قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (195) - النحل (008) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا. وتستخرجوا منه حلية تلبسونها - 00:00:03ضَ

وترى الفلك مواخر فيه. ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ذكر جل وعلا في هذه الاية الكريمة انه سخر البحر اي دلله لعباده حتى تمكنوا من ركوبه والانتفاع بما فيه من الصيد والحلية - 00:00:29ضَ

وبلوغ الاقطار التي تحول دونها البحار للحصول على ارباح التجارات ونحو ذلك وتسخير البحر للركوب من اعظم ايات الله كما بينه في مواضع اخر كقوله واية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون - 00:00:50ضَ

وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وقوله الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بامره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. الى غير ذلك من الايات وذكر في هذه الاية اربع نعم من نعمه على خلقه - 00:01:12ضَ

بتسخين البحر لهم الاولى قوله لتأكلوا منه لحما طريا وكرر الامتنان بهذه النعمة في القرآن كقوله احل لكم صيد البحر وطعامه. متاعا لكم وللسيارة الاية وقوله ومن كل تأكلون لحما طريا - 00:01:33ضَ

الاية الثانية قوله وتستخرج منه حلية تلبسونها وكرر الامتنان بهذه النعمة ايضا القرآن كقوله يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان فبأي الاء ربكما تكذبان واللؤلؤ والمرجان هما الحلية التي يستخرجونها من البحر - 00:01:54ضَ

للبسها وقوله ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها الثالثة قوله تعالى وترى الفلك مواخر فيه وكرر في القرآن الامتنان بشق امواج البحر على السفن كقوله وخلقنا لهم من مثله ما يركبون - 00:02:19ضَ

وان نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون. الاية وقوله وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بامره الرابعة الابتغاء من فضله بارباح التجارات. بواسطة الحمل على السفن المذكور في قوله هنا ولتبتغوا من فضله - 00:02:43ضَ

ارباح التجارات وكرر في القرآن الامتنان بهذه النعمة ايضا لقوله في سورة البقرة والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وقوله في فاطر وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله. ولعلكم تشكرون - 00:03:05ضَ

وقوله في الجاثية الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بامره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون الى غير ذلك من الايات قال المؤلف رحمه الله وقوله جل وعلا في هذه الاية الكريمة - 00:03:26ضَ

وترى الفلك اي السفن وقد دل القرآن على ان الفلك يطلق على الواحد وعلى الجمع وانه ان اطلق على الواحد ذكر وان اطلق على الجمع واطلقه على المفرد مذكرا في قوله واية لهم - 00:03:46ضَ

ان حملنا ذريته في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون واطلقه على الجمع مؤنثا في قوله والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وقوله مواخر جمع ماخرة - 00:04:08ضَ

وهو اسم فاعل مخرت السفينة تمخر بالفتح وتمخر بالضم مخرا ومخورا جرت في البحر تشق الماء مع صوت وقيل استقبلت الريح في جريتها والاظهر في قوله ولتبتغوا من فضله انه معطوف على قوله لتأكلوا منه لحما طريا - 00:04:31ضَ

ولعل هنا للتعليل كما تقدم والشكر في الشرع يطلق من العبد لربه كقوله هنا ولعلكم تشكرون وشكر العبد لربه هو استعماله نعمه التي انعم عليه بها في طاعته واما من يستعين بنعم الله على معصيته - 00:04:57ضَ

فليس من الشاكرين وانما هو كنود كفور وشكر الرب لعبده المذكور في القرآن كقوله ان الله شاكر عليم. وقوله ان ربنا لغفور شكور ان يذيب عبده الثواب الجزيل من العمل القليل - 00:05:21ضَ

والعلم عند الله تعالى ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر والى لقائنا القادم ان شاء الله. استودعك الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:05:43ضَ