قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (183) - الحجر (015) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ان ربك هو الخلاق العليم ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة انه الخلاق العليم - 00:00:03ضَ
والخلاق العليم كلاهما صيغة مبالغة والاية تشير الى انه لا يمكن ان يتصف الخلاق بكونه خلاقا الا وهو عليم بكل شيء لا يخفى عليه شيء اذ الجاهل بالشيء لا يمكنه ان يخلقه - 00:00:30ضَ
واوضح هذا المعنى في ايات كثيرة لقوله تعالى قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم وقوله الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وقوله ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم - 00:00:49ضَ
وقوله الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما وقوله تعالى مجيبا للكفار لما انكروا البعث - 00:01:12ضَ
وقالوا ائذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد. مبينا ان العالم بما تمزق في الارض من اجسادهم قادر على قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب حفيظ. الى غير ذلك من الايات - 00:01:32ضَ
قوله تعالى ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم. ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة انه اتى نبيه صلى الله عليه وسلم سبعا من المثاني والقرآن العظيم ولم يبين هنا المراد بذلك - 00:01:51ضَ
وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك ان الاية الكريمة ان كان لها بيان في كتاب الله غير واف بالمقصود اننا نتمم ذلك البيان من السنة فنبين الكتاب بالسنة من حيث انها بيان القرآن المبين - 00:02:10ضَ
باسم الفاعل فاذا علمت ذلك فاعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم بين في الحديث الصحيح ان المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم في هذه الاية الكريمة هو فاتحة الكتاب ففاتحة الكتاب - 00:02:30ضَ
مبينة للمراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم. وانما بينت ذلك بايضاح النبي صلى الله عليه وسلم لذلك في الحديث الصحيح قال البخاري في صحيحه في تفسير هذه الاية الكريمة حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن خبيب بن عبدالرحمن عن حفص بن عاصم عن ابي سعيد بن المعلى - 00:02:47ضَ
قال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وانا اصلي فدعاني فلم اعته حتى صليت. ثم اتيت. فقال ما منعك ان تأتيني فقلت كنت اصلي فقال الم يقل الله يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول - 00:03:13ضَ
ثم قال الا اعلمك اعظم سورة في القرآن قبل ان اخرج من المسجد فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج فذكرته فقال الحمدلله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته - 00:03:33ضَ
حدثنا ادم حدثنا ابن ابي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ام القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم - 00:03:53ضَ
فهذا نص صحيح من النبي صلى الله عليه وسلم ان المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم فاتحة الكتاب وبه تعلم ان قول من قال انها السبع الطوال غير صحيح اذ لا كلام لاحد معه صلى الله عليه وسلم - 00:04:08ضَ
ومما يدل على عدم صحة ذلك القول ان اية الحجر هذه مكية وان السبع الطوال ما انزلت الا بالمدينة والعلم عند الله تعالى وقيل لها مثاني لانها تثنى قراءتها في الصلاة - 00:04:27ضَ
وقيل لها سبع لانها سبع ايات وقيل لها القرآن العظيم لانها هي اعظم سوره. كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح المذكور انفا وانما عطف القرآن العظيم على السبع المثاني - 00:04:45ضَ
مع ان المراد بهما واحد وهو الفاتحة لما علم في اللغة العربية من ان الشيء الواحد اذا ذكر بصفتين مختلفتين جاز عطف احداهما على الاخرى تنزيلا لتغاير الصفات منزلة تغاير الذوات - 00:05:04ضَ
ومنه قوله تعالى سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى وقول الشاعر الى الملك القرم وابن الهمام وليت الكتيبة في المزدحم قوله تعالى لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم - 00:05:22ضَ
لما بين تعالى انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم السبع المثاني والقرآن العظيم وذلك اكبر نصيب واعظم حظ عند الله تعالى نهاه ان يمد عينيه الى متاع الدنيا الذي متع به الكفار - 00:05:46ضَ
لان من اعطاه ربه جل وعلا النصيب الاكبر والحظ الاوفر لا ينبغي له ان ينظر الى النصيب الاحقر الاخس. ولا سيما اذا كان صاحبه انما اعطيه لاجل الفتنة والاختبار واوضح هذا المعنى في غير هذا الموضع - 00:06:06ضَ
كقوله في طه فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن اناء الليل فسبح واطراف النهار لعلك ترضى. ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم - 00:06:25ضَ
الحياة الدنيا لنفتنهم فيه. ورزق ربك خير وابقى وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا. نحن نرزقك والعاقبة للتقوى والمراد بالازواج هنا الاصناف من الذين متعهم الله بالدنيا قوله تعالى ولا تحزن عليهم - 00:06:44ضَ
الصحيح في معنى هذه الاية الكريمة ان الله نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن الحزن على الكفار اذا امتنعوا من قبول الاسلام ويدل لذلك كثرة ورود هذا المعنى في القرآن العظيم - 00:07:08ضَ
كقوله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون وقوله فلا تذهب نفسك عليهم حسرات وقوله لعلك باقع نفسك الا يكونوا مؤمنين وقولي فلعلك باقع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا - 00:07:25ضَ
وقوله وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين. الى غير ذلك من الايات والمعنى قد بلغت ولست مسؤولا عن شقاوتهم اذا امتنعوا من الايمان - 00:07:46ضَ
فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب فلا تحزن عليهم اذا كانوا اشقياء قوله تعالى واخفض جناحك للمؤمنين امر الله جل وعلا نبيه في هذه الاية الكريمة بخفض جناحه للمؤمنين وخفض الجناح كناية عن لين الجانب والتواضع - 00:08:05ضَ
ومنه قول الشاعر وانت الشهير بخفض الجناح فلا تكفي رفعه اجدلا وبين هذا المعنى في مواضع اخر كقوله في الشعراء واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين وكقوله فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك - 00:08:29ضَ
اعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر الى غير ذلك من الايات ويفهم من دليل خطاب الاية الكريمة اعني مفهوم مخالفتها ان غير المؤمنين لا يخفض لهم الجناح بل يعاملون بالشدة والغلظة - 00:08:54ضَ
وقد بين تعالى هذا المفهوم في مواضع اخرى كقوله يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم وقوله اشداء على الكفار رحماء بينهم وقوله اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين. كما قدمناه في سورة المائدة - 00:09:14ضَ
ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر. والى لقائنا القادم ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:38ضَ