Baheth

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نستكمل حديثنا الماظي قال المؤلف رحمه الله تنبيه - 00:00:03ضَ

في هذه الآية الكريمة دليل واضح لما حققه علماء الاصول من جواز الاستثناء من الاستثناء لانه تعالى استثنى ال لوط من اهلاك المجرمين بقوله الا ال لوط انا لمنجوهم اجمعين - 00:00:28ضَ

ثم استثنى من هذا الاستثناء امرأة لوط بقوله ان امرأته قدرنا انها لمن الغابرين وبهذا فاعلموا ان قول ابن مالك في الخلاصة وحكمها في القصد حكم الاول ليس صحيحا على اطلاقه - 00:00:48ضَ

واوضح مسألة تعدد الاستثناء باقسامها صاحب مراقي السعود في مبحث المخصص المتصل بقوله وذا تعدد بعطف حصل بالاتفاق مسجلا للاول الا فكل للذي به اتصل وكلها مع التساوي قد بطل - 00:01:08ضَ

ان كان غير الاول المستغرقا الكل للمخرج منه حقق وحيثما استغرق الاول فقط وحيث ما استغرق الاول فقط فالغي واعتبر بخلف في النمط قوله تعالى فلما جاء ال لوط المرسلون - 00:01:31ضَ

قال انكم قوم منكرون بين تعالى في هذه الاية الكريمة ان لوطا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. لما جاءه الملائكة المرسلون لاهلاك قومه قال لهم انكم قوم منكرون وصرح في مواضع اخر - 00:01:52ضَ

انه حصلت له مساءة بمجيئهم وانه ضاق ذرعا بذلك كقوله في هود ولما جاءت رسلنا لوطا سيئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب وقوله في العنكبوت ولما ان جاءت رسلنا لوطا سيئ بهم وضاق بهم ذرعا. الاية - 00:02:12ضَ

وذكر تعالى في الذاريات ان نبيه ابراهيم قال لهم ايضا قوم منكرون كما ذكر عن لوط هنا وذلك في قوله قال سلام قوم منكرون وقوله قوم منكرون قيل معناه انهم غير معروفين. والنكرة ضد المعرفة - 00:02:39ضَ

وقيل انه رآهم في صفة شباب حسان الوجوه وخاف ان يفعل بهم قومه فاحشة لواط وقال انكم قوم منكرون وقال الزمخشري في الكشاف منكرون اي تنكركم نفسي وتفر منكم. فاخاف ان تطرقوني بشر - 00:03:01ضَ

بدليل قوله بل جئناك بما كانوا فيه يمترون واتيناك بالحق الاية ويدل لهذا الوجه انه بين في هود ان سبب انكار ابراهيم لهم عدم اكلهم من لحم العجل الذي قدمه اليهم - 00:03:22ضَ

وذلك بقوله فلما رأى ايديهم لا تصل اليه نكرهم واوجس منهم خيفة لان من استضاف وامتنع من الاكل خايف منه الشر وقوله تعالى في هذه الايات انا لمنجوهم قرأه حمزة والكسائي باسكان النون بعد الميم المضمومة مخففا - 00:03:42ضَ

اسمه فاعلي انجى على وزني افعل وقرأه غيرهما من القراء بفتح النون وتشديد الجيم اسم فاعلي نجى على وزن فعل بالتضعيف والانجاء والتنجية معناهما واحد وقوله قدرنا انها لمن الغابرين. قرأه ابو بكر عن عاصم - 00:04:10ضَ

بتخفيف الدال وقرأه غيره بتشديدها وهما لغتان معناهما واحد وقوله جاء ال لوط قرأه قالون والبناوي وابو عمرو باسقاط الهمزة الاولى وتحقيق الثانية مع القصر والمد وقرأه ورش بتحقيق الاولى - 00:04:38ضَ

وابدال الثانية الفا مع القصر والمد وعن ورش ايضا تحقيق الاولى وتسهيل الثانية مع القصر والتوسط والمد وقرأه انبل مثل قراءة ورش الا انه ليس له مع التسهيل الا القصر - 00:05:04ضَ

وقرأ الباقون بتحقيق الهمزتين وكل على اصله من المد وما ذكر من قراءة ورش وقنبل هو التحقيق عنهما وان قيل غيره والعلم عند الله تعالى قوله تعالى وجاء اهل المدينة يستبشرون - 00:05:24ضَ

سبب استبشار قوم لوط انهم ظنوا الملائكة شبابا من بني ادم حدثتهم انفسهم بان يفعلوا فاحشة اللواط كما يشير لذلك قوله تعالى ان هؤلاء ضيفي فلا تفضحون وقوله تعالى ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا اعينهم الاية - 00:05:47ضَ

وقوله وجاءه قومه يهرعون اليه. ومن قبل كانوا يعملون السيئات الى غير ذلك من الايات قوله تعالى ان في ذلك لايات للمتوسمين بين تعالى في هذه الاية الكريمة ان فيما اوقع من النكال بقوم لوط ايات للمتأملين في ذلك - 00:06:14ضَ

يحصل لهم بها الموعظة والاعتبار والخوف من معصية الله ان ينزل بهم مثل ذلك العذاب الذي انزل بقوم لوط لما عصوه وكذبوا رسوله وبين هذا المعنى في مواضع اخر كقوله في العنكبوت ولقد تركنا منها اية بينة لقوم يعقلون - 00:06:38ضَ

وقوله في الذاريات وتركنا فيها اية للذين يخافون العذاب الاليم وقوله هنا ان في ذلك لايات المتوسمين وقوله في الشعراء بعد ذكر قصة قوم لوط ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين. الاية - 00:07:01ضَ

كما صرح بمثل ذلك في اهلاك قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب الشعراء وقوله للمتوسمين اصل التوسم تفاعل من الوسم وهو العلامة التي يستدل بها على مطلوب غيرها - 00:07:23ضَ

يقال توسمت فيه الخير اذا رأيت ميسمه فيه اي علامته التي تدل عليه ومنه قول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم اني توسمت فيك الخير اعرفه - 00:07:43ضَ

والله يعلم اني ثابت النظر وقال الاخر توسمته لما رأيت مهابة عليه وقلت المرء من ال هاشم هذا اصل التوسم وللعلماء فيه اقوال متقاربة يرجع معناها كلها الى شيء واحد - 00:08:01ضَ

فعن قتادة للمتوسمين اي المعتبرين وعم مجاهد للمتوسمين اي المتفرسين وعن ابن عباس والضحاك للمتوسمين اي للناظرين وعن مالك عن بعض اهل المدينة للمتوسمين اي للمتأملين ولا يخفى ان الاعتبار والنظر والتفرس والتأمل معناها واحد - 00:08:23ضَ

وكذلك قول ابن زيد ومقاتل للمتوسمين اي للمتفكرين وقول ابي عبيدة للمتوسمين اي للمتبصرين فمآل جميع الاقوال راجع الى شيء واحد وهو ان ما وقع لقوم لوط فيه موعظة وعبرة لمن نظر في ذلك. وتأمل فيه حق التأمل - 00:08:49ضَ

واطلاق التوسم على التأمل والنظر والاعتبار مشهور في كلام العرب ومنه قول زهير وفيهن ملهى للصديق ومنظر انيق بعين الناظر المتوسم اي المتأمل في ذلك الحزن وقول طريف ابن تميم العنبري - 00:09:13ضَ

اوكلما وردت عكاظ قبيلة بعثوا الي عريفهم يتوسم اي ينظر ويتأمل وقال صاحب الدر المنثور واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم عن ابن عباس في قوله لايات للمتوسمين - 00:09:33ضَ

قال للناظرين واخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابو الشيخ في العظمة عن قتادة في قوله لايات للمتوسمين قال للمعتبرين واخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله لايات للمتوسمين قال هم المتفرسون - 00:09:52ضَ

واخرج ابو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمد في قوله ان في ذلك لايات للمتوسمين قال هم المتفرسون واخرج البخاري في تاريخه. والترمذي وابن جرير وابن ابي حاتم وابن السني وابو نعيم معا - 00:10:15ضَ

بالطب وابن مردويه والخطيب عن ابي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله ثم قرأ ان في ذلك لايات للمتوسمين. قال للمتفرسين - 00:10:33ضَ

واخرج ابن جرير عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا فراسة المؤمن فان المؤمن ينظر بنور الله واخرج ابن جرير عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احذروا فراسة المؤمن - 00:10:52ضَ

فانه ينظر بنور الله وينطق بتوفيق الله واخرج الترمذي والبزار وابن السني وابو نعيم عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم - 00:11:11ضَ

ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا والى لقائنا القادم ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:30ضَ