قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (164) - الرعد (004) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم سلام الله عليك ورحمته وبركاته في هذه الحلقة نستكمل الحديث حول قول الله تعالى ولله يسجد من في السماوات ومن في الارض - 00:00:03ضَ

قال المؤلف اعظم الله مثوبته وهذا الخلاف المذكور اي بين العلماء في سجود غير المؤمنين لله تعالى جار ايضا في سجود الظلال فقيل سجودها حقيقي. والله تعالى قادر على ان يخلق لها ادراكا تدرك به - 00:00:29ضَ

وتسجد لله سجودا حقيقيا وقيل سجودها ميلها بقدرة الله اول النهار الى جهة المغرب واخره الى جهة المشرق وادعى من قال هذا ان الظل لا حقيقة له لانه خيال فلا يمكن منه الادراك - 00:00:50ضَ

ونحن نقول ان الله جل وعلا قادر على كل شيء فهو قادر على ان يخلق للظل ادراكا يسجد به لله تعالى سجودا حقيقيا والقاعدة المقررة عند علماء الاصول هي حامل نصوص الوحي على ظواهرها - 00:01:10ضَ

الا بدليل من كتاب او سنة ولا يخفى ان حاصل القولين ان احدهما ان السجود شرعي وعليه فهو في اهل السماوات والارض من العام المخصوص والثاني ان السجود لغوي بمعنى الانقياد والذل والخضوع - 00:01:31ضَ

وعليه فهو باق على عمومه والمقرر في الاصول عند المالكية والحنابلة وجماعة من الشافعية ان النص ان دار بين الحقيقة الشرعية والحقيقة اللغوية حمل على الشرعية وهو التحقيق خلافا لابي حنيفة في تقديم اللغوية - 00:01:51ضَ

ولمن قال يصير اللفظ مجملا لاحتمال هذا وذاك وعقد هذه المسألة صاحب مراقي السعود بقوله واللفظ محمول على الشرعي ان لم يكن فمطلق العرفي اللغوي على الجلي ولم يجب بحث عن المجازف الذي انتخب - 00:02:14ضَ

وقيل المراد بسجود الكفار كرها سجود ظلالهم كرها وقيل الاية في المؤمنين. فبعضهم يسجد طوعا بخفة امتثال اوامر الشرع عليه وبعضهم يسجد كرها لثقل مشقة التكليف عليه مع ان ايمانه يحمله على تكلف ذلك - 00:02:37ضَ

والعلم عند الله تعالى وقوله تعالى بالغدو يحتمل ان يكون مصدرا او يحتمل ان يكون جمع غداة والاصال جمع اصول بضمتين وهو جمع اصيل وهو ما بين العصر والغروب ومنه قول ابي ذؤيب الهذلي - 00:02:59ضَ

لعمري لانت البيت اكرم اهله واقعد في افيائه بالاصائل قوله تعالى ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه. فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار اشار تعالى في هذه الاية الكريمة - 00:03:25ضَ

الى انه هو المستحق لان يعبد وحده لانه هو الخالق وحده ولا يستحق من الخلق ان يعبدوه الا من خلقهم وابرزهم من العدم الى الوجود لان المقصود من قوله ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم - 00:03:50ضَ

انكار ذلك وانه هو الخالق وحده بدليل قوله بعده قل الله خالق كل شيء اي خالق كل شيء هو المستحق لان يعبد وحده ويبين هذا المعنى في ايات كثيرة لقوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم. الاية - 00:04:14ضَ

وقوله واتخذوا من دونه الهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون وقوله ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون وقوله هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه الى غير ذلك من الايات - 00:04:40ضَ

لان المخلوق محتاج الى خالقه. فهو عبد مربوب مثلك يجب عليه ان يعبد من خلقه وحده كما يجب عليك ذلك فانتما سواء بالنسبة الى وجوب عبادة الخالق وحده لا شريك له - 00:05:02ضَ

قوله تعالى ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربه الاية بين تعالى في هذه الاية الكريمة ان الكفار اقترحوا عليه صلى الله عليه وسلم الاتيان باية ينزلها عليه ربه - 00:05:23ضَ

وبين هذا المعنى في مواضع متعددة بقوله فليأتنا باية كما ارسل الاولون الى غير ذلك من الايات وبين تعالى في موضع اخر ان في القرآن العظيم كفاية عن جميع الايات - 00:05:44ضَ

في قوله او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم وبين في موضع اخر حكمة عدم انزال اية كناقة صالح ونحوها بقوله وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون واتينا ثمود الناقة الاية - 00:06:02ضَ

كما تقدمت الاشارة اليه قوله تعالى ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى الاية الجواب لو في هذه الاية محذوف قال بعض العلماء تقديره لكان هذا القرآن - 00:06:25ضَ

وقال بعضهم تقديره لكفرتم بالرحمن ويدل لهذا الاخير قوله قبله وهم يكفرون بالرحمن وقد قدمنا شواهد حذف جواب لو. في سورة البقرة وقد قدمنا في سورة يوسف ان الغالب في اللغة العربية - 00:06:46ضَ

ان يكون الجواب المحذوف من جنس المذكور قبل الشرط ليكون ما قبل الشرط دليلا على الجواب المحذوف قوله تعالى ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية. الاية بين في هذه الاية الكريمة ان الرسل قبله صلى الله عليه وسلم من جنس البشر - 00:07:05ضَ

يتزوجون ويولد لهم وليسوا ملائكة وذلك ان الكفار استغربوا بعث ادمي من البشر كما قال تعالى وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى الا ان قالوا ابعث الله بشرا رسولا - 00:07:28ضَ

فاخبر انه يرسل البشر الذين يتزوجون ويأكلون كقوله وما ارسلنا قبلك من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الاسواق وقوله وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام الاية الى غير ذلك من الايات - 00:07:46ضَ

كما تقدمت الاشارة اليه قوله تعالى قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب الظاهر ان قوله ومن عنده علم الكتاب عطف على لفظ الجلالة وان المراد به اهل العلم بالتوراة والانجيل - 00:08:06ضَ

ويدل له قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم. الاية وقوله فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك الاية - 00:08:31ضَ

وقوله اسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون الى غير ذلك من الايات ايها المستمع الكريم بهذا نكون انهينا تفسير سورة الرعد سيكون لقاؤنا القادم ان شاء الله ماضيا في تفسير سورة إبراهيم فالى ذلك الحين - 00:08:50ضَ

استودعك الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:13ضَ