قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (161) - الرعد (001) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة وما يليها نمضي مع المؤلف رحمه الله في تفسير سورة الرعد - 00:00:03ضَ
قوله تعالى الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش ظاهر هذه الاية الكريمة قد يفهم منه ان السماء مرفوعة على عمد ولكننا لا نراها ونظير هذه الاية - 00:00:28ضَ
قوله ايضا في اول سورة لقمان خلق السماوات بغير عمد ترونها والقى في الارض رواسي ان تميد بكم واختلف العلماء في قوله ترونها على قولين. احدهما ان لها عمدا ولكننا لا نراها. كما يشير اليه ظاهر الان - 00:00:48ضَ
وممن روي عنه هذا القول ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة غير واحد كما قاله ابن كثير وروي عن قتادة ايضا ان المعنى انها مرفوعة بلا عمد اصلا وهو قول اياس بن معاوية - 00:01:11ضَ
وهذا القول يدل عليه تصريحه تعالى في سورة الحج انه هو الذي يمسكها ان تقع على الارض في قوله ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه قال ابن كثير - 00:01:35ضَ
على هذا يكون قوله ترونها تأكيدا لنفي ذلك اي هي مرفوعة بغير عمد كما ترونها كذلك وهذا هو الاكمل في القدرة انتهى قال مقيده عفا الله عنه الظاهر ان هذا القول من قبيل السالبة لا تقتضي وجود الموضوع - 00:01:53ضَ
والمراد ان المقصود نفي اتصاف المحكوم عليه بالمحكوم به وذلك صادق بصورتين الاولى ان يكون المحكوم عليه موجودا ولكن المحكوم به منتف عنه كقولك ليس الانسان بحجر فالانسان موجود الحجرية منتفية عنه - 00:02:18ضَ
الثانية ان يكون المحكوم عليه غير موجود ليعلم منه انتفاء الحكم عليه بذلك الامر الموجود وهذا النوع من اساليب اللغة العربية كما اوضحناه في كتابنا دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب - 00:02:44ضَ
ومثاله في اللغة قول امرئ القيس على لاحب لا يهتدى بمناره اذا سافه العود النباطي جرجرا اي لا منار له اصلا حتى يهتدى به وقوله لا تفزعوا الارنب اهوالها ولا ترى الضب بها ينجحر - 00:03:04ضَ
يعني لا ارانب فيها ولا ضباب وعلى هذا فقوله بغير عمد ترونها اي لا عمد لها حتى تروها والعمد جمع عامود على غير قياس ومنه قول نابغة دبيان وخيس الجن - 00:03:28ضَ
اني قد اذنت لهم يبنون تدمرا للصفاح والعمد الصفاح بالظم والتشديد الحجر العريض قوله تعالى ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات الاية المراد بالسيئة هنا العقوبة وانزال العذاب قبل الحسنة اي قبل العافية. وقيل الايمان - 00:03:48ضَ
وقد بين تعالى في هذه الاية ان الكفار يطلبون منه صلى الله عليه وسلم ان يعجل لهم العذاب الذي يخوفهم به ان تمادوا على الكفر وقد بين هذا المعنى في ايات كثيرة - 00:04:22ضَ
كقوله ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وكقوله ويستعجلونك بالعذاب ولولا اجل مسمى لجاءهم العذاب. وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون وكقوله يستعجلونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين وقوله سأل سائل بعذاب واقع للكافرين - 00:04:40ضَ
وقوله واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء الاية وقوله يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين امنوا مشفقون منها ويعلمون انها الحق - 00:05:12ضَ
وقوله وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب الى غير ذلك من الايات وسبب طلبهم لتعجيل العذاب هو العناد وزعموا ان النبي صلى الله عليه وسلم كاذب فيما يخوفهم به - 00:05:34ضَ
من بأس الله وعقابه كما قال تعالى ولئن اخرنا عنهم العذاب الى امة معدودة ليقولن ما يحبسه كقوله يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من المرسلين وقوله تعالوا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا - 00:05:56ضَ
فاتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين كما تقدمت الاشارة الى هذا والمثولات العقوبات وحدتها مثلة والمعنى انهم يطلبون تعجيل العذاب تمردا وطغيانا ولم يتعظوا بما اوقع الله بالامم السالفة - 00:06:22ضَ
من المثلات اي العقوبات كما فعل بقوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط وقوم شعيب وفرعون وقومه وغيرهم ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر والى لقائنا القادم ان شاء الله - 00:06:47ضَ
استودعك الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:09ضَ