قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (165) - إبراهيم (001) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة وما يليها نمضي مع المؤلف رحمه الله في تفسير سورة ابراهيم - 00:00:03ضَ

قال اجزل الله مثوبته. قوله تعالى كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الاية بين تعالى في هذه الاية الكريمة انه انزل على نبيه صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب العظيم - 00:00:29ضَ

ليخرج به الناس من ظلمات الكفر والضلال الى نور الايمان والهدى واوضح هذا المعنى في ايات اخر كقوله هو الذي ينزل على عبده ايات بينات ليخرجكم من الظلمات الى النور - 00:00:50ضَ

وقوله الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور الاية الى غير ذلك من الايات كما تقدمت الاشارة اليه وقد بين تعالى هنا انه لا يخرج احدا من الظلمات الى النور الا باذنه جل وعلا - 00:01:08ضَ

في قوله باذن ربهم الاية واوضح هذا في ايات اخرى كقوله وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله الاية وقوله وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله الاية الى غير ذلك من الايات - 00:01:29ضَ

قوله تعالى وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء الاية بين الله تعالى في هذه الاية الكريمة انه لم يرسل رسولا الا بلغة قومه - 00:01:51ضَ

لانه لم يرسل رسولا الا الى قومه دون غيرهم ولكنه بين في مواضع اخر ان نبينا صلى الله عليه وسلم ارسل الى جميع الخلائق دون اختصاص بقومه ولا بغيرهم كقوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا - 00:02:11ضَ

وقوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وقوله وما ارسلناك الا كافة للناس الاية الى غير ذلك من الايات الدالة على عموم رسالته لاهل كل لسان فهو صلى الله عليه وسلم - 00:02:36ضَ

يجب عليه ابلاغ اهل كل لسان وقد قدمنا في سورة البقرة قول ابن عباس رضي الله عنهما ان الله فضل محمدا صلى الله عليه وسلم على الانبياء وعلى اهل السماء - 00:02:58ضَ

فقالوا بم يا ابن عباس فضله على اهل السماء؟ فقال ان الله تعالى قال ومن يقل منهم اني اله من دونه. فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم - 00:03:14ضَ

انا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قالوا فما فضله على الانبياء قال قال الله تعالى وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم - 00:03:31ضَ

وقال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم وما ارسلناك الا كافة للناس فارسله الى الجن والانس ذكره ابو محمد الدارمي في مسنده كما تقدم وهو تفسير من ابن عباس للاية بما ذكرنا - 00:03:49ضَ

والعلم عند الله تعالى قوله تعالى فردوا ايديهم في افواههم الاية اختلف العلماء في معنى هذه الاية الكريمة وقال بعض العلماء معناها ان اولئك الكفار جعلوا ايدي انفسهم في افواههم. ليعضوا عليها غيظا وحنقا - 00:04:10ضَ

لما جاءت به الرسل اذ كان فيه تسفيه احلامهم وشتم اصنامهم وممن قال بهذا القول عبد الله بن مسعود وعبد الرحمن بن زيد بن اسلم واختاره ابن جرير واستدل له بقوله تعالى واذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ - 00:04:31ضَ

الاية وهذا المعنى معروف في كلام العرب ومنه قول الشاعر تردون في فيه غش الحسود حتى يعض علي الاكف يعني انهم يغيظون الحسود حتى يعض على اصابعه وكفيه قال القرطبي ومنه قول الاخر - 00:04:51ضَ

هدفنا انامله ازمة فاضحى يعض علي الوظيفة اي اثنى انامله عضا وقال الراجس لو ان سلمى ابصرت تخددي ودقة بعظم ساقي ويدي وبعد اهلي وجفاء عودي من الوجد باطراف اليد - 00:05:13ضَ

وفي الاية الكريمة اقوال غير هذا. منها انهم لما سمعوا كتاب الله عجبوا ورجعوا بايديهم الى افواههم من العجب ويروى عن ابن عباس ومنها انهم كانوا اذا قال لهم نبيهم - 00:05:38ضَ

كان رسول الله اليكم اشاروا باصابعهم الى افواههم ان اسكت تكليبا له وردا لقوله ويروى هذا عن ابي صالح ومنها ان معنى الاية انهم ردوا على الرسل قولهم وكذبوهم بافواههم - 00:05:56ضَ

الضمير الاول للرسل والثاني الكفار وعلى هذا القول بمعنى الباء ويروى هذا القول عن مجاهد وقتادة ومحمد بن كعب قال ابن جرير وتوجيه النفي هنا بمعنى الباء وقد سمع من العرب ادخلك الله بالجنة - 00:06:19ضَ

يعنون في الجنة وقال الشاعر وارغب فيها عن لقيط ورهطه ولكنني عن سنبس لست ارغب يريد وارغب بها قال ابن كثير ويؤيد هذا القول تفسير ذلك بتمام الكلام وهو قوله تعالى وقالوا انا كفرنا بما ارسلتم به - 00:06:46ضَ

وانا لفي شك مما تدعوننا اليه مريب قال مقيده عفا الله عنه الظاهر عندي خلاف ما استظهره ابن كثير رحمه الله تعالى لان العطف بالواو يقتضي مغايرة ما بعده لما قبله - 00:07:14ضَ

ويدل على ان المراد بقوله فردوا ايديهم الاية غير التصريح بالتكذيب بالافواه والعلم عند الله تعالى وقيل المعنى ان الكفار جعلوا ايديهم في افواه الرسل ردا لقولهم وعليه الضمير الاول للكفار. والثاني للرسل - 00:07:35ضَ

ويروى هذا عن الحسن وقيل جعل الكفار ايدي الرسل على افواه الرسل ليسكتوهم ويقطعوا كلامهم ويروى هذا عن مقاتل وقيل رد الرسل ايدي الكفار في افواههم وقيل غير ذلك وقد رأيت الاقوال وما يشهد له القرآن منها - 00:08:01ضَ

والعلم عند الله تعالى قال المؤلف اجزل الله مثوبته تنبيه جمع الفم مكسرا على افواه يدل على ان اصله فواه فحذفت الفاء والواو وعوضت عنهما الميم ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر - 00:08:28ضَ

والى لقائنا القادم ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:51ضَ