا ليس بغاب عنه وانه مطلع على كل ما يقول وما يفعل. وما ينوي لان قلبه وخشي الله تعالى واحسن عمله لله جل وعلا ومن اسرار هذه الموعظة الكبرى - 00:02:24ضَ
ان الله تبارك وتعالى صرح بان الحكمة التي خلق الخلق من اجلها ان يبتليهم ايهم احسن عملا. ولم يقل ايهم اكثر عملا الابتلاء في احسان العمل كما قال تعالى في هذه السورة الكريمة - 00:02:43ضَ
وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا. الاية قال في الملك الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. وهو العزيز الغفور. ولا شك ان - 00:03:02ضَ
من العام الى اذا علم ان الحكمة التي خلق من اجلها ان يبتلى ان يختبر باحسان العمل فانه يهتم كل الاهتمام بالطريق الموصلة لنجاحه في هذا الاختبار ولهذه الحكمة الكبرى سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا - 00:03:23ضَ
ليعلمه لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال اخبرني عن الاحسان اي وهو الذي خلق الخلق لاجل الاختبار فيه فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان الطريق الى ذلك هي هذا الواعظ والزاجر الاكبر الذي هو مراقبة الله تعالى. والعلم بانه لا - 00:03:47ضَ
يخفى عليه شيء مما يفعل خلقه. فقال له الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك اختلف العلماء في المراد بقوله في هذه الاية الكريمة الا انهم يثنون صدورهم. وقوله يستغشون ثيابهم - 00:04:11ضَ
وفي مرجع الظمير في قوله منه قال بعض العلماء معنى يثنون صدورهم يزورون عن الحق وينحرفون عنه لان من اقبل على الشيء استقبله بصدره ومن ازور عنه وانحره ثنى عنه صدره وطوى عنه كشحه - 00:04:33ضَ
بهذا فسره الزمخشري في الكشاف قال مقيده عفا الله عنه. وهذا المعنى معروف في كلام العرب فهم يعبرون باعوجاج الصدر عن العدول عن الشيء والميل عنه ويعبرون باقامة الصدر عن القصد الى الشيء وعدم الميل عنه. فمن الاول قول ذي الرمة خيلان ابن عقبة العدوي عدي الرباب - 00:04:55ضَ
قليلا يعوجا بارك الله فيكما على دار مي من صدور الركائب. تكن عوجة يجزيكم الله عنده بها الاجر او تقضي ذمامة صاحبي يعني اثنيا صدور الركائب الى دار مي ومن الثاني قول الشنفرة - 00:05:22ضَ
اقيموا بني امي صدور مطيكم فاني الى قوم سواك لاميلوا وقول الاخر اقول لام زينباع اقيمي صدور العيس شطر بني تميم وقيل نزلت هذه الاية الكريمة في الاخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة - 00:05:44ضَ
كان حلو المنطق يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يحب طويله بقلبه على ما يسوء وقيل نزلت في بعض المنافقين كان اذا مر بالنبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:09ضَ
ثنى صدره وظهره وطأطأ رأسه وغطى وجهه لكي لا يراه النبي صلى الله عليه وسلم فيدعوه الى الايمان حكي معناه عن عبد الله ابن شداد عن ابن عباس رضي الله عنهما - 00:06:27ضَ
انها نزلت في قوم كانوا يكرهون ان يجامعوا او يتغوطوا وليس بينهم وبين السماء حجاب يستحيون من الله وقال بعض العلماء معنى يستغشون ثيابهم يغطون رؤوسهم لاجل كراهتهم استماع كلام الله - 00:06:45ضَ
كقوله تعالى عن نوح واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم الاية وقيل كانوا اذا عملوا سوءا تنوا صدورهم وغطوا رؤوسهم. يظنون انهم ان فعلوا اخفوا به عملهم على الله جل وعلا. ويدل لهذا الوجه - 00:07:06ضَ
قوله تعالى ليستخفوا منه الاية وقرأ ابن عباس هذه الاية الكريمة الا انهم تثنوني صدورهم. وتثنوني مضارع اثنونا وزنه او على من الثني كما تقول احلولا من الحلاوة وصدورهم في قراءة ابن عباس - 00:07:31ضَ
بالرفع فاعل فاثنوني الضمير في قوله منه عائد الى الله تعالى في اظهر القولين وقيل راجع اليه صلى الله عليه وسلم كما مر في الاقوال في الاية مستمعي الكريم نكتفي بهذا - 00:07:53ضَ
والى لقائنا القادم ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:12ضَ