قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (162) - الرعد (002) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم - 00:00:03ضَ

وان ربك لشديد العقاب بين جل وعلا في هذه الاية الكريمة انه ذو مغفرة للناس على ظلمهم وانه شديد العقاب جمع بين الوعد والوعيد ليعظم رجاء الناس في فضله ويشتد خوفهم من عقابه وعذابه الشديد - 00:00:26ضَ

لان مطامع العقلاء محصورة في جلب النفع ودفع الضر اجتماع الخوف والطمع ادعى للطاعة وقد بين هذا المعنى في ايات كثيرة لقوله تعالى فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة - 00:00:50ضَ

ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين وقوله ان ربك سريع العقاب وانه لغفور رحيم وقوله جل وعلا نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم. وان عذابي والعذاب الاليم وقوله غافر الذنب وقابل التوب. شديد العقاب ذي الطول. الاية - 00:01:10ضَ

الى غير ذلك من الايات قوله تعالى انما انت منذر اي انما عليك البلاغ والانذار اما هداهم وتوفيقهم فهو بيد الله تعالى كما ان حسابهم عليه جل وعلا وقد بين هذا المعنى في ايات كثيرة - 00:01:36ضَ

كقوله ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وقوله فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب ونحو ذلك من الايات قوله تعالى ولكل قوم هاد اظهر الاقوال في هذه الاية الكريمة ان المراد بالقوم الامة - 00:01:57ضَ

والمراد بالهادي الرسول كما يدل له قوله تعالى ولكل امة رسول الاية وقوله وان من امة الا خلى فيها نذير وقوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا الاية وقد اوضحنا اقوال العلماء وادلتها - 00:02:21ضَ

في هذه الاية الكريمة في كتابنا دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب قوله تعالى الله يعلم ما تحمل كل انثى الاية لفظة ماء في هذه الاية يحتمل ان تكون موصولة والعائد محذوف - 00:02:43ضَ

اي يعلم الذي تحمله كل انثى وعلى هذا المعنى يعلم ما تحمله من الولد على اي حال هو من ذكورة وانوثة وخداج وحسن وقبح وطول وقصر وسعادة وشقاوة الى غير ذلك من الاحوال - 00:03:04ضَ

وقد دلت على هذا المعنى ايات من كتاب الله بقوله ويعلم ما في الارحام لان ما فيه موصولة بلا نزاع وكقوله هو اعلم بكم اذ انشأكم من الارض واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم - 00:03:26ضَ

وقوله هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء الاية ويحتمل ايضا ان تكون لفظة ماء في هذه الاية الكريمة مصدرية ان يعلموا حمل كل انثى. بالمعنى المصدري وقد جاءت ايات تدل ايضا على هذا المعنى - 00:03:44ضَ

كقوله وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب وقوله اليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من اكمامها وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه - 00:04:05ضَ

الاية وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك ان الاية قد يكون لها وجهان كلاهما حق وكلاهما يشهد له قرآن فنذكر الجميع واما احتمال كون لفظة ماء في هذه الاية استفهامية - 00:04:25ضَ

فهو بعيد فيما يظهر لي وان قال به بعض اهل العلم وقد دلت السنة الصحيحة على ان علم ما في الارحام المنصوص عليه في الايات المذكورة مما استأثر الله به دون خلقه - 00:04:43ضَ

وذلك هو ما ثبت في صحيح البخاري من ان المراد بمفاتح الغيب في قوله تعالى وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو الخمس المذكورة في قوله تعالى ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام - 00:05:00ضَ

وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت والاحتمالان المذكوران في لفظة ماء من قوله يعلم ما تحمل الاية جاريان ايضا في قوله وما تغيظ الارحام وما تزداد - 00:05:20ضَ

على كونهما موصولتين فيهما فالمعنى يعلم الذي تنقصه وتزيده وعلى كونها مصدرية فالمعنى يعلم نقصها وزيادتها واختلف العلماء في المراد بقوله وما تغيض الارحام وما تزداد وهذه اقوالهم في الاية - 00:05:38ضَ

بواسطة نقل صاحب الدر المنثور في التفسير بالمأثور اخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله وما تغيظ الارحام وما تزداد؟ قال هي المرأة ترى الدم في حملها واخرج ابن ابي شيبة وابن جرير وابن المنذر - 00:06:00ضَ

وابو الشيخ عن مجاهد في قوله وما تغيظ الارحام قال خروج الدم وما تزداد قال استمساكه واخرج ابن المنذر وابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما تغيظ الارحام - 00:06:18ضَ

قال ان ترى الدم في حملها وما تزداد قال في التسعة الاشهر واخرج ابن ابي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وما تغيظ الارحام وما تزداد - 00:06:35ضَ

طالما تزداد على التسعة وما تنقص من التسعة واخرج ابن المنذر وابو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال وما تغيظ الارحام قال ما دون تسعة اشهر وما تزداد فوق التسعة - 00:06:52ضَ

واخرج ابن جرير وابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ومات غير الارحام يعني السقط وما تزداد يقول ما زادت في الحمل على ما غاضت حتى ولدته تماما - 00:07:08ضَ

وذلك ان من النساء من تحمل عشرة اشهر ومنهن من تحمل تسعة اشهر ومنهن من تزيد في الحمل ومنهن من تنقص كذلك الغيظ والزيادة التي ذكر الله تعالى وكل ذلك بعلمه تعالى - 00:07:24ضَ

واخرج ابن جرير وابن ابي حاتم وابو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه قال ما دون التسعة اشهر فهو غيظ وما فوقها فهو زيادة واخرج ابن ابي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابو الشيخ - 00:07:41ضَ

عن عكرمة رضي الله عنه قال ما غاضت الرحم بالدم يوما الا زاد في الحمل يوما. حتى تكمل تسعة اشهر طاهرة واخرج ابن المنذر وابن ابي حاتم عن الحسن رضي الله عنه - 00:07:57ضَ

في قوله وما تغيظ الارحام قال السقط واخرج ابن ابي شيبة وابن المنذر وابن جرير وابن ابي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الاية قال اذا رأت الدم حش الولد واذا لم ترى الدم عظم الولد. انتهى من الدر المنذور في التفسير بالمأثور - 00:08:13ضَ

وقيل الغيظ والزيادة يرجعان الى الولد. كنقصان اصبع وغيرها وزيادة اصبع وغيرها وقيل الغيظ انقطاع دم الحيض وما تزداد بدم النفاس بعد الوضع ذكر هذين القولين القرطبي وقيل تغيض تشتمل على واحد. وتزداد تشتمل على توأمين فاكثر - 00:08:34ضَ

قال مقيده عفا الله عنه مرجع هذه الاقوال كلها الى شيء واحد وهو انه تعالى عالم بما تنقصه الارحام وما تزيده لان معنى تغيض تنقص وتزداد اي تأخذه زائدا ويشمل النقص المذكور نقص العدد - 00:08:57ضَ

ونقص العضو من الجنين ونقص جسمه اذا حاضت عليه فتقلص ونقص مدة الحمل بان تسقطه قبل امد حمله المعتاد كما ان الازدياد يشمل زيادة العضو وزيادة العدد وزيادة جسم الجنين ان لم تحض وهي حامل وزيادة امد الحمل عن القدر المعتاد - 00:09:17ضَ

والله جل وعلا يعلم ذلك كله والاية تشمله كله ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا ولنا لقاء قادم ان شاء الله والى ذلك الحين استودعك الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:37ضَ