قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (188) - النحل (001) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
Transcription
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة وما يليها من حلقات نمضي مع المؤلف رحمه الله في تفسير سورة النحل - 00:00:03ضَ
قال انزل الله مثوبته قوله تعالى اتى امر الله اي قرب وقت اتيان القيامة وعبر بصيغة الماضي تنزيلا لتحقق الوقوع منزلة الوقوع واقتراب القيامة المشار اليه هنا بينه جل وعلا في مواضع اخر - 00:00:29ضَ
كقوله اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون وقوله جل وعلا اقتربت الساعة وانشق القمر وقوله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا وقوله وما يدريك لعل الساعة قريب وقوله جل وعلا - 00:00:54ضَ
عزفت الاعزفة ليس لها من دون الله كاشفة الى غير ذلك من الايات والتعبير عن المستقبل بصيغة الماضي لتحقق وقوعه كثير في القرآن كقوله ونفخ في الصور فصعق من في السماوات - 00:01:18ضَ
الاية وقوله ونادى اصحاب الجنة اصحاب النار الاية وقوله واشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو اعلم بما يفعلون. وسيق الذين كفروا الاية - 00:01:38ضَ
فكل هذه الافعال الماضية بمعنى الاستقبال نزل تحقق وقوعها منزلة الوقوع قوله تعالى فلا تستعجلوه نهى الله جل وعلا في هذه الاية الكريمة عن استعجال ما وعد به من الهول والعذاب يوم القيامة - 00:02:04ضَ
والاستعجال وطلبهم ان يعجل لهم ما يوعدون به من العذاب يوم القيامة والايات الموضحة لهذا المعنى كثيرة كقوله جل وعلا ويستعجلونك بالعذاب ولولا اجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون - 00:02:26ضَ
يستعجلونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين وقوله استعجلوا بها الذين لا يؤمنون بها والذين امنوا مشفقون منها وقوله ولئن اخرنا عنهم العذاب الى امة معدودة ليقولن ما يحبسه الاية وقوله - 00:02:51ضَ
وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب وقوله قل ارأيتم ان اتاكم عذابه بياتا او نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون الى غير ذلك من الايات الضمير في قوله فلا تستعجلوه - 00:03:16ضَ
في مفسره وجهان احدهما انه العذاب الموعود به يوم القيامة المفهوم من قوله اتى امر الله والثاني انه يعود الى الله اي لا تطلبوا من الله ان يعجل لكم العذاب - 00:03:37ضَ
قاله ابن كثير وقال القرطبي في تفسيره قال ابن عباس لما نزلت اقتربت الساعة وانشق القمر قال الكفار ان هذا يزعم ان القيامة قد قربت فامسكوا عن بعض ما كنتم تعملون. فامسكوا - 00:03:55ضَ
فانتظروا فلم يروا شيئا وقالوا ما نرى شيئا فنزلت اقترب للناس حسابهم الاية فاشفقوا وانتظروا قرب الساعة فامتدت الايام فقالوا ما نرى شيئا فنزلت اتى امر الله فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون وخافوا - 00:04:17ضَ
فنزلت فلا تستعجلوه اطمأنوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعثت انا والساعة كهاتين واشار باصبعيه السبابة والتي تليها انتهى محل الغرض من كلام القرطبي وهو يدل على ان المراد بقوله فلا تستعجلوه - 00:04:43ضَ
اي لا تظنوه واقعا الان عن عجل. بل هو متأخر الى وقته المحدد له عند الله تعالى وقول الضحاك ومن وافقه ان معنى اتى امر الله اي فرائضه وحدوده قول مردود ولا وجه له - 00:05:11ضَ
وقد رده الامام ابن جرير الطبري في تفسيره قائلا انه لم يبلغنا ان احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم استعجل فرائض قبل ان تفرض عليهم فيقال لهم من اجل ذلك - 00:05:32ضَ
قد جاءتكم فرائض الله فلا تستعجلوها اما مستعجل العذاب من المشركين فقد كانوا كثيرا انتهى والظاهر المتبادر من الاية انها تهديد للكفار اقتراب العذاب يوم القيامة مع نهيهم عن استعجاله - 00:05:50ضَ
قال ابن جرير في تفسيره واولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال هو تهديد من الله لاهل الكفر به وبرسوله واعلام منه لهم قرب العذاب منهم والهلاك وذلك - 00:06:14ضَ
انه عقب ذلك بقوله سبحانه وتعالى عما يشركون فدل بذلك على تقريعه المشركين به ووعيده لهم انتهى وبذلك نكون انهينا حلقتنا هذه والى لقائنا في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:06:34ضَ